بري : إنتهت لعبة 8 و14 آذار , وإنتهى البلد , فيسرع إلى إعلان الخطر
السفير :
إذا لم تنضج «الطبخة» الدولية والإقليمية الموعودة لتوجيه «ضربة عسكرية نوعية» إلى تنظيم «داعش» في كل من سوريا والعراق، خلال شهري أيار وحزيران المقبلين، فإن التأجيل سيحكم معظم ملفات المنطقة، في انتظار إدارة أميركية جديدة، لن يكون بمقدورها أن «تقلع» خارجياً، قبل ربيع العام 2017، وهذا الواقع يسري على لبنان، برغم تأكيد أحزاب سياسية لبنانية وازنة أن قرار الحل والربط ما زال لبنانيا.. إلى حد كبير.
في هذا السياق، برّأ رئيس مجلس النواب نبيه بري ذمّته السياسية، متكئاً على المثل القائل «يلّي ما بيجي معك.. تعا معو»، فقرر رمي كرة القانون الانتخابي في ملعب اللجان النيابية المشتركة، بعدما تعذر على اللجنة النيابية المعنية التوصل إلى قانون يرضي جميع الأطراف، فإذا توافرت الإرادة السياسية يمكن للجان أن تجيب عن سؤالين مركزيين، أولهما ماهية الدوائر (التقسيمات)، وثانيهما ماهية النظام الانتخابي (نسبي أو فردي أو مختلط).
وقال بري مخاطبا الكتل النيابية «تفضلوا ولنعمل ليل نهار للخروج برؤية واحدة أو متقاربة أو محصورة ولو باقتراحين أو ثلاثة (من أصل 17 مشروع واقتراح قانون) بشكل يمكن الذهاب إلى الهيئة العامة ونفاضل بينها ليبنى على الشيء مقتضاه».
بدا واضحا من خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده بري، أمس، في عين التينة، أنه لا يستطيع أن «يكسر الجرة» مع النواب المسيحيين، خصوصا أن المضي في خيار «تشريع الضرورة» كان يمكن أن يستدرج ردات فعل لا يستطيع أحد التنبؤ بتداعياتها. فمن جهة، هناك محظور تجدد الانقسام الطائفي (إسلامي ـ مسيحي) وهو أمر لا يرغب به لا «تيار المستقبل» ولا «حزب الله» ولا «الاشتراكي» أو رئيس حركة «أمل» نفسه.
ومن جهة ثانية، هناك محظور تبديد ما كان قد راهن بري عليه بالوصول إلى نصاب لا يقل عن 75 إلى 80 نائبا، نتيجة تردد «المستقبل»، خصوصا عشية الانتخابات البلدية والاختيارية في العاصمة، وبالتالي، أعطت رسائل الساعات الأخيرة مفعولها بوجوب عدم حشر سعد الحريري في الزاوية، في ظل ما تواجهه اللائحة الائتلافية في بيروت من «فِخاخ مسيحية متنقلة»!
أما النقطة الثالثة التي جعلت الكل يتريث، فتتمثل في ما بلغ العديد من المراجع الأمنية الرسمية من معطيات عن توجه كان قيد التبلور لدى كل من الرابية ومعراب والصيفي بإطلاق «انتفاضة مسيحية» غير مسبوقة، سياسيا، كما في الشارع، من أجل فرض تراجع بري وباقي المكوّنات الإسلامية عن خيار التشريع قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية وإقرار قانون انتخابي جديد. وتردد أن من بين السيناريوهات التي كانت قيد التداول قطع كل الطرق التي يسلكها النواب في العاصمة والمناطق وصولا الى محاصرة ساحة النجمة من كل الجهات.
وفي السياق نفسه، بدا أن المناخ الديبلوماسي الدولي في بيروت (سفراء الدول الخمس الكبرى والأمم المتحدة) كان ضاغطاً باتجاه عدم القيام بـ «دعسة ناقصة» يمكن أن تهدد الاستقرار برغم عدم التشكيك بنيات رئيس المجلس، خصوصا أن ثمة استحقاقات داهمة، وبينها قروض خارجية لا بد من إقرارها سريعا في مجلس النواب، ناهيك عن استحقاقات مالية تتعلق بأجور ورواتب الموظفين في القطاع العام قبل نهاية هذه السنة.
مساع حريرية لدى موسكو لانتخاب فرنجية
وبينما تنصل كل من نبيه بري وسعد الحريري والبطريركية المارونية من صيغة انتخاب رئيس للجمهورية لفترة انتقالية لسنتين، علمت «السفير» أن الرئيس الحريري حاول خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو، وخصوصا في اللقاء الذي جمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إطلاق دينامية دولية ـ إقليمية تفضي إلى انتخاب زعيم «تيار المردة» رئيساً للجمهورية قبيل صيف العام 2016، وتمنى رئيس «المستقبل» على القيادة الروسية أن تضغط على القيادة السورية لكي تضغط على حلفائها اللبنانيين لتأمين نصاب الثلثين للمجلس، وصولا إلى انتخاب فرنجية ولو مضى ميشال عون بترشيحه.
