مع اقتراب موعد الاستحقاق البلدي يوم الأحد القادم في بيروت والبقاع، سيكون المواطن اللبناني أمام مسؤولية وطنية كبيرة، حيث أن الإقتراع فرصة للتعبير عن رأي أي مواطن، وبالتالي فإن هذه الفرصة هي المساحة الوحيدة التي يمكن لأي مواطن التعبير عن رأيه من خلالها، وخصوصا في ظل الحزبية والطائفية والفئوية التي صبغت الكثير من اللوائح في بيروت والبقاع، وابتعدت معظم اللوائح عن بيان رؤيتها وبرامجها التي يجب أن تهدف إلى الإنماء والتطوير وخدة الناس، وبات الهدف الرئيس هو سياسي بإمتياز .
وهنا تقع المسؤولية على المواطن اللبناني الذي عليه أن يرفض هذا الإجتياح الحزبي والطائفي للبلديات ويكون الهدف الاساس في اختيار المرشحين هو الإنماء والتطوير وخدمة المجتمع والناس .
إن ما يحصل اليوم على صعيد تركيب اللوائح والتحالفات في البلدات والقرى في البقاع وما حصل في بيروت، يكرس الحضور الحزبي والطائفي حتى باتت الأحزاب السياسية تقول كلمتها وتفرض خياراتها بناء على مصالحها الفئوية الخاصة، وقد ضاعت مع ذلك رسالة الإنتخابات البلدية التي تقضي بالدرجة الأولى باختيار المرشح المؤتمن على مصالح أهله وناسه ومجتمعه، المرشح الذي يؤمن بالوطن أولا بعيدا عن الحزبية والطائفية ، المرشح الذي يقدم رؤية وبرنامج يتضمن خطته للإنماء والتطوير في نطاقه البلدي .
إن خيارات الاحزاب السياسية في القرى والبلدات لم تكن على مستوى حاجات المجتمع والواطن اللبناني، وكانت كلها خيارات سياسية تصب في مصالح هذه الأحزاب أولا وأخيرا ، وهنا تقع المسؤولية على المواطن اللبناني الذي عليه أن يحدد خياراته تجاه قريته ومدينته وينزع حقه من سلطة الأحزاب ويعبر عن رأيه وإرادته في التغيير والتطوير والإنماء وهو الجديد الذي يجب ان تخرج به نتائج الانتخابات البلدية .
أيام قليلة تفصلنا عن الاستحقاق الانتخابي البلدي واللبناني أمام مسؤولية وطنية وشرعية ليتبنى من يمنحه الثقة وتلك مسؤولية وطنية و شرعية لأن الإنتخاب شهادة حسن سلوك لمن نختاره ونؤيده وليضع كل لبناني نفسه أمام السؤال التالي : لماذا منحت صوتك لهذا المرشح وحجبته عن المرشح الآخر؟ وبإجابته تلك يستطيع أن يحدد خياراته ومسؤولياته تجاه وطنه ومجتمعه ، دون النظر الى الإنتماء السياسي أو الحزبي أو الطائفي لأي مرشح بل يجب أن يكون الإختيار على أساس مصلحة الوطن والبلدية والمجتمع الذي يعيش فيه .