أشار نائب أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم إلى أنه "في لبنان الكل يغني باسم الدولة، والكل يدعو إلى بناء الدولة، والكل يعبر عن قناعاته بأن الدولة يجب أن تقف على رجليها، وأن نعمل جميعًا وفق القوانين والأنظمة من أجل أن نصل إلى دولة قوية وعادلة"، متسائلاً: "كيف يمكن أن تبنى الدولة بهذه العقلية الطائفية الموجودة، وبهذه المحاصصة المقيتة، وبهذه التغطية على الارتكابات المختلفة التي تندرج تحت عنوان حماية الطوائف للمرتكبين؟، معتبراً أنه "من الضروري أن نراجع كيفية مقاربتنا للاستحقاقات التي نواجهها في لبنان بموضوعية وقواعد، يجب أن يكون هناك مقاييس، لا يمكن إنجاز قانون انتخابات وكل واحد يفصِّل القانون بما يجعله ينجح ويسقط الآخرون، وفي طاولة الحوار لم يتفقوا على قانون يجمع الأغلبية، كل قانون من القوانين يفصله البعض على مقداره ويخشى على زعامته، فإذا لم توضع مقاييس جيدة وعادلة لن يكون هناك لا قانون عادل ولا نتيجة انتخابية جيدة".
وفي كلمة له في احتفال توزيع جوائز مسابقتي الزهراء والمهدي التي تقيمها جمعية التعليم الديني الإسلامي في قاعة الجنان، بين تلامذة المتفوقين في التربية الدينية في المدارس التي تعلم فيها في بيروت، رأى أنه "من أجل الإسراع في الاستحقاق الرئاسي والكل يتكلم عنه، وفق أي معادلة تختارون"، قائلاً: "ضعوا الضوابط المنطقية المعقولة، مثلًا أن تقولوا أن الرئيس يجب أن تكون له حيثية شعبية وأن تكون له مكانة في طائفته، وأن لا يكون غير مرتبط بالشرق أو بالغرب من أجل أن يكون له قرار والجميع يلتزمون معه فنصل عندها بكل سهولة لاختيار الرئيس ونستطيع أن ننجز هذا الاستحقاق، أما أنه يريد رئيسًا مطية يستخدمه كما يريد أو تطبيقًا لأسياده الإقليميين أو الدوليين هذا الأمر عسير ويُبعد الشقة فيما بيننا".
وسأل: "ما هي الحجة المنطقية لتعطيل المجلس النيابي في لبنان؟ في الوقت الذي يمكن له أن يجتمع وأن يقر قوانين تمس الشعب سواءً لها علاقة بالخدمات أو بسلسلة الرتب والرواتب أو بأي أمرٍ من الأمور التي تخدم الناس؟" لافتاً إلى أنه "كل واحد يطرح فكرة سياسية معينة من أجل أن يعطِّل المجلس النيابي، فكل واحد يرفع سقفه بالشروط علمًا أن هذه الشروط غير قابلة للتحقيق حتى يبقى التعطيل قائمًا في هذا البلد".
وسأل: "لماذا عندما يصل الأمر إلى أحد المتنفذين في طائفته أو مذهبه يتم إعاقة الملف وتخريبه وإدخال عناصر جديدة تضيِّع مساره ومحاولة التسويف بالجلسات والشهود وإيجاد عناوين تضيِّع كل الفكرة؟ مؤكداً أن "السبب الأساس هو بعض المرتكبين هم من الأشخاص الكبار في طائفته، فهؤلاء الكبار محترمون جدًا عند الناس وعند الطوائف وفي الحسابات لأن الطائفة تحتاج إلى هذا النموذج الذي يخرِّب الأجيال والبلد حتى ولو سقط السقف على الجميع المهم أن يكسب هو وبعض المحازبين وبعض الأشخاص الذين يكونون قريبين منه".