ولم تمض أيام قليلة على الرحلة الحريرية إلى موسكو، حتى كان السفير الروسي في دمشق ألكسندر كينشاك يطلب موعدا للقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ونقل خلاله رسالة من القيادة الروسية بالمضمون نفسه، فما كان من الوزير السوري إلا أن أبلغه رسالة واضحة: «لا تعذبوا أنفسكم كثيرا، اذهبوا إلى لبنان.. القرار بيد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله». ولاحقا، بعث الجانب السوري برسالة إلى قيادة «حزب الله» تضمنت مضمون الاقتراح الذي سلمه الحريري إلى القيادة الروسية.
وتردد في هذا الإطار، أن كلام رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط في مقابلته التلفزيونية الأخيرة مع الزميل مرسيل غانم، بأن السيد نصرالله «شريك في الملفات الإقليمية» (اليمن وسوريا والعراق ولبنان)، جاء بعد تواصله مع قيادة «حزب الله» من جهة، وفي ضوء معلومات وصلت إليه عن طبيعة مسعى الحريري في موسكو من جهة ثانية.
ايرولت يستكمل في ايار ما بدأه هولاند
وعلى خط المساعي الدولية باتجاه لبنان، علمت «السفير» أن وزير خارجية فرنسا جان مارك ايرولت سيصل إلى لبنان في السابع والعشرين من أيار (مع قرب انتهاء الانتخابات البلدية)، وذلك في إطار استكمال جدول أعمال زيارة الرئيس فرنسوا هولاند الأخيرة لبنانيا، وخصوصا في محاولة فرنسية جديدة لإحداث اختراق في الملف الرئاسي، لكن هذه المرة على قاعدة اعتماد سلة متكاملة تتضمن مجموعة عناوين بينها انتخاب مجلس للشيوخ وفق «القانون الأرثوذكسي»، وهو الاقتراح الذي تبناه بعض سفراء مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان، ونقله أحدهم من بيروت الى باريس قبل أسابيع قليلة لتحويله الى اقتراح فرنسي.
النهار :
لعله سها عن بال الجمهورية الغارقة في فراغها وأزماتها المتعاقبة والمتراكمة تباعاً وبترف قواها السياسية أولاً وأخيراً ان اليوم يصادف الذكرى الحادية عشرة لانسحاب القوات السورية من لبنان في 26 نيسان 2005، هذا الحدث الذي دخل التاريخ اللبناني من بابه العريض بعد الاغتيال الدراماتيكي المزلزل للرئيس رفيق الحريري في 14 شباط من العام نفسه. تحل الذكرى الـ11 لجلاء القوات السورية ومعها ما كان يفترض عملياً ان يشكل جلاء الوصاية السورية التي حكمت لبنان طويلاً وأقامت فيه "نظامها " القسري الحديد ولبنان لا يزال داخل القفص ولو بظروف مختلفة وبأوضاع مأزومة قد يكون الأشد قسوة فيها ان معظم اسبابها ودوافعها ومنطلقاتها متصل بقصور داخلي قياسي عن اثبات أهلية القوى السياسية والمجتمع المدني سواء بسواء على اقامة الدولة المستقلة السيدة الحرة بكل ما تعنيه الكلمة، وبكل ما يحقق ولو الجزء اليسير من آمال وطموحات عريضة للبنانيين بالتخلص من التبعيات الى كل خارج. واذا كان للمصادفات ان تسخر من واقع اللبنانيين الذين يحبطهم حلول هذه الذكرى وهم يتخبطون في لجج الأزمات المتسلسلة، فليس قليلاً ان تسبق الذكرى بوقت قصير بداية السنة الثالثة لأزمة فراغ رئاسي حطمت الرقم القياسي في تاريخ الأزمات المماثلة، بما يصح معه القول إن لبنان يرزح منذ بدء هذه الازمة تحت نير وصاية الفراغ ورعاته وحراسه المعروفين اقليمياً وداخلياً.
استعصت الأزمة التي لا مجال للتبحر في سرد ظروفها المعروفة الى حدود تصاعدت معها في الأيام الاخيرة نغمات وغرائب من النوع الذي يجري فيه التلاعب ببالونات اختبار لا يعرف أحد من يطلقها ولأي غايات مثل بالون انتخاب رئيس للجمهورية لسنتين كأنه لا يكفي الدستور محنة الفراغ التي تنتهكه في الصميم فيما الدولة عالقة عند معارك أهل السلطة وانقساماتهم حول الفراغ الرئاسي وتعطيل المؤسسة الدستورية الأم ومن ثم تعطيل مجلس النواب حول التشريع "ضرورياً" كان أم طبيعياً ومثله تعطيل موسمي للحكومة عند كل هبة ريح. وسارعت بكركي أمس، بعدما راجت موجة تسريبات واجتهادات تحدثت عما سمي مذكرة سرية من صفحتين قدمها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وربما تناولت مرحلة انتقالية رئاسية الى نفي هذه "الوثيقة" وأكدت ان وثيقة البطريرك تختلف عنها تماماً واشارت الى تلقي الراعي الكثير من الكتابات والاقتراحات لمناسبة زيارة هولاند "لكن مذكرة البطريرك تختلف عنها تماماً".
