الجمهورية مصطلح متفرّع من الجمهور وهي دولة يرأسها شخص منتخب من الشعب أو من ممثليه , فللجمهور دخالة في الاسم والمعنى , فإذا غاب الجمهور أو غُيّب عن دوره فمن الطبيعي ان تغيب كل متفرعات الشعب والجمهور .
ففي لبنان المسمى جمهورية قد غاب الشعب , وهُمّش الجمهور , ولم يعتبره أحد من القيادات المتأمّرة عليه تزويرا وكذبا , ولم تأخذ برأيه في شيء , بل تستعمله كأداة لمشاريع سياسية وغيرها , ولم تُطلع الجمهور عليها , فمن الطبيعي أن تتحوّل هذه الجمهورية إلى عنوان فارغ من المحتوى الذي كان قوام المصطلح .
بالشعب ومن الشعب تكون الجمهورية شرعية وبدونه تكون سلطة غير شرعية , مهما حملت من عناوين وشعارات , فبدون الشعب هي عبارة عن مجموعة من الناس تحكم من أجل الحكم لذاته لا لشيء غيره , وهذا الحكم لا يمت إلى الشرعية بشيء , ولا إلى مصلحة الجمهور بشيء , وإذا أصر الزعماء على أنها جمهورية فليسمحوا لنا أن نضيف إليها صفة الفوضى , لأن ما يصدر عنها هو فوضاوي غير منظم , ولا مؤسس على قواعد دستورية , من الرئاسة الاولى نزولا حتى أقل منصب وظيفي , مرورا بموضوع الانتخابات المزاجية التي تارة تؤجل بجج واهية وتارى اخرى تُجرى بنفس الظروف والمعطيات التي أجلت بسببها إنتخابات معينة, هذه هي جمهورية الفوضى .
زعماء يكرسون الفوضى تحت مسميات الضرورة , والظروف , ويستجدون من أجل ذلك قوى خارجية تساعدهم على الهدم البنيوي لما تبقى من أطلال تسمى دولة , أو جمهورية كذبة , هذه الفوضى حوّلت لبنان إلى سلطة بدون مجتمع , يتناوب عليها مُستأجرون من الخارج , والدليل على ذلك حتى الان لم يجدوا شخصا كي يستأجروه من أجل سد الفراع في الرئاسة الاولى .
نعم وللأسف وبكل صراحة نحن نعيش في جمهورية التزوير , جمهورية الفوضى التي قُسمت كميراث , جمهورية الخداع , وأول مَن ينخدع فيها هو الشعب الذي راهن على مجرّب , فوقع من جديد في رهانه .