احتدمت المواجهة بين حزب الله الشيعي وعائلات منطقة بعلبك الهرمل في الانتخابات البلدية، إذ باءت محاولات الحزب، المتحالف مع حركة أمل، بالفشل في إقناع عائلات كبرى في مدينة بعلبك بالتخلي عن دعم قائمة “بعلبك مدينتي”.
وباتت سيطرة حزب الله على الدوائر البلدية في بعلبك لمدة 12 عاما مهددة بالتزامن مع الانتخابات التي أجريت الأحد.
وكما واجه زعيم تيار المستقبل ورئيس الوزراء السابق سعد الحريري تحديا من قبل مستقلين في بيروت، قامت كتلة “بعلبك مدينتي” بتحدي السيطرة المطلقة لحزب الله على المنطقة التي تسكنها أغلبية شيعية.
ولا تنفي الأوساط البعلبكية أن حزب الله يحاول الضغط على العائلات عبر بعض المستفيدين من الدورة الاقتصادية الداخلية للحزب عبر التعاقد في المؤسسات الحزبية.
ولكن المرشح المنافس للحزب غالب ياغي، الذي يتزعم قائمة “بعلبك مدينتي” قال في تصريحات صحافية إن “بعلبك لم تعد المدينة التي عرفناها من قبل، فالحالة المعيشية في غاية الصعوبة وكذلك الوضع الأمني، لذلك قررنا خوض المعركة في وجه تحالف حزب الله وحركة أمل، انطلاقا من أن الحالة العائلية تعلو على الحالة الحزبية في المدينة”.
وأضاف ياغي، المحامي الذي ترأس بلدية بعلبك سابقا، إن “الحزب يحاول شق العائلات، إلا أننا كوّنا نواة لائحة تضم ممثلين عن معظم عائلات المدينة، ومن أبرزها بلوق، والطفيلي، والجمال، والصلح، والرفاعي وبيان وغيرها”.
وتواجه قائمة “بعلبك مدينتي” شائعات يعتقد على نطاق واسع أن حزب الله يقف وراءها ضمن محاولاته إظهار القائمة باعتبارها ظهيرا سياسيا يتلقى دعما ماليا كبيرا من أوساط خارج المدينة.
واتهم حزب الله القائمة بتلقي 200 ألف دولار من رئيس جمهورية سابق. وقال ياغي “هذا أمر لا يمكن وضعه سوى في خانة محاولة الاستثمار ضدنا في المدينة”.
ولم تستبعد المصادر أن يكون حزب الله الذي بقي خارج معركة بيروت قد تمكّن من تسجيل نقطة على الحريري، ذلك أنّ أوساطا معيّنة تؤكد أن الحزب دفع مناصريه إلى تأييد قائمة “بيروت مدينتي”، التي لا تضمّ سوى علمانيين، نكاية بالحريري.
وتوقعت مصادر سياسية في بيروت الأحد فوزا بفارق كبير من الأصوات للائحة “البيارتية” التي شكلها الحريري وخاض بها الانتخابات البلدية في بيروت.
صحيفة العرب