بري: الكرة الى اللجان
في أي حال، لم تتأخر ملامح تأزيم جديد – قديم عن التصاعد في ما يتعلق أيضاً بمسألة تشريع الضرورة التي تصطدم بتعقيدات لم تعد خافية على أحد جراء الاشتباك السياسي الواسع الذي تتسبب به أزمة الفراغ الرئاسي والتي لمح الرجل الثاني في "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم قبل يومين بشفافية تامة الى انها ستكون طويلة جداً. وجاءت الخطوة الجديدة التي اعلنها رئيس مجلس النواب نبيه بري في مؤتمر صحافي مفاجئ بعد ظهر أمس لتثبت عدم التمكن من الوصول الى تسوية توافقية للجلسات التشريعية فرمى بري الكرة الملتهبة في مرمى اللجان النيابية المشتركة شكلاً، فيما بدا واضحاً انه يرميها ضمناً في مرمى القوى المسيحية الرافضة لعقد الجلسات التشريعية الا بشرط اقرار قانون الانتخاب أولاً. وبدا بري واضحا في دلالات خطوته اذ قدم لها برسم خط بياني سياسي عريض "يؤكد الموت السريري لما يسمى 8 و 14 آذار واختلاف الامور والمعايير كلها". وانطلق من ذلك ليقول ان 17 اقتراحاً ومشروع قانون انتخاب "صيغت بغالبيتها بهدف التغلب على الفريق الآخر" وأعلن انه سيدعو اللجان المشتركة الى اعادة درس كل هذه المشاريع والاقتراحات والجواب عن سؤالين فقط: أولاً ماهية الدوائر الانتخابية وثانيا ماهية النظام الانتخابي (نسبي أو اكثري أو مختلط أو فردي). وحض على التوصل الى حصر المشاريع باثنين او ثلاثة قبل نهاية شهر ايار والذهاب الى المجلس "برؤية واحدة".
لكن مصادر نيابية بارزة اعتبرت عبر "النهار" ان خلاصة موقف الرئيس بري أمس هي ان لا جلسة تشريعية في الدور العادي الحالي الذي سينتهى آخر أيار المقبل.واوضحت أن بري من خلال قراره تحويل 17 مشروعاً تتعلق بقانون الانتخاب الى اللجان يعني انه من المستحيل إنجاز دراستها في المدة المتبقية من الدورة العادية وخصوصاً في ضوء تجربة اللجنة السباعية التي أعطيت الوقت اللازم ولم تتمكن من التوصل الى نتيجة فكيف باللجان التي تضم عشرات النواب وتجتمع لمناقشة هذه المشاريع دفعة واحدة؟ وتخوفت المصادر من ألا يعقد المجلس جلسة تشريعية قبل نهاية سنة 2016 ما لم تبرز معالم تسوية قسرية تضع الجميع امام أمر واقع يصعب تجاوزه مثلما حصل لدى انعقاد الجلسة التشريعية التي أقرت فيها القوانين ذات الصلة بمعاهدات دولية مالية ملحة.
بلديات
في غضون ذلك، بدا المناخ المتصل بالانتخابات البلدية والاختيارية الى تحمية في بعض المناطق البارزة. وعلمت "النهار" ان الجهود التي يبذلها الرئيس سعد الحريري لإعلان لائحة "تيار المستقبل" للمجلس البلدي في بيروت شارفت الانتهاء وسط معطيات إيجابية على هذا الصعيد. وإذ بات معلوماً أن رئاسة اللائحة هي للمهندس جمال عيتاني على أن يكون نائبه المهندس إيلي أندريا الذي هو من الفريق الارثوذكسي، تأكد أن من أسماء هذا الفريق الذين حسم ترشحهم راغب حداد وماتيلدا خوري، فيما بقي أسم العضو الارثوذكسي الرابع غير معلوم حتى الان. وأكدت مصادر مواكبة أن النقاش حول من تبقى من أسماء المرشحين المسيحيين الـ12 كان ناشطا أمس ومن المتوقع أن يتبلور في الساعات المقبلة.وفهم ان زيارة مستشار الرئيس الحريري النائب السابق غطاس خوري لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أمس تناولت هذا الاستحقاق الى ملفات أخرى.
المستقبل :
أعدت السعودية نفسها أمس لـ«وثبة تاريخية» مع إقرار مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «رؤية المملكة العربية السعودية 2030»، المقدمة من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يرأسه ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، واعتبرها الملك سلمان تحقيقاً لهدف أراده منذ توليه مقاليد الحكم، بالسعي نحو «تنمية شاملة.. وتوظيف إمكانات بلادنا وطاقاتها والاستفادة من موقع بلادنا وما تتميز به من ثروات وميزات لتحقيق مستقبل أفضل للوطن وأبنائه«.
