أُطلقت على الحروب نعوت لا تُعدّ ولا تحصى،منذ بدء الخليقة حتى اليوم، وذلك لارتباط هذه الظاهرة بصميم حياة المجتمعات وتاريخها، فالحروب مقرونة بالقتل والتهجير والهدم، فأُطلقت عليها في الزمن الغابر أوصاف الوحشية، والبربرية، ودينية، مقدسة أو مدنسة.
أمّا في عصر العلم والتكنولوجيا الذكية، فهناك الحرب الجوية، أو البحرية والبرية، منفردة ومجتمعة، وهناك حروب ساخنة وحروب باردة، حروب عرقية وحروب إبادة ،حروب نووية، لا تبقي ولاتذر، وحروب ناعمة، تعتمد الدبلوماسية والدهاء، ومع أحدث الأسلحة ، ظهرت الحروب التدميرية، ثم ما لبثت أن ظهرت مفاهيم جديدة للحروب، كالحرب الاستباقية، أمّا حروب التحرير الوطني، فيبدو أنّ زمنها ولّى إلى غير رجعة، ففي زمن العولمة، باتت معظم شعوب الأرض مستعبدة وتابعة. ما هو النعت المناسب إطلاقه على الحرب السورية، بعد أن اشتملت تقريبا على كافة النعوت، فهي وحشية وتدميرية، ودينية، استعملت فيها جميع أنواع الأسلحة، بما فيها السلاح الكيماوي، لكن يبدو مؤخرا، وبعد مجازر حلب، وتدخل كيري ولافروف، لوقف الأعمال العدوانية،حسب تعبير كيري، أنّ هذه الحرب غدت حرباً "مُطرّزة"، إن صحّ التعبير، فبعد توافقٍ طال انتظاره في مجلس الأمن، صدر قرار بوقف إطلاق النار، مع استثناء داعش والنصرة، وهذا عمليا يجيز استمرار المعارك، وهذا ما تسبب بأبشع جرائم الإنسانية في عصرنا هذا، تُدمّر مدن بكاملها، تحرق أجسادُ الأطفال والنساء والرجال، ويستمر الهجوم الجوي بالصواريخ والبراميل المتفجرة، وعلى ركام الحجر والبشر، تجري عمليات "تطريز" الهدنة، ومفاوضات جنيف، وانتقال السلطة، والسلام الموعود، لشعب بات ربعه، مشرد داخل بلده، وربع آخر بات مشردا في دول الجوار ، وصولا إلى اقاصي المعمورة، والنصف المتبقّي ،والذي يعاني الأمرّين، ينتظر حياكة السلام المطرز على يد ديمستورا وكيري ولافروف.
هذا ما خلّفه حزب الأمة العربية الواحدة،ذات الرسالة الخالدة، وأعلام النصر المزركشة ، والمزيفة بطبيعة الحال.