لم يشأ حزب الله التدخل في الإنتخابات البلدية في بيروت أو ربما لم يستطع الوصول إلى تفاهم مع لائحة البيارتة المستقبلية، لكنه ترك الأمور فيما يتعلق بالمقعد الشيعي لحركة أمل، وبالتالي لم يجر أي تحالف إنتخابي بلدي بينه وبين المستقبل، وفضل الحزب النأي بنفسه عن الإنتخابات البلدية في بيروت.
تحالفات من نوع آخر كرسها كل من حزب الله والمستقبل حيث توافق الطرفان على التحالف الإختياري في الدوائر المشتركة بين السنة والشيعة في بيروت، وحرص حزب الله على التفاهم مع تيار المستقبل وذهبا معا إلى تحالف إختياري في معظم دوار بيروت الإنتحابية.
ظهرت التحالفات الى العلن وأعرب العديد من حلفاء الحزب وأنصاره عن امتعاضهم من هذا التحالف وخصوصا حلفاء الحزب السنة والمحسوبين على المقاومة والذين توقعوا من الحزب دعمهم ومشاركتهم اللوائح الإختيارية .
وأخذ حلفاء الحزب عليه أن نأى بنفسه عن الإنتخابات البلدية، فيما كان بالإمكان تشكيل لائحة قد تستطيع خرق لائحة المستقبل، وخلقت هذه الأجواء حالة من التذمر في أوساط الحلفاء والمناصرين، تجاوزها حزب الله من خلال القول أن الحزب لا يريد فتح أي اشتباك مع تيار المستقبل، وأن قرار الحزب في الانتخابات البلدية والاختيارية هو بالتفاهم مع جميع الأطراف و بين جميع الأطراف.
وذكرت مصادر مطلعة على معطيات التحالف بين حزب الله والمستقبل أن الحزب ذهب الى التحالف في الأحياء لتكريس مبدأ التعاون والتفاهم بدلا من التوتير والتصادم ولا سيما أن معظم المرشحين ينتمون إلى عائلات كبيرة لا يمكن إلا التحالف معهم .
وعلقت مصادر متابعة على قرار الحزب بالتحالف مع تيار المستقبل من جهة ومواجهة التيار في أماكن أخرى، على أنها ازدواجية و مزاجية في القرارات حيث يتعبر الحزب حلفاء المستقبل خونة في أمكنة أخرى، وها هو اليوم ينسج معهم جملة تحالفات ويؤسس بذلك إلى مزاجية القرارات التي تخضع لها حركة الحزب في الشارع، واعتبرت هذه المصادر أن ما يجوز للحزب يجب أم يكون جائزا لغيره وليقلع الحزب في هذه الحالة من لغة التخوين والإتهامات التي يسوقها لبعض الشيعة ممن هم حلفاء لتيار المستقبل .