وقال الملك السعودي في كلمة خلال الجلسة: «لقد وضعت نصب عيني منذ أن تشرفت بتولي مقاليد الحكم السعي نحو التنمية الشاملة من منطلق ثوابتنا الشرعية وتوظيف إمكانات بلادنا وطاقاتها والاستفادة من موقع بلادنا وما تتميز به من ثروات وميزات لتحقيق مستقبل أفضل للوطن وأبنائه مع التمسك بعقيدتنا الصافية والمحافظة على أصالة مجتمعنا وثوابته. ومن هذا المنطلق، وجهنا مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برسم الرؤية الاقتصادية والتنموية للمملكة لتحقيق ما نأمله بأن تكون بلادنا، بعون من الله وتوفيقه، أنموذجاً للعالم على جميع المستويات«.
أضاف الملك سلمان: «وقد اطلعنا على رؤية المملكة العربية السعودية التي قدمها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ووافق عليها مجلس الوزراء، شاكرين للمجلس ما بذله من جهد بهذا الخصوص، آملين من أبنائنا وبناتنا المواطنين والمواطنات العمل معاً لتحقيق هذه الرؤية الطموحة، سائلين الله العون والتوفيق والسداد، وأن تكون رؤية خير وبركة تحقق التقدم والازدهار لوطننا الغالي«.
ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية الأمير محمد بن نايف سارع الى تهنئة خادم الحرمين بإقرار «الرؤية» «من أجل تحقيق الغايات التي نتطلع إليها جميعاً، وأن يكون هذا الوطن أنموذجاً فريداً بين دول العالم في مختلف المجالات«. كما قدم الأمير محمد بن نايف التهنئة للأمير محمد بن سلمان «على جهوده الحثيثة على مدى شهور عديدة، في سبيل إعداد هذه الرؤية التي وافق عليها مجلس الوزراء، والتهنئة موصولة لإخواني وأخواتي المواطنين والمواطنات، فنحن جميعاً شركاء في تنفيذ هذه الرؤية التي سنجني ثمارها بعون الله وتوفيقه خلال السنوات القادمة«.
ودعا الأمير محمد بن نايف «إخواني وأخواتي المواطنين والمواطنات إلى المزيد من التكاتف والتعاون من أجل الوصول إلى درجات أعلى في سلم التقدم والازدهار، وأن يتحمل كل منا مسؤوليته تجاه المحافظة على أمن الوطن ومنجزاته ومكتسباته«.
وهنأ الأمير محمد بن سلمان خادم الحرمين على إقرار الرؤية، وقال: «إن قصص النجاح دائماً ما تبدأ برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تُبنى على مكامن القوة. ولقد حبانا الله سبحانه وطناً مباركاً، فيه الحرمان الشريفان، أطهر بقاع الأرض، وقبلة أكثر من مليار مسلم، وهذا هو عمقنا العربي والإسلامي وهو عامل نجاحنا الأول.. كما أن بلادنا تمتلك قدرات استثمارية ضخمة، وسنسعى إلى أن تكون محركاً لاقتصادنا ومورداً إضافياً لبلادنا وهذا هو عامل نجاحنا الثاني«.
وأضاف: «ولوطننا موقع جغرافي استراتيجي، فالمملكة العربية السعودية هي أهم بوابة للعالم بصفتها مركز ربط للقارات الثلاث، وتحيط بها أكثر المعابر المائية أهمية، وهذا هو عامل نجاحنا الثالث. وهذه العوامل الثلاثة هي مرتكزات رؤيتنا التي نستشرف آفاقها ونرسم ملامحها معاً«.
وتابع الأمير محمد بن سلمان: «في وطننا وفرةٌ من بدائل الطاقة المتجددة، وفيها ثروات سخية من الذهب والفوسفات واليورانيوم وغيرها. وأهم من هذا كله، ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت: شعبٌ طموحٌ، معظمُه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمانُ مستقبلها... وبعون الله ثم بعزيمة أبناء الوطن، سيفاجئ هذا الوطن العالمَ من جديد«.
وارتكز مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في «رؤية المملكة العربية السعودية 2030« على ثلاثة محاور أساسية: هي العمق العربي والإسلامي، والقوة الاستثمارية، وأهمية الموقع الجغرافي الاستراتيجي، لرسم ملامح مستقبل وطن أكثر ازدهاراً ضمن مقدمة دول العالم، يجد فيه المواطن كل ما يتمناه في التعليم والتأهيل وإتاحة الفرص للجميع، وكذلك الخدمات المتطورة في التوظيف والعلاج، والسكن والترفيه، حيث وضعت أهداف محددة، وآليات تنفيذ مدعومة بأجهزة رقابة وقياس وأنظمة شفافية ومحاسبة، تعتمد جميعها على مميزات جغرافية وحضارية واجتماعية وديموغرافية واقتصادية تمتلكها المملكة وقدراتها البشرية.
