قبل ثلاثة أيام من بدء الانتخابات البلدية والاختيارية في جولتها الأولى الأحد المقبل والتي تشمل بيروت والبقاع، بدأت الحمى الانتخابية تتسع في شكل ملحوظ بحيث انحسر الى حدود بعيدة ضجيج الملفات السياسية باستثناء تلك المتصلة بالاستحقاق الانتخابي في ما يؤشر لتبدل المزاج العام واتجاه كل الاهتمامات الى المواقع المرشحة لان تشهد مبارزات انتخابية وفي مقدمها بيروت وزحلة في المقام الأول.
وقد أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أمس استكمال الاستعدادات النهائية لانطلاق الانتخابات التي توقع ان تكون "أهم انتخابات تجري منذ عقود" وتحدث عن قدرة أمنية على متابعتها في كل المناطق، موضحاً ان أكثر من 20 ألف عسكري وأمني سيتولون حماية مراكز الاقتراع ومحيطها وتأمين سلامة العمليات الانتخابية. وذكر باطلاق الوزارة "حملة الحراك البلدي طوال شهر أيار من أجل حض الناس على المشاركة في هذه الانتخابات" وقال إن لبنان سيعيش شهراً انتخابياً بامتياز اذ سينتخب نحو 1030 مجلساً بلدياً ونحو 3000 مختار بالاضافة الى الانتخاب النيابي الفرعي في جزين.

بيروت
ويمكن في ضوء المواقف والتحركات التي حصلت أمس استخلاص كون الائتلاف السياسي الواسع الذي ينضوي تحت لائحة "البيارتة " قد ثبت اقدامه في ظل عدم انسحاب "التيار الوطني الحر" منه بعدما تم التوصل الى تسوية لمطلبه الحصول على العدد الأوفر من المخاتير في الأشرفية بين مختلف القوى المسيحية، وبذلك يكون هذا الائتلاف أمام الايام القليلة المتبقية قبل موعد الانتخابات في العاصمة أمام اختبار تحفيز الناخبين البيروتيين على الاقبال بكثافة على الاقتراع نظراً الى المخاوف التقليدية من نسبة المقترعين الخفيفة في بيروت. وتقول أوساط قوى سياسية وحزبية عدة يضمها الائتلاف ان الاتصالات تكثفت في الايام الاخيرة من اجل تحريك الماكينات الانتخابية للقوى المتحالفة بما سيترجم في الايام الثلاثة المقبلة كما في يوم الانتخابات في تعبئة واسعة منسقة سعياً الى توفير الكثافة التي يطمح اليها الائتلاف وتجنب التشطيب وقطع الطريق على احتمالات خرق اللائحة من اللوائح المنافسة وإن تكن هذه الاوساط تستبعد هذا الاحتمال.
ولاحظ الرئيس سعد الحريري الذي ينصرف الى تعبئة انتخابية كثيفة من خلال لقاءات "بيت الوسط" مع الوفود الشعبية وجولاته على مناطق في العاصمة ان "البعض يعتقد ان المعركة سياسية بحتة فيما هي معركة انمائية لتحسين العاصمة وتطويرها ولتوفير الخدمات الاساسية للمواطنين". وقال: "سنحاسب كل من يسيء الى العاصمة ولن نتساهل معه وبيروت يجب الا تقع في مشكلة النفايات مجددا ويجب ان يكون لديها مصنع للتخلص من نفاياتها وان تكون شوارعها مضاءة والكهرباء متوافرة 24 ساعة. ودعا الى الاقتراع بكثافة لمصلحة لائحة "البيارتة كون هذه اللائحة القائمة على المناصفة تجسد العيش المشترك بين جميع مكونات العاصمة وتشكل قدوة لكل لبنان".
وصرح رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل أمس في ما يعود الى موقف التيار من انتخابات بيروت: "اننا دخلنا فيها كما دخلنا في الحكومة. دخلنا في أماكن لدينا فيها قدرة على المراقبة وبالتالي إحداث تغيير معين. وسوف نرى أنه مع دخولنا في بلدية بيروت، سوف يخرج الصوت من داخلها على أيّ خطأ ممكن أن يحصل، تماماً كما نفعل في الحكومة". وأشار الى "أمرٌ آخر نتحمل مسؤوليته جميعاً، وهو أن نتوحّد لتحقيق التغيير. جميعنا نريد التغيير، لذلك لا يمكن أحداً أن يريد التغيير وفي الوقت عينه يرفض الآخر. قلبنا مع الكثير من الناخبين ونحن إلى جانبهم، ونأمل أن يوفقهم الله، لكن التغيير يحتاج إلى جهد وتعاون. كما أنّ هناك أماكن لا يجب أن نسيّس فيها العمل البلدي، لأن العمل البلدي إنمائي، ولكن لا يمكننا في المقابل أن نرذل أو ننبذ أي دعم سياسي لهذا العمل البلدي كي يكون ناجحاً. فإذا كانت البلدية مدعومة من خلفية سياسية للوصول إلى موقع القرار، وكانت هذه الخلفية قوية وقادرة على تحقيق الإنماء الجامع، فهل يكون هذا الأمر جيّداً أم سيئاً؟ إذاً، رذل السياسة كما لو كانت تلوثاً للمجتمع ورفضها بهذا الشكل، لا يساعدنا ولا يساعد المجتمع المدني الذي نؤيده في الوصول، كما لا يساعد العمل الجامع لتحقيق التغيير الذي نطمح إليه جميعاً. نأمل أن نحقق اليوم تغييراً جزئياً، وصولاً إلى تطوير ثقافتنا الجامعة ونقوم بعد ستة أعوام بتغيير شامل".
ويذكر في هذا السياق ان تطوراً برز عشية الانتخابات في بيروت يتصل بمسألة شاطئ الرملة البيضاء اذ وافق محافظ بيروت زياد شبيب على طلب وزير الاشغال العامة والنقل الرامي الى منع بيع الاملاك البحرية الكائنة على شاطئ الرملة البيضاء باعتبار ان الاملاك العامة لا تباع ولا تكتسب ملكيتها بمرور الزمن بموجب قانون الاملاك العمومية وطلب من وزارة الاشغال المبادرة بالسرعة اللازمة الى تحديد حدود الاملاك العامة المذكورة ومباشرة هذه العملية عبر اللجنة التي يرأسها مهندس من الوزارة وتضم مندوباً عن وزارة المال وعضواً بلدياً.
ومن المتوقع ان يتناول الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الاستحقاق الانتخابي أيضاً ضمن مجموعة ملفات داخلية واقليمية في كلمة يلقيها عصر غد في احتفال لـ"هيئة دعم المقاومة الاسلامية". ووصل ليل أمس الى بيروت مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية علي أكبر ولايتي في زيارة لبيروت يلتقي خلالها رئيس الوزراء تمّام سلام ومسؤولين والسيد نصرالله.

