انتشر خبرٌ يفيد بعضوية سفير السعودية بالقاهرة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، وإشادة مستشار العاهل السعودي، الأمير خالد بن بندر، بهذه العضوية بوصفها الإنجاز الأهم في زيارة الملك سلمان لمصر، ليتضح بعدها أن الخبر غير صحيح على الإطلاق.
الخبر المنشور على موقع يظهر في خلفيته الشكل الرسمي لموقع جريدة الشرق الأوسط، تمت فبركته بصورة احترافية، وبشكل مختلف عن الأخبار المفبركة التي تقوم بنشرها بعض المواقع المعروفة بتقديم هذا النوع من الأخبار المختلقة بهدف السخرية من الأوضاع السياسية المصرية، وهي ظاهرة انتشرت بمصر خلال الفترة الماضية، وأصبح هناك العديد من المواقع الشهيرة بهذا النوع من الأخبار.
وبالفعل قامت عدة مواقع بنقل الخبر، خصوصاً وأنه جاء على تصميم خلفية موقع سعودي معروف، ما ساعد على انتشار الخبر.
السفير ينفي
بعد تداول تلك الأخبار، وانتشارها في الشبكات الاجتماعية، اضطر السفير السعودي بالقاهرة أحمد عبد العزيز قطان، أن ينفي الخبر بشكلٍ رسمي.
وقال قطان في تصريحات صحفية إن "الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين أعقل من أن يصدر عنه مثل هذه التصريحات التي هي في الأساس كلام فارغ لا يُعقل قانوناً وعُرفاً".
وأضاف: "أنا مش لاقي رد على مثل هذه الأكاذيب، وهذه إشاعات مغرضة لا قيمة من ورائها سوى الإيقاع بين البلدين".
وفي السياق نفسه، نفى مصدرٌ بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة تعيين القطان عضواً بالمجلس، وقال في تصريحات صحفية للإعلام المصري: "يقيناً هذا الكلام لا يدخل العقل ولا يوجد سندٌ قانوني يسمح بذلك ولم يسبق أن تولّى سفيرٌ عربي أو أجنبي عضوية المجلس العسكري لدولة أخرى".
كيف تمّ توريط الشرق الأوسط في الخبر..
وفي محاولة لشرح كيفية توريط موقع "الشرق الأوسط" الشهير في الخبر، ذكر محمد أبو الغيط الإعلامي المصري والكاتب بصحيفتي "الشروق" و"المصري اليوم"، أن روابط موقع الشرق الأوسط جميعها عند فتحها تكون بصيغة محددة، بينما ظهر رابط الخبر المفبرك بصيغة مختلفة، في بدايته.
يذكر أن الخبر المفبرك لا يمكن الوصول له على الموقع الأصلي للشرق الأوسط، الذي من المفترض أن الخبر منشورٌ به، وكذلك لا يظهر على محرّك بحث "جوجل" حتى لو تمت كتابة العنوان نصاً في مكان البحث، بينما تظهر فقط المصادر من المواقع "المضروبة" التي قام الناس بإعادة نشرها.
اختراق الموقع القديم
وقال زياد عوف - مهندس برمجة - في تدوينة على موقع "فيسبوك"، إن هناك شخصاً قام باخترق موقع الشرق اﻷوسط القديم (classic.aawsat.com)، وبذلك أصبح لديه القدرة على رفع أي صفحة يرغب بها عليه، ثم سحب نسخة من الصفحة المرفوعة على جهازه، وقام بتعديل الصفحة بالخبر الجديد، واستغلَّ الثغرة التي وجدها وقام برفع الصفحة المضروبة مرة أخرى على الموقع وعليها لينك الخبر.
لماذا الأمير خالد بن بندر؟
ويبدو أن صانع الخبر المفبرك اختار شخصيةً مناسبة لنسبة الخبر إليه، حيث إن اختيار الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز آل سعود، جاء بحكم منصبه كمستشار للملك سلمان، بعد إعفائه من مناصبه العسكرية التي كان يشغلها قبل تولي العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز منصبه ملكاً للسعودية.
والأمير خالد هو الابن الثالث للأمير بندر بن عبد العزيز آل سعود ووالدته هي الأميرة وسمية بن عبد الرحمن بن معمر، وكان أخر منصبٍ له قبل تعيينه مستشاراً للملك هو رئاسة الاستخبارات العامة، كما كان أميراً لمنطقة الرياض من فبراير 2013 إلى مايو 2014، وكان أيضاً قائداً للقوات البرية.
وكان العاهل السعودي السابق الملك عبد الله بن عبد العزيز قد عزله من منصبه كنائب وزير الدفاع بعد 45 يوماً من تعيينه، في مايو 2014.
(Huffington Post)