وتتضمن «الرؤية» العديد من النقاط المهمة أبرزها:
- طرح أقل من خمسة بالمئة من أسهم شركة «ارامكو» النفطية الوطنية العملاقة للاكتتاب العام في السوق المحلية. وقال الأمير محمد بن سلمان إن هذا الاكتتاب سيكون «أكبر اكتتاب في تاريخ الكرة الأرضية»، مقدراً قيمة الشركة بما بين 2000 و2500 مليار دولار.
- تحويل صندوق الاستثمارات العامة الى صندوق سيادي بأصول تقدر قيمتها بألفي مليار دولار، ليصبح بذلك «أضخم» الصناديق السيادية عالمياً.
- زيادة الإيرادات غير النفطية ستة أضعاف، من 43,5 مليار دولار سنوياً الى 267 ملياراً، ما سيحد من اعتماد الإيرادات الحكومية بشكل رئيسي على مداخيل النفط، ويقلل من تأثير تراجع أسعاره عالمياً على المالية العامة للبلاد.
- زيادة عدد الذين يؤدون سنوياً مناسك العمرة من ثمانية ملايين الى ثلاثين مليوناً بحلول سنة 2030، عن طريق استثمارات وحوافز.
- تحسين تصنيف المملكة العربية السعودية وجعلها من ضمن أفضل 15 اقتصاداً في العالم، بدلاً من موقعها الراهن في المرتبة 19.
- رفع مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي من 3,8 بالمئة حالياً الى 5,7 بالمئة.
- رفع حصة الصادرات غير النفطية من الناتج المحلي غير النفطي من 16 بالمئة حالياً الى خمسين بالمئة.
- زيادة مشاركة النساء في سوق العمل من 22 بالمئة الى 30، وخفض نسبة البطالة من 11,6 بالمئة الى سبعة بالمئة فقط.
- إطلاق صناعة عسكرية سعودية.
- دعمُ الثقافة والترفيه باعتبار «أن الفرص الثقافية والترفيهية المتوافرة حالياً لا ترتقي إلى تطلعات المواطنين والمقيمين، ولا تتواءم مع الوضع الاقتصادي المزدهر الذي نعيشه«.
الديار :
حين اتصل مرجع سياسي بأحد وزرائه الذي يتقن قراءة ما بين السطور، وما وراء السطور، طالباً تقييمه لكلمة الرئيس نبيه بري في مؤتمره الصحافي امس، اجاب «يمكنني ان اؤكد ان الورقة الأخيرة التي كتب عليها الكلمة مختلفة كلياً عن الورقة الاولى، وربما الورقة الثانية، وربما الورقة الثالثة او الرابعة».
اضاف «انا لا أقرأ في الفنجان، لكنني أفهم الرئيس بري جيداً، ويمكنني ان أشير الى مدى استيائه من «الدلع» السياسي الذي تظهره بعض القوى السياسية، فقط من باب المزايدة، ودون اي اعتبار لما آلت اليه البلاد ولما يمكن ان تؤول اليه اذا ما ظلت المنطقة على اهتزازها الراهن.
الوزير واثق من ان رئيس المجلس كان يريد ان يقول كلاماً اخر، كما كان يريد ان يتخذ خطوات حساسة «كما نُمي إلي»، ومع عدم اقتناعه بحجج اي من الرافضين للجلسة التشريعية، او طرحهم شروطاً تعجيزية لعقدها، لم يبارحه شبح الميثاقية طوال ليل اول امس.
الاكثر حساسية هو قطع الطريق على بعض القوى واستغلال الدعوة الى الجلسة في رفع مستوى الاثارة الطائفية.
وما قال الوزير، اشار اليه اكثر من مصدر سياسي أمس، لتشير المصادر الى ان بري الذي ابلغ اكثر من شخصية مسيحية ان ليس بهذه الطريقة تدار «القضية المسيحية»، وهو اذ يدرك خطورة المرحلة او اغفال العديد من السياسيين ما يحدث بالبلاد من اجل مصالح او طموحات شخصية «كسر الشر» ولم «يكسر الجرة».
المصادر إياها ترى ان بري اختزل كلمته بعبارة «كلنا على الوطن»، البقية تفاصيل تقنية، ودون ان يتردد في الطلب الى اعضاء اللجان الاتيان بأسرّتهم الى ساحة النجمة أو فرض الاقامة الجبرية عليهم في فندق قريب، ولكن ماذا اذا انتهت الدورة الاولى للمجلس في آخر أإيار المقبل ولم يتوصل النواب الى الاتفاق على صيغة لقانون الانتخاب تحظى بموافقة الأكثرية وتفتح الباب امام اجراء الانتخابات النيابية؟
بين يدي رئيس المجلس قانون عام 1960 الذي جرى تعديله بعد مؤتمر الدوحة في عام 2008، لكن اكثر من جهة هددت بـ«ما لا يحمد عقباه» اذا ما جرى تهريب ذلك القانون واجراء الانتخابات على اساسه.
