لا تزال ظاهرة اطلاق الرصاص، عشوائيا، مستمرة في الأتراح والأفراح، ولا تعد ولا تحصى على رغم بشاعتها، حاصدة الإبرياء، ففي المأتم يطلق الرصاص، وفي الأعراس يطلق الرصاص الأعمى فيتحول العرس الى مأتم وإذا ما نجح طالب في الإمتحانات الرسمية لا تعرف من أين ينزل على رأسك الرصاص، فتنقل إلى المستشفى، وترقد في العناية لأيام، معلنين بعدها وفاتك متأثرا بإصابة الإبتهاج أو الحزن.
فإذا ما عدنا الى الأرشيف لوجدنا كم هو عدد القتلى الضحايا جراء هذا الرصاص الطائش المطلق من أناس جهلة لا يأبهون ماذا ستجني فعلتهم وماستحصده من أبرياء، فقد تكون رصاصة طائشة عمياء تصيب مقتلاً في طفل وفتى وإمرأة وشاب ورجل، ذنبهم الوحيد أنهم كانوا يمرون في الشارع أو كانوا يقفون على شرفة منازلهم، وهذه الحوادث لا تعد ولا تحصى.
كل يوم هناك اطلاق نار لسبب ما حتى أصبح صوت الرصاص مثل صوت السيارات والتلفاز في يوميات اللبناني، فلم يكد لبنان يستيقظ من وهلة الموت الغدّار الذي حصد روح الفتاة الصغيرة بتينا رعيدي بسبب رصاصة طائشة مصدرها جنازة قريبة من منزلها الكائن في منطقة جبيل أواخر آذار الماضي، حتى سجّلت أكثر من حادثة للسبب عينه في نيسان.
فالطفل ساري سلّوم (3 سنوات) كان على شفير الموت حين أصابته رصاصة طائشة دخلت من العنق لتخرج من الظهر في منطقة دير كيفا بقضاء صور، وكذلك الأمر بالنسبة للطفل السوري ح.أ (10 سنوات) وقد أصيب بطلق ناري طائش في رأسه في بلدة الفرض بوادي خالد.
وتُضاف إلى هذه الحالات عشرات القصص عن أطفال وكبار توفوا نتيجة رصاص طائش، فقد أصبح إطلاق الرصاص في المناسبات عرفاً، كذلك اصبح سقوط الضحايا، فنسبة الرصاص ترتفع والخسائر البشرية ترتفع ايضا، فلا قانون منع إطلاق الرصاص في المناسبات، ولا تحريم الدين لهذه العادة شكّلا رادعاً، وبات اللبنانيون في خطر القنص المتعمد وغير المتعمد.
ولهذا.. ومع قرب الإنتخابات البلدية في البقاع وبيروت يجب الإنتباه حفاظاً على السلامة العامة، حيث يمكنكم أن تعبروا عن فرحتكم بوسائل سلمية متفادين الأضرار المادية والضحايا والإصابات الجسدية الخطرة.