من يرى الحقد الدفين بين حزب الكتائب اللبناني وبين حزب الله اليوم لا يصدّق أن هذين الإثنين بينهما قاسم مشترك أدخل لبنان في دوامة الحرب والصراع، وكما لمنا الكتائب سابقا على ما جنت يداه عندما سمح بإدخال الجيش السوري إلى أرض لبنان واحتلاله ودعمه في مجازره التي ارتُكبت بحقّ الفلسطينيين كمجزرة تل الزّعتر فإننا اليوم نلوم حزب الله على دخوله في آتون الحرب السورية والسماح للسوريين بأن يعودوا إلى لبنان المجروح منهم سابقًا.
فيوم أمس هلّل ناشطو مواقع التواصل الإجتماعي بذكرى الـ11 لإنسحاب آخر جندي من جنود "أبو شحاطة" بحسب ما أسموه إلّا أنّ ما غاب عن هؤلاء أن هذه الحرية التي افتخروا فيها لم تتحقق في الحقيقة، فما بين الحرية وبين الإنسحاب خطّ رفيع جدا إسمه "آلات النظام السوري المتحرّك في لبنان"، وبمعنى آخر أنه رغم انسحاب المغتصب عن ارض لبنان بتاريخ 26 نيسان 2005 إلّا أنّ المؤيدين له من الأحزاب وان انعكست الأدوار المؤيدة له بقوا وعاثوا في لبنان فسادا من التفجيرات والإغتيالات، ما يعني أنّ لبنان لم يتحرّر فعليًا.
وما زاد الطين بلّة هو تدخّل حزب الله في الأزمة السورية والذي أدّى إلى تفاقمها ولجوء السوريين إلى لبنان كنوع من طلب الأمان ولأنّ السّنة امتدت إلى 5 سنوات ولا امل حتى الآن في عودتهم إلى بلادهم فإنّ رغبة الغرب في توطين السوريين بدأت تظهر ملامحها بداية مع قدوم أمين عام الأمم المتحدة إلى لبنان بان كي مون.
كلّ هذه الملامح مجتمعة بدءا من آلة النظام الفاسد في لبنان المتمثّلة بحزب الله مرورًا بمحاولة توطين السوريين وصولا إلى الحالة المعيشية الصعبة التي يمر فيها اللبناني بينما السوري في أفضل حالاته والتي اختصرها الناشطون بهاشتاغ "الضيف شبعان وصاحب البيت جوعان" يدلّ على أنّ الإحتفال بعيد رحيل المغتصب ما زال باكرا وعيد الجلاء لا يتحقّق الا بالعودة إلى لبنانيّتهم أو يعبروا الحدود نحو دمشق نهائيا.