حاضر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في البرلمان الاوروبي في بروكسل عن نتائج الصراع الدائر في الشرق الأوسط على المسيحيين ومستقبلهم في حضور نواب البرلمان .
 
فرأى أن "الأزمة التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط اليوم لها انعكاساتها المباشرة ليس على المسيحيين وحسب وانما ايضاً على الحوض المتوسطي وكذلك على اوروبا"، لافتاً الى أن "المصلحة المشتركة تكمن في ايجاد حلول لمختلف الصراعات التي تحدث في المنطقة".
 
وأشار الى أن "الأسرة الدولية والبرلمان الاوروبي مدعوان لإستخدام كل الوسائل بهدفوقف الصراع والحرب وتطوير الحوار السياسي بين الأفرقاء المعنيين لتأمين الإستقرار وضمان احترام الإنسان وحريات المعتقد والعمل في كل بلدان المنطقة"، معتبراً أن " تمتع هذه المنطقة بسلام دائم يضمن الحريات ويقدم املاً للمسيحيين في الشرق بمستقبل افضل وتشجعهم على البقاء في ارضهم والحفاظ على تأثيرهم الإيجابي".
 
وقال: "كما أنها مدعوّة للعمل بجدية وبذل جهد بهدف تحقيق المصالحة بين المملكة العربية السعودية وايران تسهيلاً للمصالحة بين السنة والشيعة في كل بلد من بلدان الشرق الأوسط"، معتبراً أن "أصل الصراع والحرب الذي يهز المنطقة يكمن في الصراع بين المملكة العربية السعودية وايران لأن لكل منهما مصالحها الطائفية السياسية والإقتصادية والإستراتيجية".
 
وقال: "نحن في لبنان نعاني نتائج هذا الصراع لأن الصراع السياسي بين السنة والشيعة سبب الفراغ في سدة الرئاسة منذ سنتين".
 
الراعي اعتبر أن "صعود الأصولية الإسلامية ونمو المنظمات الإرهابية يهددان بمحو الإعتدال المسلم الذي عمل مسلمو ومسيحيو هذه المنطقة على بنائه معا منذ 1400 عام من الحياة المشتركة"، مؤكداً أن "المسيحيين هم ضمانة هذا الإعتدال".
كم أشار الى أن "الإسلام مدعو للتحرر من الأصولية والدخول الى عالم العصرية بأوجهه الإيجابية والإنفتاح على القيم التي تقدمها العولمة لتأمين تطور البلاد"، لافتاً الى وجوب "تبني الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتطبيقه لضمان خير جميع المواطنين في البلدان من دون تمييز بين العرق والدين واحترام كل كائن بشري".