يشهد قطاع غزة تصعيدا خطيرا بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، وسط تأكيدات على دخول القاهرة على الخط لإعادة الهدوء إلى المنطقة.
وقصفت مدفعية الجيش الإسرائيلي، مساء الخميس، عددا من المواقع التابعة لسرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي ولكتائب عزالدين القسام التابع لحركة حماس على الحدود مع القطاع.
وفي وقت سابق أعلن الجيش الإسرائيلي عن عثوره على نفق جديد تابع لحماس بين غزة وإسرائيل، في ثاني إعلان من نوعه في الأسابيع الأخيرة.
وقال متحدث باسم الجيش إن النفق يمتد “بين 28 إلى 29 مترا تحت الأرض في جنوب قطاع غزة، ويمتد من قطاع غزة إلى إسرائيل”.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في 18 أبريل الماضي اكتشاف أول نفق لحركة حماس منذ حرب غزة المدمرة عام 2014.
ومنذ مطلع العام الحالي، قتل 15 شخصا على الأقل في انهيار أنفاق، بينهم أحد عشر ناشطا من كتائب القسام.
وتثير الأنفاق مخاوف في إسرائيل حيال التهديد الذي تشكله بعد استخدامها في السابق من قبل الفصائل خاصة في حرب القطاع الأخيرة.
وكان تدميرها أحد الأهداف الرئيسية للحرب في غزة بين يوليو وأغسطس 2014 التي استمرت خمسين يوما وكانت الأطول والأكثر دموية ودمارا بين الحروب الثلاث على القطاع وأسفرت عن مقتل أكثر من 2200 فلسطيني.
ويأتي التصعيد الجديد في القطاع، وفق إسرائيل، ردا على استمرار بناء هذه الأنفاق، فضلا عن تعرضها، الأربعاء، لضربات بقذائف الهاون نفذتها بعض الفصائل الفلسطينية.
ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة مخيمر أبوسعدة إن موجة التصعيد هذه عبارة عن “تبادل رسائل محسوبة بين إسرائيل وحماس، وليست مقدمة لحرب”.
ومن جهته قال آفي لسخاروف، المحلل السياسي في موقع “والا” الإخباري الإسرائيلي المستقل “أعتقد أن حماس وإسرائيل غير معنيتين بالتصعيد، ولكن عدم الرغبة ليس ضمانة بعدم تفجر الأوضاع مجددا، فكثيراً ما أدت أحداث صغيرة إلى حروب كبيرة”.
وكتب عاموس هرئيل، المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” الخميس “يبدو أن حماس تمتنع حاليا عن الحسم، إطلاق النار من القطاع لا يزال بمثابة رسالة تحذير وليس دعوة إلى حرب شاملة”.