لم يعلم ابن الـ15 عامًا من مدينة الرقة السورية أن خروجه صباحًا من منزله سيعرّضه للعقاب على أيدي دواعش المنطقة.
فمحمد (اسم وهمي للفتى الذي حصلت معه الحادثة) يتحدّث أمام زوّار مكان عمله في الضاحية الجنوبية بشكل طبيعي عمّا مرّ به من أزمة خطف وكأنّ شيئا لم يكن وربما ذلك يعود إلى رؤيته للمجازر التي تحصل على يد النظام السوري اليوم في حلب وغيرها لأن بالقليل من الكلام الاستدراجي يتبين للمستمع انّه من المعارضين للنظام السوري.
يقول محمد "خرجت صباح ذات يوم من البيت فأمسكني أحدهم وسألني هل تصلّي؟" وأجبتُ بالإيجاب.وأما عن سؤاله إن كانت صلاته في المسجد أو البيت فأجاب بأنه يصلي في المنزل.
وعلى ما يبدو أنّ جوابه بالصلاة لم يشفع له فسيق به إلى مركز للتحقيق وهناك أعيد عليه نفس السؤال بالإضافة إلى سؤاله عن سبب عدم ذهابه إلى المسجد ، وعدد ركعات كل فريضة صلاة ولأنّه أجاب بطريقة صحيحة أُفلت منهم بعد أن وعدهم بالحضور يوميا الى المسجد لأداء فريضة الصلاة.
لكنّ هذا الأمر لم يمر دون اي عقاب انما عوقب بـ21 جلدة وبعدها أخلي سبيله.
يقول محمد: كان معي رجل مسن وعندما سألوه عن عدد ركعات فريضة الصباح أجاب انها أربعة وقد أخطأ بسبب الخوف الذي تملّكه فحُكم عليه بالجلد 100 جلدة.
لم تقف مغامرات محمد في سرد ما حصل معه هنا إنّما يقول أيضًا أنّ أحد أصدقائه طلب منه تفجير نفسه عندما كان في سوريا فرفض قائلا له "أنا ما الي بهالشغلات" ليردّ الصديق "أنا سأفعلها" مضيفًا أنّ هذا الأخير ركب سيارة تحتوي على 32 طن من المتفجرات وفجّر نفسه".
هذه الحادثة التي نقلناها لكم كما قالها محمّد الذي رفض أن يظهر بشكل مباشر للعلن تظهر مدى معاناة السوريين ووقوعهم بين فكّي النظام والدواعش وبراثن النزوح أيضًا، فإلى متى هذا العذاب والقهر النفسي لأشقائنا السوريين؟