من يظنّ أن المشهد الإنتخابي البلدي والإختياري في لبنان سيتغير فهو واهم وربّما لم يعلم بعد أن اللبناني مهما تطوّر سيطيع أوامر زعيمه دون ان يجرؤ على معارضته أو "نكاية" بالحزب الآخر، وربّما في بعض المناطق سيبقى المشهد كما هو لأنّ اللبناني الذي كاد أن يموت من الجوع وجد أخيرا بعض المال الذي سيكفيه لآخر الشهر.
وما غاب عن هذا اللبناني الذي باع صوته أولا وضميره ثانية أن المال سيكفيه لشهر واحد أما صوته الذي باعه كاد أن يكون مخلّصة لسنوات عديدة.
فتيار المستقبل ومنذ فترة بدأ باتصالاته لشراء الصوت مقابل 200 دولار في زحلة أمّا في مناطق أخرى فتمّ عرض 100 دولار.
هذا الأمر الذي ليس بجديد أو غريب يقبل به اللبنانيين كنوع من تيسير أمورهم مؤقتا وانطلاقا من هنا يعلّق أحد المواطنين الصيداويين قائلا "هيك هيك ما عم نكسب شي والبلدية ما عم تشتل منيح مناخد 100 دولار أحسن من بلاش".
ويقول آخر "بناخد المصاري انا وعيلتي بس ما رح ننتخب حدا".
هذان الشخصان اللذان يعتبران نموذجان يختصران باقي تفكير المواطنين يضعنا في خانة التساؤل كيف سنغيّر لبنان ونحوّله إلى لبنان جديد إذا بقينا كما نحن نلهث وراء المال أو وراء الأحزاب السياسية؟
يقول عمر وهو من سكّان صيدا " لو بيت الحريري ما قدمولنا شي مهم يبقوا، هنّي من طائفتي ولو شو ما عملوا بيمثلوني".
فما بين التكليف الشرعي وما بين راء الصوت يبدو أن الإنتخابات البلدية والتحالفات الحزبية لن يكسرها "المستقلين" لأن تفكير الجليد المسيطر على عقولنا لن يذوب أبدا.