اتخذت كل الإجراءات الإدارية والأمنية واللوجستية لاجراء الجولة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية، كاستحقاق ديمقراطي وحاجة إنمائية، في حين تبدو الطبقة السياسية على مرأى السفراء، وفي ظل سهر الأجهزة الأمنية اللبنانية، معنية، على الرغم من خلافاتها وتباين أجندة كل منها، بانجاح هذا الاستحقاق، بمعزل عن النتائج السياسية التي يحملها أو الآثار التي تترتب عليها، لجهة احتمالات مسارات الوضع السياسي، سواء في ما خص قانون الانتخاب الذي تنهمك الكتل في إنجاز واحد أو اثنين من المشاريع لطرحها على الجلسة التشريعية لتشريع الضرورة، أو تفعيل عمل الحكومة، فضلاً عن الاستحقاق الرئاسي الذي من المؤكد ان الانتخابات البلدية ستنتهي بمؤشرات حول حجم القوى السياسية، فهي اما تثبت نظرية المرشح القوي، أو تجعل تداول مثل هذا التعبير في غير محله.
وفي هذا السياق، رأى الرئيس سعد الحريري الذي واصل جولاته لدعم «لائحة البيارتة» في احياء العاصمة، وكانت له محطة في محلة الملا - الزيدانية، حيث التقى فاعليات المنطقة في منزل عمر موصللي، ان سبب الشلل الاقتصادي والتجاري هو الوضع السياسي، كاشفاً خلال لقائه جمعية تجار بيروت انه ناقش مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، معتبراً ان انتخاب الرئيس يؤدي إلى تأليف حكومة جديدة، وسيشهد البلد تحسناً وتنشأ أجواء مؤاتية لكل القطاعات، مما سيؤدي إلى عودة المستثمرين والخليجيين إلى لبنان، معرباً عن أمله في ان تشكّل الانتخابات البلدية حافزاً لتأكيد استمرارية الحياة الديمقراطية، ومن ثم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، معتبراً ان انخفاض فاتورة الفيول يمكن ان يؤدي الى تشغيل معامل توليد الكهرباء وتوفير مبلغ مليار دولار لصرفه على تلبية احتياجات المواطنين والاهتمام بالبنى التحتية.
وفي لقاء مع قطاع المهن الحرة في تيّار «المستقبل» وعائلات بيروتية، أعلن الرئيس الحريري تصميمه على الدفاع عن مبدأ الإنماء في بيروت، ويجب الا تقع مجدداً في مشكلة النفايات، وأن تكون شوارعها مضاءة بالطاقة الشمسية، والكهرباء متوفرة 24 على 24 ساعة، داعياً للاقتراع بكثافة للائحة «البيارتة» التي كشف رئيسها جمال عيتاني ان برنامجها انمائي بالدرجة الأولى، سواء في ما خص البنى التحتية أو مداخل السيّارات عند مداخل العاصمة، واعتماد باصات النقل لتخفيف عبء السير عن العاصمة، فضلاً عن إقامة محرقة للنفايات ومعمل لتوليد الكهرباء وتسهيل معاملات المواطنين.
ومع الحراك البلدي الذي يشغل لبنان من اقصاه إلى أقصاه، تركزت الاتصالات مع التيار العوني على تجاوز عقدة المخاتير، وعدم تعريض لائحة التوافق للاهتزاز أو الخرق أو الإخلال بالمناصفة، وفتح الباب امام التشطيب.
وعلمت «اللواء» أن فريق «القوات اللبنانية» يتولى مفاوضة «التيار العوني» لإيجاد مخرج لعقدة مخاتير الأشرفية، حيث، وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس، لم يكن قد حسم بعد الخلاف حول المطالب العونية.
وأشار الوزير السابق والقيادي في التيار العوني ماريو عون إلى أن النية تتجه إلى الحلول، رافضاً الخوض في التقدم الحاصل، تاركاً النتائج للساعات المقبلة، حيث ينهي الوزير السابق نقولا صحناوي مفاوضاته، متخوفاً من دخول الشيطان في تفاصيل اللحظة الأخيرة.
وليلاً كشف أن اتفاقاً تمّ على تقاسم 40 مختاراً في الأشرفية موزعة على النحو التالي: 10 لحزب الطاشناق، 6 للقوات اللبنانية، 6 للتيار العوني، 5 لحزب الكتائب و4 للوزير ميشال فرعون والباقي للعائلات.
بلدية زحلة
بقاعاً، استأثر التعميم الداخلي الصادر عن الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، في ما خص الانتخابات البلدية، والذي نقله وزير الصناعة حسين الحاج حسن الى الماكينة الانتخابية والقواعد الشعبية بردود فعل ونقاش، على مواقع التواصل الاجتماعي، في حين وصفه الحاج حسن بأنه طبيعي لأن أي حزب يمارس عمله عبر انضباط محازبيه.
وغداً، من المتوقع أن يتطرق السيّد نصر الله للانتخابات البلدية، في الكلمة التي سيلقيها عند الخامسة عصراً، عبر شاشة «المنار»، وفي احتفال هيئة دعم المقاومة الاسلامية، من زاوية التطورات السياسية.
وبالنسبة إلى زحلة، استأثر تعليق المرشح الشيعي من لائحة إنماء زحلة عضويته بالاتصالات لإعادته إلى المشاركة، وسط احتدام الحملات بين اللوائح الثلاث مع ميل ثابت للناخبين الشيعة والسنّة للتصويت للائحة المدعومة من رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف.
وأعلن حزب الله لوائحه في بلدات الضاحية الجنوبية، والغبيري، وبرج البراجنة وحارة حريك والليلكي وحي السلّم والحدث، وذلك بالائتلاف مع حركة «أمل» والتيار الوطني الحر.
تعميم مصرف لبنان
مالياً، أصدر مصرف لبنان تعميماً، ضمنه تعليمات صارمة إلى المصارف اللبنانية، لجهة كيفية التعامل مع القانون الأميركي والمراسيم التطبيقية الخاصة به وذلك لمنع ولوج حزب الله إلى المؤسسات المالية الأجنبية وغيرها من المؤسسات.