بعد أقل من أسبوع على نجاح الأجهزة الأمنية في السعودية من القبض على المطلوب الأمني عقاب العتيبي حياً، في عملية أمنية استغرقت 40 ساعة، في أحد المواقع شرق محافظة بيشة، سقط أخيرا، زعيم خلية تفجير مسجد الطوارئ سعيد عايض آل دعير الشهراني إلى جانب عناصر أخرى في العملية الأمنية الأخيرة في مكة، وهو الرجل الأول في قائمة المطلوبين الـ9.

نجاح الأجهزة الأمنية حمل المطلوب العتيبي على تسليم نفسه وإلقاء سلاحه دون تفجير حزامه الناسف الذي كان يرتديه، عد إنجازا أمنيا كبيرا، لأهمية الدور الذي لعبه المطلوب ضمن خلايا داعش العنقودية في السعودية والذي وصفته وزارة الداخلية السعودية بـ"الوسيط العملياتي" لدوره في عدد من العمليات الإرهابية.

من جانبه، رفض اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية السعودية وصف ما قامت به الأجهزة الأمنية مع المطلوب الأمني عقاب العتيبي بـ"التفاوض"، قائلا: "لم يتم التفاوض مع المطلوب عقاب العتيبي ولكن تمت دعوته للاستسلام لرجال الأمن التزاما بمهمة الأمن بالقبض على المطلوبين"، مبينا بأن التفاوض لا يتم في العمل الأمني سوى في حالات محددة كاحتجاز الرهائن أو اختطاف الطائرات مراعاة لسلامة الأبرياء المحتجزين.

وأفاد اللواء التركي بوجود فريق أمني مختص وعلى درجة عالية من المهنية للتفاوض ويخضع منسوبوه لدورات متقدمة في مهارات التفاوض، ويشاركون في تجارب فرضية دورية، قائلا: "يتم عقد دورات تدريب منتظمة لرجال الأمن الذين قد تتطلب مهامهم توفر مختصين في التفاوض كرجال حرس الحدود، ورجال قوات الأمن الخاصة، ورجال قوات الطوارئ الخاصة ورجال الشرطة".

إلقاء القبض على العتيبي "الوسيط العملياتي" بحسب وصف وزارة الداخلية له، كشف حتما عن الكثير من المعلومات الهامة المرتبطة بعمليات تنظيم "داعش" في السعودية، وكذلك عن خلاياه العنقودية أولى نتائجها تجسدت بنجاح رجال الأمن في مداهمة أحد أخطر مواقع تجمع، وإيواء عناصر "داعش"، وبما يحتويه من متفجرات وأسلحة رشاشة من نوع كلاشينكوف وأحزمة ناسفة.

اعترافات العتيبي وبما أسفرت عنه من مداهمة إحدى أوكار "داعش" في السعودية أسقطت القيادي زعيم الخلية سعيد الشهراني، بالإضافة إلى عادل المجماج الذي ارتبط بعلاقة مع ياسر الحودي والذي قتل خلال عملية بيشة ذاتها، متواريا عن الأنظار بتنكره بزي نسائي مرتديا حزاما ناسفا، فجر به نفسه.

عقاب معجب قزعان العتيبي أحد المطلوبين أمنيا، حاصل على شهادة المرحلة المتوسطة، متورط بعدد من العمليات منها ما استهدفت مسجد المصطفى بقرية الدالوة، وارتباطه كذلك بتفجير مسجد قوات الطوارئ، وكذلك اغتيال العميد كتاب ماجد الحمادي، بالإضافة إلى مشاركته بمخطط كان يستهدف الطائفة الشيعية بالسعودية، خطط عقاب العتيبي للذهاب إلى العراق، وألقي القبض ثم تمكن من الدخول الى سوريا عن طريق الكويت، ثم تركيا بهدف المشاركة في القتال هناك وتلقى التدريبات، ليعود بعدها من سوريا عبر السودان ثم اليمن وصولا إلى جازان، ليستقر به الأمر بمدينة خميس مشيط، قبل أن يتوجه إلى ضرماء.

وبحسب توجيهات وتعليمات عبر قيادات تنظيم "داعش" المتواجدة في سوريا تم تكليفه بإنشاء قيادة للعمليات في السعودية، منها إنشاء مصنع خاص لتصنيع المتفجرات، وإعداد الخطط اللازمة لتنفيذ العمليات الإرهابية.

سعى عقاب العتيبي "الوسيط العملياتي"،من خلال تنقلاته بين أربع مناطق سعودية (الجوف الرياض، جازان، عسير)، إلى تحويل البلاد لمنظومة من الخلايا العنقودية لتنفيذ التوجيهات التي يتلقاها من قيادات التنظيم في سوريا.

وتمثل دور الوسيط العملياتي "عقاب" في "إعطاء الأوامر، والتخطيط، وتوجيه الأطراف الأخرى من عناصر التنظيم، بالتنسيق مع قيادات التنظيم في سوريا، التي قامت على توفير التمويل المالي، والدعم اللوجستي، وتوفير السلاح لعناصر التنظيم المتواجدين في السعودية، عبر قياداتها في سوريا، ليقتصر دور العناصر السعودية على التنفيذ فقط".

يشار إلى أنه ومن خلال عملية نوعية في منطقة غطت نحو 40 كيلومترا شرقي محافظة بيشة، بمدة عمل بلغت 40 ساعة، تمكنت الجهات الأمنية من إحباط عمل إرهابي وشيك فجر يوم الجمعة، بعد رصد سيارتين بأحد المواقع بمحافظة بيشة كانت بداخلها مواد متفجرة ومبادرة قائديها بإطلاق النار على رجال الأمن .

أسفرت العملية الأمنية عن القبض على عقاب العتيبي 29 عاما، بالإضافة الى مقتل مطلوبين آخرين، عبد العزيز الشهري 23 عاما شقيق المطلوب الأمني ماجد الشهري، والذي لا يزال هاربا، و ياسر علي الحودي 22 عاما.

(العربية)