لم يلامس منسوب المياه في بحيرة القرعون حدود الـ 50 في المئة، من سعتها الأصلية في وقت الذروة البالغة 220 مليون متر مكعب، حيث بقي المنسوب عند حدود الـ108 مليون متر مكعب، أي بانخفاض 2 مليون متر مكعب عن معدله الوسطي، وهذا الانخفاض من شأنه أن يؤثر على حركة توليد الكهرباء في معامل الليطاني الثلاثة، البالغة قوتها في حالة الذروة 195 ميغاواط.

رئيس مصلحة الليطاني سابقاً النائب ناصر نصرالله يؤكد أن المتساقطات لم تبلغ معدلها الوسطي العام في لبنان في عامي (2015- و 2016)، ما يعني أن هذين العامين هما من السنوات العجاف مطرياً، مؤكداً أن الثلوج التي تساقطت هذا العام لم تفِ بالغرض المطلوب، ولم تبلغ معدلات مرتفعة على القمم والمرتفعات، لكي تسجل كميات كبيرة من المياه الذائبة، التي من شأنها أن تصبّ في البحيرة عن طريق الأحواض والمسيلات والأنهر الصغيرة. ويلفت نصرالله الانتباه إلى أن كمية الثلوج المتساقطة بقيت عند حدود لا تتجاوز الـ 3-5 أمتار في حين كانت تصل في بعض السنوات الى حدود الـ 10 ـ 12 متراً، مشيراً إلى أن مياه الأمطار المتساقطة لم تبلغ هذا العام معدلاتها العامة في المناطق اللبنانية بين الـ 450 مليمتراً ـ وحتى حدود 650 مليمتراً.

ويشدّد نصرالله على أن توليد الكهرباء في معامل الليطاني لا تزال ضمن حدود دراسة الإمكانيات التي تضعها المصلحة للاستمرار، وبناء لحاجة مصلحة كهرباء لبنان من الطاقة الكهربائية، ولكن بحدود الإمكانيات المعقولة لمنسوب المياه.

ويؤكد نصرالله أن تساقط الأمطار وحتى الثلوج، هذا الشهر وفي الشهر المقبل، قد يحسن الأمور ويزيد من نسبة منسوب المياه في البحيرة، لكن المعادلة المعروفة تؤكد أن امتلاء بحيرة القرعون بالمياه الى حدود الذروة أي 220 مليون متر مكعب، يتطلّب منسوباً من المياه يصل الى أكثر من خمسين في المئة من سعتها الأصلية قبل حلول رأس السنة من كل عام، وفي حال شذت الأمور عن هذه القاعدة فيكون ذلك بشكل استثنائي.

ويوضح نصرالله أن موسم ري المزروعات يبدأ عادة من 15 نيسان من كل عام، والمساحة التي ترويها مياه البحيرة في منطقة البقاع على مشروع منسوب الـ 900 متر، تقدر بنحو 1500 هكتار، بينما المساحة التي ترويها في الجنوب (صيدا وصور) تقدر بحدود 4000 هكتار، مشيراً إلى أن العمل ما زال قائماً في مشروع الـ 800، بهدف ري الأراضي الزراعية القائمة على هذا المنسوب.

ويشير نصرالله إلى أن الأفضلية عند مصلحة الليطاني بالنسبة لتوزيع كميات المياه، تبدأ بأفضلية حجز مياه الشرب والاستعمال المنزلي، ثم تأتي اولوية تأمين مياه الري للأراضي الزراعية، ثم توليد الطاقة الكهربائية.

ويراهن نصرالله على السعي الجاد من أجل وضع استراتيجية مائية من قبل الدولة ومؤسساتها وإداراتها العامة، موضحاً أنه انتخب أخيراً ولأول مرة في تاريخ لبنان عضواً في المجلس التنفيذي للمياه، وهذا الموقع سيعطيه دفعاً قوياً للسعي من أجل استراتيجية عربية للمياه، لأن المنطقة العربية من أفقر المناطق مائياً في العالم بسبب عدم وجود السياسات والاستراتيجيات المطلوبة.

 (السفير)