 

جونية
وقبل أقل من أسبوعين من موعد الانتخابات في جبل لبنان لا تزال تطورات المعركة الانتخابية في جونية في واجهة الاهتمامات إذ سجل أمس تطور بدا مهدداً للتحالف بين اللائحتين المدعومتين من كل من رئيس مؤسسة الانتشار الماروني نعمة افرام من جهة والنائبين السابقين فريد هيكل الخازن ومنصور غانم البون من جهة اخرى في مواجهة اللائحة المدعومة من "التيار الوطني الحر". وإذ أعلن ارجاء اعلان لائحة التوافق بين الفريقين إفساحاً في المجال لمزيد من المشاورات، بدا ان فشل المساعي كاد يؤدي الى تكريس ثلاث لوائح على ان ترأس لائحة افرام المستقلة ماريتا افرام. لكن المشاورات التي تسارعت أدت ليلاً الى اعادة تعويم التوافق على دمج اللائحتين على ان تكون اللائحة الموحدة برئاسة فؤاد البواري المدعوم من البون والخازن ويكون فادي فياض المدعوم من افرام نائباً للرئيس.

مجلس الوزراء
على الصعيد السياسي، تعقد الجلسة العادية لمجلس الوزراء في الرابعة عصر اليوم في السرايا خلافاً لما ورد في "النهار" امس بسبب إلتباس لدى مصادر وزارية حول موعدها، وستشهد الجلسة نقاشاً ضمن بنودها الـ 165 في شأن الاعتمادات التي ستنقل الى وزارة الصحة ومنها مخصصات المستشفيات. كما توقعت المصادر تجدد الجدل في شأن أزمة جهاز أمن الدولة في ضوء معلومات تفيد أن إتصالات رئيس الوزراء تمّام سلام على هذا الصعيد لم تتوصل الى أية نتيجة.