وقيل ان بري الخبير في تدوير الزوايا وضع الرافضين في الزوايا، ساخراً من اولئك النواب الذين «يرون الأمور من ثقب الباب» ويقولون بطرح الـ 17 اقتراح قانون او مشروع قانون على الهيئة العامة. والقانون الذي يحظى بغالبية الاصوات يعتمد في هذه الحال. كيف يمكن تصور توزيع الاصوات على الاقتراحات والمشاريع المطروحة.
مصادر عين التينة تقول ان الرئيس بري الذي من مهامه الاساسية صيانة السلطة التشريعية من اي خلل اعطى لـ«اصحاب السعادة» فرصة اخيرة لبلورة قانون للانتخاب، والا العودة الى الحلقة المفرغة، ولكن هذه المرة بتداعيات على مستوى عال جداً من الخطورة.
كرة النار على طاولة اللجان. عدد من النواب قال لـ«الديار» ان بري الذي فاجأ الجميع بطرحه، بعدما قال «لا تحرجوني فتخرجوني»، «صدم» الذين كانوا قد وضعوا السيناريوات الخاصة بتوظيف الدعوة الى الجلسة التشريعية في الشارع ولاغراض تتعدى موضوع الجلسة.
واذ تردد في عين التينة مساء الاحد ان عيني بري تركزتا في الويك اند على بكركي لمعرفة رأي البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في مسألة الجلسة، رأى الصمت على الصرح البطريركي، وكانت هناك اكثر من قراءة لذلك الصمت بين من يرى ان صاحب الغبطة انما يريد ان يبلغ الرافضين برفضه لرفضهم، ومن يرى ان البطريرك لا يريد للمسيحيين ان يلجأوا الى خيار المواجهة، لما لذلك من انعكاسات سلبية على الطائفة كما على الوطن...
في المجالس الخاصة، يردد بعض المطارنة ان عدوى القلق لدى الفاتيكان انتقلت الى بكركي. وثمة مسؤولون في الحاضرة البابوية باتوا يخشون فعلاً على الصيغة اللبنانية في ظل حالة الضياع التي تعيشها دول المنطقة، مع ربط شخصيات اوروبية فاعلة بين مسار الثبوتية في سوريا ومسار الثبوتية في لبنان.
ـ تأجيل التسوية في سوريا ـ
وهنا تكشف «الديار» ان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أبلغ شخصية اعلامية خليجية بأن الرئيس باراك اوباما، واثناء قمة الرياض، ألمح بصورة لافتة الى ان تضغط المملكة العربية السعودية على «فريق الرياض» من اجل المضي في العملية التفاوضية، على ان يتزامن ذلك مع اتصالات، ومشاورات، ولقاءات اميركية - روسية قد تنجح في بلورة اتفاق - اطار، على ان يترك للمفاوضين اعداد الآليات الخاصة بتحديد المهل الزمنية، وكذلك سبل، وتقنيات التنفيذ...
لكن ما استشفته الشخصية الاعلامية ان الجبير يميل الى التسويف في ميكانيكية المفاوضات لحين تسلم الرئيس الاميركي العتيد مقاليد السلطة، كون الرياض تعتبر ان اي رئيس يأتي بعد اوباما سيكون اكثر تشدداً في التعاطي مع الملف السوري، وحتى في ما يتعلق بالخيار الديبلوماسي.
ـ رأيان في الرياض ـ
وفي وقت لاحق، بدا ان ثمة رأيين في الرياض، رأي يقول بالتباطؤ في العملية الديبلوماسية ريثما يحدث الانتقال في واشنطن، ورأي يقول «اننا لسنا وحدنا على الأرض السورية، وأن الروس الذين لاعبوا اوباما، وعدّلوا، في احيان كثيرة، في نظرته الى الازمة السورية، لن يتراجعوا عن سياساتهم، وقد يبادرون الى تكثيف عملياتهم على الارض عشية الانتخابات الرئاسية اذا ما لاحظوا ان هناك من يعرقل، بطريقة أو بأخرى المسار التفاوضي.
ـ العلاقة اللولبية ـ
وكان عضو في الوفد الرئاسي الفرنسي قد تحدث امام مسؤول في بيروت عن «العلاقة اللولبية» بين الأزمة اللبنانية والازمة السورية، ليشير الى ان الاميركيين اقتربوا اكثر من المفهوم الروسي بالنسبة الى الخطر الذي يشكله تنظيم الدولة الاسلامية، على ان تكون الاولوية، على المستوى الاستراتيجي، لاستيعاب هذا الخطر وتفكيكه.
وهنا يكشف مصدر مقرب من بيت الوسط لـ«الديار» ان الكلام الذي صدر عن نائب الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم والذي اعتبر فيه ان «الأزمة الرئاسية طويلة» وضع أمام الرئيس سعد الحريري الذي تباحث في خلفيات هذا الكلام وفي هذا الوقت بالذات، مع بعض المستشارين الذين يعتبرون ان الشيخ قاسم خبير في توجيه الرسائل الى مَن يعنيهم الأمر...
والسؤال الذي طغى هو ما اذا كان «حزب الله» يريد القول ان هذا ليس الوقت الملائم لانجاز الاستحقاق الرئاسي، وبعدما كان رئيس تيار المستقبل قد أوحى بأن قصر بعبدا سيضاء قبل آخر نيسان الحالي.
