أسدلت الستارة عن المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت ومحافظتي البقاع وبعلبك - الهرمل.
ففي الأحد 8 أيار 2016، نجحت حكومة الرئيس تمام سلام، ونجح وزير الداخلية نهاد المشنوق، في إجراء هذه الانتخابات، وسط هامش واسع من الحرية، وحوادث وإشكالات قليلة جداً، وحياد يكاد يكون كاملاً للسلطة المعنية، على الرغم من الأجواء الصعبة التي شاعت قبل الانتخابات ووضعت معيقات أمنية وسياسية، على أساس أنها تحول دون إجرائها، لكنها ما لبثت أن سقطت بقوة الوقائع الجديدة التي أفرزتها هذه الانتخابات، فاتحة الباب أمام المراحل الثلاث الباقية: الأحد 15 في جبل لبنان و22 في الجنوب والنبطية، و29 أيار في الشمال وعكار.
وبصرف النظر عن نسب الاقتراع التي تراوحت بين 48 في المائة في بعلبك و41.6 في المائة في زحلة و40 في المائة في الهرمل و35 في المائة في راشيا و34٪ في البقاع الغربي، وصولاً إلى بيروت التي تراوحت النسبة فيها بين 22 في المائة في بعض المناطق وأقل من 13 في المائة في مناطق أخرى لتصل إلى ما نسبته 17.76 في المائة أو أكثر، فإن القوى السياسية نظرت إليها وكأنها انتخابات نيابية تؤسس لإعادة تكوين سائر السلطات، سواء عبر المواقف أو الاقتراع أو المتابعة الميدانية.
وإزاء اضطراب الموقف الانتخابي، في ضوء الصورة التي يمكن أن ترسمها هذه الانتخابات للتأشير إلى حجم القوى السياسية والعلاقة بين هذه القوى والجمهور الذي تقدّم نفسها أنها تمثله لا سيما في منطقة البقاع بمحافظتيه وأقضيته، حيث أن «حزب الله» خاض معارك قاسية في بعلبك وبريتال واللبوة، وقرى وبلدات أخرى وصولاً إلى الهرمل، حيث تدنت نسب الاقتراع في هذه المدينة، فضلاً عن إشكالات وإطلاق نار كما تردّد، فضلاًَ عن أن الائتلاف المسيحي في زحلة، وعلى الرغم من تغريدة النائب إبراهيم كنعان من أن زحلة البداية ومبروك للتوافق المسيحي، عاد إلى دائرة الترقب مع تضارب نتائج الماكينات الانتخابية للوائح الثلاث المتنافسة في المدينة، وهي: لائحة إنماء زحلة برئاسة أسعد زغيب وقوامها الأحزاب المسيحية الثلاثة: الكتائب و«القوات» و«التيار الوطني الحر»، ولائحة زحلة الأمانة برئاسة يوسف سكاف التي تخوضها الكتلة الشعبية برئاسة السيدة ميريام سكاف ولائحة «زحلة تستحق» برئاسة موسى فتوش شقيق النائب نقولا فتوش.
تأخر إعلان النتائج
وعلى الجملة تأخرت عمليات الفرز فتأخر الإعلان الرسمي عن النتائج، وآثرت مختلف القوى الداعمة للوائح في بيروت والبقاع التريث بانتظار استكمال الفرز والتدقيق في النتائج:
1- ففي «بيت الوسط» في بيروت، حيث تدفق أنصار لائحة «البيارتة»، أطل الرئيس سعد الحريري وخاطبهم معرباً عن شكره تجديد الثقة بالمناصفة والعيش المشترك وتيار الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقال: «ابتداء من الغد ستبدأ العمل من أجل بيروت»، آملاً أن تكون النتائج لمصلحة البيارتة.
وكان الرئيس الحريري شكر في بيان أهالي بيروت «الذين قاموا بواجبهم الانتخابي لتبقي ديموقراطيتنا بخير وبيروت عاصمتنا محروسة بأهلها».
2- وفي البقاع، حيث أدار نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم معارك الحزب الانتخابية في بعلبك - الهرمل، أرجأ مؤتمره الصحفي إلى اليوم، بعد أن كان مقرراً عقده عند منتصف الليل للحديث عن نتائج الانتخابات وتقييم الحزب لها، بعدما رعى «تشكيل لوائح في 27 بلدة في البقاع من خلال لوائح «التنمية والوفاء» (وهاتان الكلمتان ترمزان إلى حركة «أمل» (التنمية) والوفاء إلى «حزب الله») على حدّ ما أعلنه الشيخ قاسم في المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس في مدينة بعلبك، والذي كشف فيه أن 19 بلدية من البلديات في المحافظة تمكن الحزب من إنجاحها بالتزكية.
وخاض الحزب معركتين بارزتي الصعوبة في كل في مدينة بعلبك في وجه اللائحة التي ترأسها رئيس البلدية السابق غالب ياغي والمدعومة من تيّار المستقبل والجماعة الإسلامية وأحزاب في قوى 14 آذار، وفي بريتال في وجه اللائحة المدعومة من الأمين العام السابق للحزب الشيخ صبحي الطفيلي، حيث لمس المراقبون معركة «كسر عظم» في البلدة، بعدما سحبت حركة «أمل» يدها من المعركة.
