من داريا إلى المعرة ثم إلى حلب، حكايات دم ترويها براميل نظام الأسد الفاسد وأشلاء أطفال اتخذت من الأنقاض فراشا لها، لعلّ وعسى مشهدهم المحزن يكون كشعلة نحو إعادة الحياة لضمير مات في رحم أمّة (حزب الله) اختارت أن ترعى ابنها العاق لحقوق الإنسان وأن تدعمه في وجه والدته وابنائها (سوريا وشعبها).
ففي سبعة أيام قتل في حلب أكثر من 200 مدني وذلك بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان جراء غارات سورية وقصف من المعارضة وقال عاملون في مجال الدفاع المدني بالمدينة إن حصيلة القتلى الناجمة عن غارات جوية نفذتها القوات الحكومية على أهداف في المدينة ومن بينها مستشفى القدس الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود ليل الأربعاء ارتفعت إلى 50 قتيلا على الأقل
فالمستشفى تدمّرت والنظام السوري الخائن لشعبه الوفي لولاية الفقيه نفى مسؤوليته عن هذا الامر وكأنّه "قتل القتيل ومشي بجنازتو"، لكنّ الملفت أنّ الداعم اللبناني لبشار في حلب ضد الشّعب قد عتّم على هذه المجازر، فاكتفى بالقول "أن النظام لم يفعلها".
وبالقليل من المقارنة بين البروباغندا الإعلامية التي كان يقدّمها الإعلام التابع لحزب الله حين يتم قصف أي منطقة تابعة للأسد ولو بشكل بسيط وبين التعتيم الذي يحصل اليوم يؤكد شيئا واحدا فقط أن "حزب الله" أو أمينه العام نصرالله قد ضاع بين مستشفى القدس والقدس التي طالما وعد بتحريرها وهو المقيّد بأوامر ايرانية فارسية.
فالسؤال الذي يتبادر إلى هني الآن ماذا كان يقصد نصرالله في تهديداته المعتادة المتمثلة بـ"أننا قادرون ان نذهب إلى ما بعد بعد حيفا"؟ هل كان يقصد حلب ودير الزور؟
ولعلّ هذا هو المعنى الخفي لكلامه فعلًا ولو لم يكن كذلك لما اجتمع يوم امس الأسد حليف حزب الله مع السيناتور الأميركي ريتشارد بلاك وتحدثا عن مواجهة الإرهاب.
فكيف لإسرائيل واميركا أن تجتمع بالأسد حليف حزب الله إن لم يكن هناك تعاونا ما بينهما؟
ومن المؤكد أيضًا أن بالنسبة لنصرالله والأسد، أطفال حلب هم الإرهاب الذين تحدث الاسد عنهما والمستشفى هي وكر الإرهابيين، فمتى سيعرفون طريق القدس الحقيقية؟