لا تزال تتكشّف الفظائع التي ارتكبها تنظيم "الدولة الإسلامية" بحق الأيزيديين، بالرغم من مرور عامين على دخول عناصره إلى جبل سنجار. فقد كشفت صحيفة "إندبندنت" البريطانية اليوم النقاب عن البريطاني المطلوب دوليًا بأنّه وريث محمد اموازي الذي كان معروفًا بـ"الجهادي جون"، وهو السفّاح الجديد "سيدارثا دار".
ولفتت الصحيفة إلى أنّ دار "الجهادي جون الجديد" باتَ زعيمًا في الموصل، وعمل على خطف وإستعباد الأيزيديات والإتجار بهنّ جنسيًا. وأشارت إلى أنّه هندوسي بريطاني، وكنيته في التنظيم "أبو رميثة"، وقد اعتنق الإسلام وسافر إلى سوريا مع زوجته وأطفاله عام 2014.
وتحدثت المراهقة الأيزيدية نهاد بركات عن تجربتها المروّعة مع "أبي رميثة" وعناصره، حيث لفتت إلى أنّه استعبد عددًا من الأيزيديات، ولعب دورًا كبيرًا في خطفها حتى أصبحت حاملاً بطفل داعشي. وقالت إنّ "أبي رميثة" ظهر في إعلانات و"بروباغندا داعش". وإذ رجّحت أن يكون الرجل الذي لديه كنية "سيف الإسلام" هو السفّاح الداعشي المطلوب دوليًا، أطلعها مراسل "إندبندنت" على صوره، فاضطربت لبعض الوقت وبرد جسدها.
وأشارت بركات إلى أنّ عمرها كان 16 عامًا فقط عندما خُطفت على يد مقاتلي "داعش" مع 27 من أعضاء عائلتها وذلك إبّان سقوط سنجار في العراق. وتحدثت كيف ضربت واغتصبت وأجبرت على الزواج بداعشي، ثم تمكنت من الهرب منه، لكن عندما أعيد إلقاء القبض عليها أصبحت حامل.
وتحدثت للمرة الأولى عن أسماء مقاتلي "داعش" الأجانب، والذين اتخذوها كعبدة وجعلوها تمرّ بتجربة مخيفة وفظيعة، وقالت إنّ الرجل الأول الذي أجبرت على الزواج منه كان أستراليًا يدعى عبد السلام محمود، بقيت معه لشهر ونصف قبل مقتله في سوريا، ولفتت إلى أنّ خبر مقتله تصدّر عناوين الصحف العالمية.
وتابعت: "كان يقول قادة داعش لنا أن نعتنق الإسلام أو يتم قتلنا، وكانوا يوزّعونا على 3 مجموعات: رجال، نساء متزوجات وعازبات، ثم يأخذون الفتيات والعازبات إلى الموصل وقد فعلوا بهنّ كل شيء من أجل متعتهم الشخصية". وأضافت: "تعرّضنا للضرب لأننا أيزيديات، إستطعت الهرب بعد وفاة محمود، ثم ألقي القبض عليّ قرب كركوك، عندمات كنت أبحث عن وسيلة للتواصل مع عائلتي". وتابعت: "عندما اعتقلت للمرة الثانية أخذوني عند دار، وهو يستبعد فتيات جنسيًا، وكان يخبرني يوميًا أنه عليّ الزواج من رجل آخر.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ قرار بركات التحدث إلى وسيلة إعلاميّة لم يكن سهلاً، لا سيّما وأنّ شقيقتيها وشقيقيها لا يزالون بقبضة التنظيم، مضيفةً أنّ جمعية خيرية كندية ساعدتها على الهرب في المرّة الثانية. من جهتها قالت بركات: "كنتُ أخطّط للهرب واضطررت أن أترك طفلي ورائي، هذه ليست حياة".
(إندبندنت - لبنان 24)