وكشفت الماكينة الانتخابية للحزب انه فاز في 7 بلديات حتى الساعات الأولى من المساء في منطقة بعلبك - الهرمل وهي: حوش سنيد، حوش النبي، مقراف، قرجا، حلبتا، اللبوة ومجدلون. كما فازت لائحة الحزب - «أمل» في زلايا في البقاع الغربي.
3- الحزب التقدمي الاشتراكي الذي اكتفى رئيسه النائب وليد جنبلاط بمواجهة أحد أصدقائه وخصومه عبر «التويتر» عندما كتب عن معركة زحلة: زحلة البردوني، المازة الجديدة، متبل مع بحص فتوش صخري، مشاوي فقيرة وفواكه مطحونة واركيلة مغسلة بوحل». أعلن ليلا فوز لائحة راشيا بالكامل في وجه اللائحة المدعومة من النائب السابق فيصل الداوود.
4 - اما الاحزاب المسيحية فلم تسجل لها حضورا على المسرح بعد اقفال الصناديق، واكتفت الانتظار لمعرفة الأرقام الرسمية والنتائج، فضلا  عن نسب التصويت في أقلام الاقتراع سواء في الأشرفية أو الرميل أو كرم الزيتون، أو في أقلام زحلة الـ 126 لتبني على الشيء مقتضاه، سواء في ما خص التحالفات أو لاتجاهات المعارك الانتخابية المقبلة، لا سيما في جبيل وجونية وبعبدا وفرن الشباك والمتن والقبيات في الشمال.
وزير الداخلية
وإذا كان الوزير نهاد المشنوق اعرب عن سروره البالغ باتمام الانتخابات في موعدها، مشيدا في مؤتمر صحافي عقده في عرسال، بانتماء البلدة إلى الدولة، بعد ان تجول في احيائها، فإنه أشار، في موقف سياسي يعبّر عن رؤية للمرحلة المقبلة، أن المطلوب بعد الانتخابات البلدية، اجراء الانتخابات الرئاسية، لأنه لا يكتمل العرس الوطني الا بانتخاب رئيس الجمهورية، ثم تجري بعد ذلك الانتخابات النيابية، وهو الأمر الذي كان يراهن عليه فريقا «تفاهم معراب» فيما لو جاءت محصلة الانتخابات البلدية لمصلحتهما.
وكانت الجولة الأولى من انتخابات البلدية انطلقت منذ السابعة صباحاً بسلاسة ملحوظة وضمن إجراءات أمنية توزعت على أكثر من 20 ألف رجل أمن وجندي حول مراكز الاقتراع، في استحقاق بلدي هو الثالث من نوعه منذ اتفاق الطائف، أعاد الحيوية للمشهد الديمقراطي بتوجه اكثر من 476 ألف ناخب في العاصمة وحدها إلى أقلام الاقتراع لانتخاب 24 عضواً في البلدية من بين أربع لوائح متنافسة تضم ما لا يقل عن 90 مرشحاً، والكتلة الناخبة نفسها يتعين عليها أن تنتخب 108 من المخاتير.
ولم تسجل أية حوادث في العاصمة، ولا حتى إشكالات باستثناء شكاوى سجلتها لائحة «بيروت مدينتي» في مؤتمر صحفي عقدته بعد انتهاء عمليات الاقتراع.
وخلاف ذلك بدا الموقف بالغ الحدة في مدينة زحلة وبعلبك وبريتال، حيث افيد عن رشاوى مالية وتوقيف أشخاص وإشكالات واحتكاكات ما لبث أن طوقها الجيش والقوى الأمنية.
(راجع محور 3 و4 و5)
أجندة الأسبوع
وبانتظار النتائج الرسمية، تعود اللجان النيابية المشتركة اليوم إلى درس قانون الانتخاب، بدءاً من المشروع الذي قدمته حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الذي يقضي بجعل لبنان 13 دائرة انتخابية مع النسبية.
وغداً الثلاثاء تعقد الجلسة 39 لانتخاب رئيس الجمهورية بتأثير من نتائج الانتخابات البلدية، من دون أن تنتج رئيساً، كل ذلك بالتزامن مع الجولة 28 للحوار الثنائي بين المستقبل و«حزب الله» في عين التينة.
اما الخميس في 12 الحالي، يعقد مجلس الوزراء جلسته الأسبوعية وعلى جدول أعماله 120 بنداً أبرزها تعيين محافظ جبل لبنان، حيث اقترحت وزارة الداخلية اسم القاضي محمود مكية لهذا المنصب، فضلاً عن تعيين مجلس إدارة تلفزيون لبنان.
وعلمت «اللواء» أن الأسماء التي طرحها وزير الإعلام رمزي جريج لتعيينها في مجلس الإدارة هي:
- المحامي شوقي ساسين (عن الارثوذكس).
- دياب شيا (عن الدروز).
- سمير منصور أو غالب الأيوبي (عن السنة).
- جورج جبور أو جورج صدقة (ْعن الموارنة).
- طلال المقدسي أو كميل منسى أو جورج كلاس عن الكاثوليك.
ولاحظت مصادر متابعة أن الوزير جريج اقترح اسماً أو ثلاثة للمراكز المخصصة للموارنة والكاثوليك فيما سمى اسماً أو اثنين للارثوذكس والسنة، وإسماً واحداً للدروز.