لقد شكلت انتخابات اللجنة المركزية للحزب الشيوعي خطوة مهمة نحو التغيير، وشكل الحزب الشيوعي نفسه بهذه الخطوة قدرة فائقة على ممارسة الديمقراطية في نسيج الأحزاب اللبنانية، فتفرد الحزب بالجرأة والإرادة، إرادة في التغيير وإرادة في التجديد في زمن كرّست الأحزاب اللبنانية كافة مبدأ العائلة والزعامة والٌإقطاعية . لقد نجح الحزب الشيوعي كحزب، وفاز الحزب كله بنظر القانون والديمقراطية، وبغض النظر عن أسماء الفائزين، فإن هذه الإنتخابات شكلت خطوة متقدمة في الطريق الصحيح بعد أن كان ينتهي زمن الديمقراطية والإنتخابات في لبنان سواء الإنتخابات الرسمية أو انتخابات الأحزاب .
وفتحت انتخابات الحزب الشيوعي وبالنتائج التي خرجت بها، فتحت الباب لكثير من الأسئلة عن الأحزاب اللبنانية وانتخاباتها المفقودة، بعدما أصبحت هذه الأحزاب أسيرة العائلات والتاريخ، ولم يستطع أي حزب منذ عقود أن يعتمد التغيير والتجديد، فبقي الحزب أسير العائلة والزعيم وإبن الزعيم .
لقد خطا الحزب الشيوعي خطوته نحو التغيير و ينبغي أن تشكل هذه الانتخابات بوابة عبور لجميع الأحزاب اللبنانية في السعي من أجل التغيير والتجديد، ومواكبة العصر بجيل جديد من الشباب، وروح جديدة وإرادة جديدة. إن الحزب الشيوعي اليوم أمام مسؤوليات كبيرة من أهمها إستعادة قاعدته وجماهيره التي خسرها على مدى عقود, ويعتبر فوز حنا غريب فرصة لاستعادة ما فقده الحزب الشيوعي جراء الخلافات الداخلية .
ولعلّ وصول حنا غريب الى منصب الرئاسة سيعني تجديد الروح في الحزب الذي عانى مطولاً، لدى معظم الشباب المنتمين والخارجين عن صفوفه املاً بالتغيير، وخصوصا أن كثيرين يثقون بقدرات الرجل الذي استطاع ان يشكل حالة نادرة في الشارع اللبناني في قضايا مطلبية محقة .
وهو اليوم يقرر العودة الى الصفوف الحزبية كخيار جديد سيفضي بلا شك الى حالة استنهاض جديدة فورشة عمل تؤدي الى تثبيت وجود الحزب في الحياة السياسية، والحصول على استقلاليته بعيداً من حسابات 8 و14 اذار، اضافة الى العمل مع كل فئات المجتمع دون استثناء اي قضية اجتماعية لا تقل اهمية عن المواضيع السياسية