بالتالي، وفق الخطط او السيناريوات التي توضع، بالتزامن مع اتصالات مع اكثر من جهة داخلية او خارجية لاحداث اختراق ليس فقط في جدار الأزمة وانما في جدار «حزب الله» ايضا.
الجمهورية :
ذهبَ رئيس مجلس النواب إلى الأفرقاء السياسيين الذين لم يأتوا إليه مُشرّعين، رامياً كرة قانون الانتخاب، الذريعة التي تعوق التشريع، في ملعبهم، وتاركاً مصيرَ هذا القانون للّجان النيابية المشتركة قبل البحث في عقد أيّ جلسة تشريعية، ومعلِناً «الموتَ السريري» لفريقَي 8 و14 آذار، مؤكّداً أنّه «لم يعُد أحد يقول إنّه للوطن». وتنطلق في موسكو اليوم فعاليات «مؤتمر الأمن الدولي الخامس» بناءً على دعوة وزارة الدفاع الروسية ومشاركة 19 وزير دفاع من العالم، وكان وفدٌ مِن الضبّاط الكبار في الجيش اللبناني وصَل إلى العاصمة الروسية، وسيلتحق اليوم بوزير الدفاع سمير مقبل الذي سيترَأسه، وسيقيم نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف عشاءً على شرفه وبقيّة الوفود، على أن تنطلق فعاليات الموتمر غداً الأربعاء. عشيّة انطلاق فعاليات «الموتمر الدولي الخامس» أشاد مصدر رفيع في القيادة العسكرية الروسية بأداء قيادة الجيش اللبناني في إدارة مكافحة الإرهاب، وخصوصاً في إطار ضبط الحدود الشرقية مع سوريا.
وقال «إنّ الجيش اللبناني وقائده العماد جان قهوجي شركاء أساسيّون في مكافحة الاٍرهاب العالمي، ودورهم في منع تمدّد «داعش» الى شاطىء البحر الأبيض المتوسط سيسجّله التاريخ، ويخلّده في صفحاته».
وعلمت «الجمهورية» أنّ قهوجي سيتوجّه إلى موسكو قريباً، في زيارة تهدف إلى تعزيز قدرات الجيش العسكرية وفي إطار التعاون لمكافحة الاٍرهاب.
وفي معلومات لـ«الجمهورية» أنّ وفداً تقنياً عسكرياً روسياً يزور بيروت حالياً ويجري صيانة لبعض الأسلحة من «راجمات صواريخ» و «مدافع» روسيّة الصنع في إطار تعزيز الجهوزية.
قانون الانتخاب والتشريع
وكان الحدث السياسي البارز أمس إعلان بري «الموتَ السريري لكلّ من 8 و 14 اذار». وأغلق الباب على السجال التشريعي، ولم يحدّد موعداً لجلسة عامة، بل تريّث في الدعوة إليها، وقال في مؤتمر صحافي مفاجئ عَقده في عين التينة إنّه سيدعو اللجان المشتركة الى درس كلّ قوانين الانتخاب قبل الذهاب الى الهيئة العامة، وأضاف: «لا تريدون تشريعاً ولو للضرورة إلّا مع قانون انتخابات، وأنا أمامي في المجلس النيابي 17 مشروع واقتراح قانون، غالبيتُهم صيَغ لهدف التغلّب على الفريق الآخر».
وأعلن انّه سيدعو اللجان النيابية المشتركة الى إعادة درس كل هذه المشاريع القوانين واقتراحات لنجيب على سؤالين فقط: أوّلاً ماهيّة الدوائر، ثانياً ماهيّة النظام . نسبي؟ لأنّ هناك قوانين تطالب بالنسبية.
أكثري؟ إذ إنّ هناك قوانين ايضاً تطالب بالاكثري. مختلط؟ كذلك هناك قوانين تطالب بالمختلط. فردي؟ ايضاً هناك اقتراحات تطالب بالدائرة الفردية». ودعا إلى العمل «ليل نهار مع الآخرين للخروج برؤية واحدة او متقاربة او محصورة ولو باقتراحين او ثلاثة بنحو يمكن الذهاب الى الهيئة العامة ونفاضِل بينها ليُبنى على الشيء مقتضاه».
وحرصَ برّي على الإشارة الى انّ «وقوفي هذا الموقف عند رغبتكم ليس تراجعاً عن اقتناعاتي أبداً أمامكم، بل احتراماً لكم وحرصاً عليكم وعلى لبنان». وأكد انّه ما زال عند اقتناعاته وهي «أنّ المجلس النيابي له حق التشريع في كلّ الظروف، ولكن الآن لن ادعوَ الى جلسة قبل ان تنهيَ اللجان المشتركة عملها». وأكد انّه عندما يرى «انّ هناك خطراً على البلد أفعل مثلما فعلت عام 2015».
