في نفس الأسبوع الذي اعتقلت فيه شرطة مكتب التحقيق الاتحادي (أف بى آي) 4 من معارف سيد فاروق، الأميركي الباكستاني الذي قتل مع زوجته 14 شخصاً نهاية العام الماضي في سان بيرنادينو (ولاية كاليفورنيا)، توجت مدرسة سميت الثانوية في فونتانا القريبة، في نفس الولاية، الأميركية الباكستانية ظريفة شلبي ملكة حفل التخرج لهذا العام.
وعلى رغم أن عائلة شلبي اعترضت في البداية على ما سمته "حفلاً أميركياً لا نقبله"، وافقت في النهاية، خصوصاً بعدما نظم زملاء وزميلات ظريفة في المدرسة الثانوية حملة لانتخاب ظريفة. وفعلاً، فازت باللقب في الانتخابات التي تجرى وسط أفراد الدفعة المتخرجة، والتي تشمل معايير جمالية، وأيضاً، إنجازات أكاديمية واجتماعية، والسلوك الشخصي.
وتضمنت الحملة لبس كل واحدة من زميلات ظريفة المؤيدات لها حجاباً، تضامناً مع حجاب ظريفة. ورفع شعارات عن احترام تقاليد وأديان الآخرين. وعن اختيار ملكة حفل التخرج على أسس ليست لها صلة بالدين أو العرق أو الموطن الأصلي.
ولاحظت ظريفة، في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" مفارقة فوزها باللقب وما حدث في نهاية العام الماضي في سان بيرناردينو القريبة، حيث وقعت جريمة فاروق وزوجته. وقالت: "في ذلك الوقت، أصابنا القلق. وصرنا نلاحظ نظرات الناس نحونا. كانت الأمهات يبعدن أطفالهن عنا عندما يروننا (هي وأختها ووالدتهما) نرتدي الحجاب". وقالت الوالدة: "كنا نخاف أن يعتدي علينا الناس".
وعن فوز ظريفة باللقب بعد حملة زميلاتها، قالت واحدة منهن، سراحي شانسيز: "هذه كانت وسيلة لإثبات أنه ليس لدينا مشكلات مع البلطجة أو العنصرية". وقالت ظريفة إن فوزها "أثبت خطأ القول إن كل المسلمين خطرين. وأثبت أن الذين أيدوني ينظرون إلى كشخص، لا كممثلة للمتطرفين".
وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أن عائلة ظريفة "محافظة، وتظل دائما تتوقع منها أن تلتزم بالتقاليد الدينية والعائلية. وأن تكون حذرة في علاقتها مع الأولاد. خلال كل أعوام دراستها في المدرسة الثانوية، رفضت كثيرا من الدعوات لحفلات ومناسبات اجتماعية".
وقالت ظريفة للصحيفة إن عائلتها اعترضت، في البداية، على حضورها حفلة الرقص، التي عادة تعقب حفلة التخرج الرسمية. ولكنها أطلعت والدتها على نشرة مدرسية عن الحفل، وفيها أن المدرسة منعت الرقص الإباحي، والفساتين التي تكشف الكتفين وأعلى الصدر، وأعدت المدرسة حافلات مدرسية لنقل المشتركين والمشتركات، وليس سيارات خاصة.
وأضافت ظريفة أن والدتها استشارت أقرباء وأصدقاء، وإمام المسجد الذي تصلى فيه العائلة، ثم وافقت بعد زيارات لمنزل العائلة قامت بها زميلات ظريفة المؤيدات لها. وشرحن أن ملكة حفل التخرج تمثل أحسن التلميذات في الدفعة في عدة مجالات، منها الجمال والسلوك والنشاط الاجتماعي والسجل الأكاديمي.