في عصر ساعات “آبل” ونظارات “غوغل” وسياراتها ذاتية القيادة، تعيش شركات التكنولوجيا والإنترنت مجدها وسط سباق محموم لجمع أطنان الأموال.
لكن من الضروري معرفة أن عائدات تلك الشركات الهائلة، وقيمها السوقية المبهرة، أنت محورها، وعلى أساسك تقاس، إذا ما علمنا أن تلك القيم السوقية لشركات التكنولوجيا والإنترنت العملاقة تحسب بعدد أسهمها في البورصة مضروباً في سعر السهم الواحد، هذا السهم الذي يعتبر المستخدم محركه الأساس.
كيف ذلك؟
لا شك أبداً في أنك أحد مستخدمي “غوغل” ! بالتالي فأنت مساهم مهم في إيرادات الشركة، ضمن مليارين من البشر هم عدد المستخدمين الحاليين للموقع. ووفق قيمة سوقية تفوق 360 مليار دولار، هي قيمة “غوغل”، يعني ذلك أنك تساهم بـ 180 دولاراً في تلك القيمة.
فمعظم إيرادات شركات الإنترنت العملاقة، تتأتى من الإعلانات، التي تشكل فيها كمستخدم العنصر الأساس، فأنت الجهة المقصودة بمئات الرسائل الإعلانية الإلكترونية بمختلف أنواعها، تحضر بعناية وفق مزيج من البيانات التي يحصل عليها المعلنون من شركات التكنولوجيا نفسها التي منحتك صفحة أو بريداً إلكترونيا أو حتى حساباً للبيع والشراء عبر الإنترنت، فمبالغ كبيرة تدفع لقاء كل ما يخصك بدءاً من تفضيلاتك في المأكل والملبس وما إذا كنت من مرتادي المدن الساحلية أو الجبلية، وصولا إلى مزاجك وشخصيته وحتى لون بؤبؤ عينيك !
شركة “فيسبوك” هي الأخرى، تفوق قيمتها السوقية 220 مليار دولار، بفضل امبراطورية من المستخدمين يصل عددهم إلى 1.4 مليار. ووفق طريقة الحساب نفسها فأنت تساهم بـ 157 دولاراً في قيمة “فيسبوك”.
أما “أمازون” بقرابة 200 مليار دولار كقيمة سوقية، تحصل على كل 740 دولاراً من قيمتها، عبر مستخدم واحد ضمن 270 مليوناً هم مجموع مالكي حسابات في موقعها للتجارة الإلكترونية.
ومستخدمو “تويتر” الذين يزيد عدد عن 300 مليون، يساهمون بـ 80 دولاراً من قيمته السوقية البالغة 24 مليار دولار، فيما تشكل مساهمة المستخدم الواحد في قيمة “لينكد إن” حوالي 66 دولاراً، حيث تصل إلى 24 مليار دولار أيضاً عبر 364 مليون مستخدم.
وكان موقع “HowMuch” المتخصص في البيانات الاقتصادية العالمية، أول من عمد إلى وضع المستخدم موضع السهم في احتساب قيم الشركات، في محاولة لإلقاء الضوء على دوره في الدفع بقيم وأسهم شركات التكنولوجيا العالمية نحو مستويات قياسية.
(العربية)