على فَرْشِ المآسي نامَ حظّي
وتحت لحافه أملي يَبِيْتُ
تبنّيت المواجع كلّ عمري
ومن أوجاعِ مأساتي غُذِيتُ
وفَيتُ بعهدها دمعاً تلظّى
وقرّحت الجّفونَ وما دفيتُ
وخانَت رميَ سهمِ الحزنِ ظهري
ولم تجهزْ عليّ وقد دميتُ
سواد الغدر يصبغ تحت عيني
وتحمرّ الجروح وما بَليتُ
ولو نظرَ العذول لوجه شعِري
لأرعشَ قلبه لونٌ مَقيتُ
وذات الحسن شبه البدر هامَت
بحبّي حينما انجرحَ السكوتُ
وقد ضحكت عيوني لهف قلبي
كأنّي في هواها قد شفيتُ
وتسألني بلطفٍ بسمَ ثغري
فقلت لها وربّي قد نسيتُ
وقالت إنّ دمعك ذا جَحودٌ
ففي الروضات طاب له المبيتُ
أجبت بسيله ملحٌ وماءٌ
على خدّي رويت وما رويتُ
أنا يا مـن أثرتِ دموع عيني
بكـلّ دقيقــةٍ كمــداً أمــوتُ
كأني يونسٌ يقطينُ همِّي
يغطّيني إذا ما راح حوتُ
فقالت (لا وربّي لست موسى
فذاك له مع الشجعان صيتُ
لقد غَرَّتْ حروفُ القومِ نفسي
طلبتُ العزمَ لكن ما لقيتُ )
فأسدلْتُ اللثامَ لثامَ ضعفي
وأظهرتُ الحقيقة إذ دُعيتُ
أنا ذقتُ المرارَ بكلّ كأسٍ
وطعمٌ المرّ عند الصدقِ توتُ
كسرتُ أضالعي وعصايَ منها
سحرتُ بها العيون وما كُفيتُ
أنا رأسُ الشجاعة فاستقرّي
إذا اهتزّت بأحرفنا البيوتُ
ولو جاع الفحول من المعاني
بحلقِ ثغورهم كلمي يقيتُ
فما مثلي يخطّ لهم يراعٌ
ولا بُليَ الفحولُ بما بُليتُ
موسى سويدان
أنا باختصار : شعرموسى سويدان
أنا باختصار : شعرموسى سويدانلبنان الجديد
NewLebanon
مصدر:
خاص موقع لبنان الجديد
|
عدد القراء:
4447
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro