سهل جداً اتهام العدو الصهيوني بكافة الجرائم التي لم نعرف من ارتكبها، وعددها كبير وكثير..؟؟ ومن المتعارف عليه منذ عقود، ان معركة تحرير فلسطين او مشروع خوض معركة تحرير فلسطين، يطغى على ادبيات كل حاكم متسلط ويكتاتور..أوحزب يسعى للهيمنة على كيان او جمهور او وطن..تحت شعار (لا صوت يعلو على صوت المعركة)... وان معركة تحرير فلسطين هي اولوية على كل القضايا الوطنية بما فيها التعليم والتنمية والحريات وغيرها من مطالب الشعوب العربية...؟؟ ولكن ما جرى في لبنان في السابع من آيار /مايو من عام 2008، لا يمكن اتهام اسرائيل ولا المحور الأميركي – الصهيوني ولا السعودية.. بارتكابه..؟؟ ولا حتى برفع الشعارات المذهبية والطائفية خلال ممارسة طقوس جرائمه..؟؟؟؟؟ من قام به ومارسه بحقد هو جمهور حزب الله وميليشياته والى جانبهم ميليشيا نبيه بري (حركة امل)...والحزب القومي السوري..؟؟
من بين هذه القوى التي استخدمت قضية فلسطين مطية وواجهة وعنوان لتغطية مشروعها والتعمية على حقيقة طموحاتها.. دولة إيران.. فأطلقت على مشروعها المذهبي الطائفي عنوان (مشروع المقاومة) ومن يتناغم ويتماهى معها في مشروعها لقب...(قوى محور المقاومة)..؟؟؟؟ وعلى خصومها من الطائفة الأخرى وعلى من لا يقبل بمشروعها من سائر الطوائف والمذاهب والاديان.. لقب التكفيريين والمتشددين والمتطرفين..؟؟ وحلفاء وعملاء المشروع الأميركي – الصهيوني..؟؟؟
واضاف نصرالله اداة ايران في لبنان مؤخراً مصطلح جديد هو الانخراط في المحور السعودي...؟؟ المتماهي والمتكامل مع المشروع الأميكي – الصهيوني.؟؟ اوصاف وشعارات وعناوين... من السهل إطلاقها ونشرها لدى جمهور متناغم وخاضع لوصاية فكرية ودينية وعقائدية.. ولكن من العبث ايضاً الخوض في مناقشتها وتحليلها والرد عليها..وتبيان فسادها وعدم صحتها..؟؟ لأن سلوكيات ايران وادواتها في المنطقة تفضح مشروعها وحقيقة مضمونه واهدافه وتوجهاته.. من اليمن الى بغداد مروراً بسوريا وصولاً الى لبنان...؟؟؟
وبما اننا اليم في ذكرى احداث او جريمة السابع من آيار/مايو، من عام 2008، حين اجتاحت ميليشيات امل وحزب الله بتحريضٍ مذهبي وديني شوارع بيروت والجبل، تحت شعار حماية المقاومة ومشروعها...؟؟ ولكن واقع الأمر كان الهدف من تلك العملية العسكرية.. السيطرة على لبنان والهيمنة على مؤسساته وارهاب المؤسسات الأمنية ومنعها من مجرد التفكير او حتى الوقوف في وجه هذا المخطط ومن يقوده..بل ان بعضها مع الأسف كان جزءاً اساسياً من حربها هذه بل وفي خدمتها..!!
الشعارات والممارسات التي ارتكبتها هذ الميليشيات المدعومة من ايران في ذلك اليوم المشؤوم فضحت زيف المشروع ونفاق قادته وكذب عناوينه وشعاراته...والضحايا التي سقطت شهيدة الحقد والضغينة والتربية المتزمتة والتحريض المنهجي اليومي والدؤوب، قسمت مجتمعنا الى محورين وفسطاطين ومعسكرين، وكل ما يقال عن تسويات وحوارات وتفاهمات هو مضيعة للوقت وللجهد..؟؟ لأن الخطاب التحريضي لا يزال مستمراً ومتفاقما ومتصاعداً ...؟؟ وخطاب نصرالله يوم 6/5/2016، والذي قال فيه.. مخاطباً الخامنئي: (كن يا سيدنا وامامنا مطمئن البال والخاطر فما يطمح اليه هؤلاء هو كسراب) وذلك حين أشار نصرالله.. (الى أن "الضغوطات ستزداد على الدول التي تقدم دعماً للمقاومة"، فقال "الجمهورية الاسلامية في ايران من خلال مواقف الامام الخامنئي.. وكافة المسؤولين في ايران موقفهم حول دعم المقاومة قاطع وحاسم ونهائي" "كما يقف الامام الخامنئي معنا ويدعمنا مادياً ومعنوياً وثقافياً..) إن مضمون الخطاب الذي وجهه نصرالله للخامنئي يفيد دون شك بان تضحيات جمهور حزب الله وجرائم حزب الله في سوريا والعراق واليمن وتعطيله للحياة السياسية في لبنان وتعزيزه للفوضى الامنية فيه... إنما هي لخدمة مشروع الخامنئي ودولة ايران وليس لمقاومة اسرائيل وتحرير فلسطين..؟؟
كما كان من الواضح ان معركة المذاهب والمشاريع مستمرة في المنطقة دون هوادة، وذلك حين قال نصرالله: (أن هناك أشهراً صعبة، فهناك المزيد من التعطيل بانتظار انتخابات الرئاسة الأميركية)..مما يفيد بانها دعوة صريحة لجمهوره لتقديم المزيد من التضحيات والقرابين والقتلى والجرحى والصبر على الضائقة الاقتصادية المتزايدة وانتظار الانتخابات الأميركية.. قبل اجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية.. لإنجاح مشروع ايران في المنطقة... وليس مشروع حزب الله وحماية لبنان...وبالتاكيد ليس تحرير فلسطين..؟؟
ذكرى السابع من آيار/مايو لن تغيب عن اذهاننا ولن ننساها ولن نسامح من انخرط فيها خدمةً لمشروع ديني بغيض..؟؟ والحل لا يكون الا ببناء دولة عادلة يتساوى فيها كل مواطن مع الآخر دون سلاح ودون وصاية ودون ارتباط بالخارج والانخراط في محاور صراع خارجية وربط مصير لبنان وشعبه بمصير مشروع ايران وطموحاتها...؟؟
بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات...حسان القطب