حينما كنت في العقد الثاني من عمري قال لي أستاذي في جامعة العلوم الدينية إن الله أكرمك وشرَّفك
حينما وهبك الولاية على عقلك ودمك ومالك وعرضك وإياك ثم إياك أن تقع تحت سحر الثقافة الدينية
السائدة وزخرف كلامها وأدبياتها فتتازل عنها لرجل ليس رسولا نبيا ولا وصيا إماما إلهيا ربانيا الذي إن أصاب هذا الرجل في مورد أخطأ في مورد آخر وإن فاز بالجهاد الأصغر أي في الجهاد العسكري فهيهات
ثم هيهات أن لا ينهزم في الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس أمام إغراءات السلطة أو المال أو الجاه أو الشهرة أو النفوذ .
قلت له : أتنازل عن ولايتي على عقلي ودمي ومالي له لصالح الإسلام ومذهب الحق والطائفة الناجية .
قال لي : وهل صالح الإسلام ومذهب الحق والطائفة الناجية يقتضي منك ويفرض عليك أن تتنازل عن
ولايتك على عقلك ودمك ومالك لرجل ليس نبيا رسولا ولا إماما وصيا إلهيا ربانيا
معصوما ??????!!!!!!!!!!! أي دليل عقلي أو فطري أو قرآني أو روائي أو وجداني أو واقعي يُسْعِفُ قولك العجيب الغريب
المريب ?????!!!!!!!! ولا أخفي سراً بأنني لم أستيقظ على قوة الوضوح في كلام أستاذي إلا بعدما دخلت في العقد الرابع من عمري .
قال الله تعالى { حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه .......... } ولم أستيقظ إلا بعدما أنفقت من عمري عقدين قضيتهما في تجربة سياسية وفكرية عقائدية جهادية تحملت فيها أشد المخاطر الأمنية وأقسى أنواع الفقر إلى أن أظهرت لي وأبانت الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الأفكار التي ما انزل الله بها من سلطان ?????!!!!!!!!
اللهم تبت إليك فتب علي إنك أنت التواب الرحيم وبخاصة على أمثالي الذين عملوا السؤ بجهالة نتيجة ثقافة ... وفقه ... وأدبيات ... وشعارات ... ومحاضرات ... مع ألف حيلة ووسيلة ساحرة للعقول ومعطلة للأدمغة ومشلة للإرادة إنها لا تُعْمِي الأبصار في الوجوه وإنما تُعْمِي البصائر التي في العقول والقلوب والأرواح .
وهل تعلم ماذا قال الفقيه والعالم الشهير المرحوم الشيخ محمد جواد مغنية في هذا الصدد ? قال : إن الله تعالى قال لنبيه ص { فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر } وقال له أيضا { ما عليك من حسابهم من شيء } وقال أيضا { وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل } وإذا لم يكن لمحمد صلى الله عليه وآله من سبيل على مخلوق فكيف بسواه ?????!!!!!!
المصدر : في ظلال نهج البلاغة الجزء الرابع ص 56 ولا تتوهم بأن الفقيه الشيخ محمد جواد مغنية وأمثاله من سائر الفقهاء والعلماء بأنه قد فاتهم وغفلوا عن قوله تعالى { النبي أولى من المؤمنين من انفسهم } { وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول } ؟ !
هذه الآيات وغيرها التي تؤكد وجوب الطاعة للنبي ص بحدود معينة محدودة لكنها لا تلغي حقهم في الولاية على دمائهم وأموالهم وأعراضهم مع التأمل بها بعمق .