كما كانت انتخابات قضاء زحلة النيابية ام المعارك بين الثامن والرابع عشر من آذار، يبدو ان الانتخابات البلدية والاختيارية ستكون كذلك هذا العام، ولكن على مستوى المدينة، رغم اختلاط الاوراق وانفراط العقدين الآذاريين.
فالمعركة النيابية التي انتصر فيها المستقبل على حساب التحالف العوني عام ٢٠٠٩ ، تخاض هذه المرة في عاصمة الكثلكة بما لها من رمزية ضد التحالف القواتي - العوني المتهم بالسعي الى اقفال بيت آل سكاف بعدما اختلف الطرفان على تقاسم المقاعد واصرار السيدة مريام سكاف على نصف مقاعد المجلس النيابي بدلا مما طرحه عليها الثنائي.
ميريام سكاف التي تعاني من حرب داخل عائلتها ومن مطران زحلة للروم الكاثوليك ، وجدت ضالتها في الصوت الشيعي الذي يعد حوالي ٤٥٠٠ صوت في المدينة مقابل ٢٥٠٠ للسنة، مفتاحهم في حارة حريك التي طالما حافظت على علاقات طيبة معها منذ ايام الراحل ايلي سكاف، والتي قطفتها وعدا من حزب الله بتجيير اصوات "البلوك الشيعي" لمصلحتها بعد جلسة مثمرة مع نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم نهاية الاسبوع لاكثر من ساعتين، بعدما تبلغت الرابية قرار الحزب.
اصوات شيعية تضاف الى 2500 وعد تيار المستقبل بتجييرها. غير ان تلك الاصوات لا تسمح للسيدة سكااف بتحقيق النصر الذي تريده، هي التي تعلمت من تجربة المرحوم زوجها، الذي خسر "نيابيا" يوم قرر الوقوف الى جانب العماد عون. فبيضة القبان في تلك المعركة تبقى النائب نقولا فتوش ،الذي لن يمانع "بقبض" الثمن الاعلى للانسحاب لصالح احد الفريقين ،في ظل الضغوط التي يتعرض لها، وقدم من ضمانات للسيدة سكام بان ينضم الى لائحتها.
أمر لا تنكره مصادر عونية متابعة للمعركة ولا تستبعده كذلك، مقرة بالخسارة المحتومة،في حال انضمام فتوش للفريق الخصم، والمخاوف من ان يصب قرار القوات اللبنانية بترك الحرية لمحازبيها بالتصويت لمصلحة اللائحة الثانية، وتعتبر المصادر ان "التحالف البرتقالي" يخوض معركته من منطلق ضرورة تحقيق النصر في المدينة التي تعتبر عرينا مسيحيا وعاصمة للبقاع، مع ما يعنيه ذلك من تعزيز لنظرية "ال٨٠٪ من المسيحيين" ، القابلة للتسييل في المعركة الرئاسية ، حاصدا دعم كنائس المدينة.
في المحصلة عادت مريام سكاف من الحارة "شاربت حليب سباع"،فاتحة النار في كل اتجاه، وبالتحديد في اتجاه ابنة عمها غير آبهة بما قد تحصل عليه من اصوات قواتية بعد قرار معراب.
اما حزب الله فيبدو انه يقيس الانتخابات ايا كان نوعها بميزان من ذهب ، حيث اصبح بيضة قبان في اكثر من منطقة مسيحية ، والاهم ان استراتيجيته الجديدة تنطلق على ما يبدو من الشكوك التي تساوره من التحالف القواتي - العوني وهو ما يدفعه الى عدم "تسليم" "عروس البقاع" للثنائي المسيحي .
ليبانون ديبايت