أعلن وفد الحكومة اليمنية عن تعليق الجلسات المباشرة مع وفد الحوثي- صالح بعد سيطرة المتمردين على قاعدة عسكرية، في انتكاسة خطيرة لمشاورات السلام اليمنية التي تحتضنها الكويت برعاية الأمم المتحدة.
وقال مصدر مسؤول في وفد الحكومة اليمنية لـ”العرب” إن تعليق المشاركة في المفاوضات “يأتي تعبيرا عن الاحتجاج إزاء عدم تعامل الانقلابيين بمسؤولية حيال الهدنة الإنسانية وعدم الالتزام بوقف إطلاق النار والاستمرار في قصف المدنيين في تعز إضافة إلى التطور الخطير المتمثل في قيام الحوثيين بالهجوم على معسكر العمالقة في محافظة عمران وقيامهم بنهب أسلحته”. وقال خبراء سياسيون آخرون إن الحوثيين تعمدوا استفزاز وفد الحكومة الشرعية من خلال قيامهم بنهب واحد من آخر المعسكرات التي كانت لا تزال خارج نطاق سيطرتهم، في الوقت الذي كان الحديث فيه يتم عن آلية لقيامهم بتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي سيطروا عليها للدولة. وأكد الخبراء أن لواء العمالقة الذي ضرب الحوثيين حصارا خانقا عليه منذ شهور إثر رفض قادته تسليم أسلحة المعسكر للميليشيا كان من وحدات الجيش المرشحة بقوة للقيام بدور بارز في حال تم التوصل إلى اتفاق سياسي ينهي الحرب في اليمن. وقالت مصادر مطلعة لـ”العرب” إن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد ووزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الحمد الصباح يبذلان مساعي كبيرة لإثناء الوفد الحكومي عن قراره الذي عبر عنه بشدة وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، ملوحا بأن اقتحام لواء العمالقة قد ينسف مشاورات الكويت. وقال المخلافي على تويتر “أردنا أن نكون صبورين من أجل إعادة إحلال السلام في بلادنا. لكننا سنرد بالطريقة المناسبة على هذه الجريمة التي ارتكبها الحوثيون”. وتأتي هذه التطورات في ظل مؤشرات على تعثر مشاورات الكويت بعد عرض وفدي الحكومة والمتمردين لرؤى الحل السياسي التي كشفت عن اتساع الهوة بين الطرفين. وقال المحلل السياسي اليمني فيصل المجيدي إن “رؤية الطرفين والإطار العام للتصورات المقدمة للأمم المتحدة تشير إلى أنه لا يمكن الحديث عن أي نقاط التقاء يمكن أن يبنى عليها اتفاق سياسي حتى الآن”. ولفت المجيدي إلى أن “التباين في وجهات النظر أعاد المشاورات إلى نقطة الصفر، من خلال الخلاف الحاد الذي ظهر في رؤية الطرفين لمرجعيات الحوار التي انقلب عليها وفد الحوثي-صالح مرارا وتكرارا”.
صحيفة العرب |