لو سئل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم : ماذا يجري في حلب ؟ سوف يقول : ما في شي بحلب ، ذلك أن سياسة حزب الله دعم النظام السوري الى أقصى الحدود حتى ولو على حساب الدم والضمير والإنسانية و"الشرع"،هذا الشرع الذي يعتبر كضابطة لمقررات حزب الله وسياساته، إلا أنه هنا لا اعتبار له لأن الولوية في نظر الحزب هي حفظ النظام وعلى دماء الشعب السوري والمواطن السوري.
إن ما يحدث في حلب اليوم وصمة عار جديدة على حبين النظام وحلفائه وسنغض الطرف عن النظام لأنه كطرف يريد الحفاظ على بقائه وسلطته وبطشه وسنغض الطرف عن الحليف الروسي لأن روسيا كدولة لها مصالحها والتزاماتها في المنطقة، لكن السؤال هو لحزب الله، وحزب الله فقط وهو : ما هو المسوغ الشرعي والديني والأخلاقي لتغطية هذه المجازر؟ أين هي الشريعة التي تحكم عملكم الى جانب النظام السوري؟
أين هي المبررات الدينية التي تبررون فيها سقوط هذا الدم وهذه الضحايا ، هذه أبسط الأسئلة ونعرف أنها بلا جواب، لأن لغة الحرب والقتل والدمار أصبحت هي الأهداف الأولى والسياسات الأولى لحزب الله اليوم، ولم يعد بالإمكان مناقشة الحزب في ثقافة السلام وثقافة الحياة وثقافة البناء، لأن مسيرة الحزب منذ خمس سنوات هي مسيرة حرب وقتل ودمار ومن أساسيات هذه المسيرة هي حفظ النظام السوري المجرم في دمشق .
ألم تحرك هذه المجازر شيئا من الضمير الإنساني؟ من الضمير الشرعي ؟ من الضمير الديني ؟ لماذا هذا التجاهل والإستخفاف بدماء الناس وأعراض الناس وأرواح الناس؟ حتى على الصعيد الإعلامي إن متابعة المنار وأجهزة الإعلام التابعة لحزب الله لم تلتقط بعد كاميراتها أي صورة عن المجازر وأي مشهد من مشاهد القتل، اي سياسات هي هذه وأي دين هو هذا ؟ أم أن العنوان الرئيسي لنشراتكم الاخبارية " ما في شي بحلب " .
والانكى من كل ذلك لقد غابت مجازر حلب بشكل كامل عن البيان الأسبوعي لـ كتلة الوفاء للمقاومة وكأن شيئا لم يكن فيما أكدت الكتلة على أن المقاومة عز وفخر ومجد دائم للبنان وللعرب ولكل المسلمين والاحرار في العالم .
ولكن هذه المقاومة لم تُحرّك ساكناً إزاء المجازر المخيفة التي يرتكبها نظام بشار الأسد ولم تحرك ساكنا إزاء قتل النظام السوري للاطفال والنساء والعجّز ، ولم تصدر هذه المقاومة الحريصة على العرب والأمة العربية ولو كلمات مُجتزأة تُعبر عن المجازر اليومية التي يرتكبها الاسد بحق مدينة حلب وأهلها منذ اسبوع والتي كان آخرها في «باب النيرب» أمس حيث سقط أكثر من عشرين شهيداً جميعهم من المدنيين بعد غارة نفذها الطيران الأسدي.
إن حزب الله مدعو اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى تبرير هذا الموت وإلى تبرير هذا الدفاع المستميت عن نظام الأسد وإلى تبرير ديني وأخلاقي لتغطية هذه المجازر والسكوت عليها وإلا سيكون متهما ومشاركا في هذه المجازر ضد الاطفال والنساء والأبرياء .