كرم
وقال عضو كتلة «القوات اللبنانية» الدكتور فادي كرم لـ»الجمهورية: «لقد ربحت الإيجابية بأننا لم ندخل في أزمة كبيرة، وفتح الرئيس بري المجال لكي يعاد الوصول الى جلسة تشريعية وعلى رأسها قانون الإنتخاب.فنعتبر ما حدث هو خطوة إيجابية في اتجاه إقرار قانون انتخابي جديد».
وهل ستستطيع اللجان درسَ 17 مشروع قانون واقتراح قانون؟ أجاب كرم: «طبعاً سنصل إذا كانت هناك إيجابية، لأنّ الفوارق لم تعُد كبيرة، وبات معروفاً انّه لا يمكن السير في قانون نسبي كامل، ولا يمكن البقاء على القانون الحالي الاكثري، فحتماً سيكون القانون مختلط، أمّا الفوارق التي لا تزال موجودة فيمكن حلّها بتفاهم معيّن».
مجدلاني
وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب عاطف مجدلاني لـ«الجمهورية»: «الرئيس بري ردّ على الأحزاب المارونية التي تطالب بإدراج قانون الانتخاب بنداً اوّلاً على جدول اعمال ايّ جلسة تشريعية فأرسلهم الى اللجان المشتركة، وما أدراكم ما اللجان المشتركة في مناقشة 17 اقتراح قانون انتخاب، متى تنتهي؟ لا أحد يعلم، لجنة نيابية واحدة من سبعة أعضاء يمثلون مختلف الكتل عَقدت اجتماعات عدة ولم تستطع الوصول الى نتيجة، فهل اللجان المشتركة المكوّنة من خمسين نائباً ستستطيع الوصول الى نتيجة؟
لا أعرف ماذا ستستطيع فعله وعلى ماذا ستتّفق؟». وأضاف: «الرئيس بري أعطى حلّاً، فمجلس النواب كان قد اتّخذ قراراً بعدم إقرار قانون الانتخاب قبل انتخاب رئيس الجمهورية، ولكي يتخلّص من هذه العقدة ويستطيع وضع قانون الانتخاب على جدول الاعمال لنجتمع مجدّداً في المجلس النيابي لكي يستطيع التراجع عن قراره في جلسة تتضمن عدداً من بنود تشريع الضرورة، على أن يُدرج قانون الانتخاب بنداً أوّلاً في جلسة تليها مباشرةً، لكنّهم رفضوا الحلّ الذي طرحه، لذلك يَطرح لهم اليوم اللاحل في اللجان المشتركة».
رئيس لسنتين؟
في غضون ذلك، تفاعلَ الطرح الإعلامي حول انتخاب رئيس تكتّل «الإصلاح والتغيير» النائب ميشال عون رئيساً لمدّة سنيتن، وأكّد بري أمس أن لا علمَ له في هذا الموضوع، وقال: «هذا الكلام هو في حدّ ذاته تضييعُ وقت. لماذا؟ لأنّ مثلَ هذا الاقتراح يحتاج الى تعديل دستوري، فإذا كنّا نستطيع ان نعدّل الدستور نستطيع ان ننتخب رئيساً».
الحريري
من جهته، قال الرئيس سعد الحريري إنّ «ما يُطرح من مخارج لانتخاب رئيس للجمهورية لمدّة سنتين أو أيّ مدة مختصرة أخرى، إنّما يحتاج إلى تعديل دستوري، ونحن لسنا في وارد الموافقة على طروحات كهذه، لأننا نَعتبر أنّ الحلّ الدستوري والطبيعي الأمثل لأزمة الفراغ الرئاسي هو بنزول النواب إلى المجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية لمدّة ستّ سنوات.
«الكتائب»
ورفعَ حزب الكتائب «لاءً كبيرة في وجه تقصير ولاية رئيس الجمهورية» واعتبَر «أنّ أفقَ الرئاسة ليس مسدوداً على الإطلاق، والترشيح لا ينحصر ولن ينحصر يوماً بمرشّحَين اثنين، بل هو مفتوح على مدى أوسع يشمل طاقات حيّة بعيدة عن الاصطفاف السياسي».
بكركي توضح
من جهتها، أوضَحت بكركي عبر المكتب الإعلامي في الصرح البطريركي أنّ بعض وسائل الإعلام نشر»وثيقة مكتوبة من صفحتين نقلاً عن الوزير السابق وئام وهاب الذي قال إنّها نسخة عن الوثيقة التي قدّمها غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في17 نيسان 2016، وتوضيحاً لذلك يؤكّد المكتب الإعلامي أنّ هذه الوثيقة تختلف تماماً عن الوثيقة التي سَلّمها غبطته الى فخامة الرئيس هولاند، وبالتالي فهي ليست صحيحة».
وأشار «إلى انّ غبطته تلقّى كثيراً من الكتابات والاقتراحات في مناسبة زيارة الرئيس هولاند، كذلك نُشِرت في الصحف رسائل عدّة مفتوحة، لكنّ مذكرة البطريرك تختلف عنها كلها».
اللواء :
بيروت العاصمة على موعد اليوم مع إعلان الرئيس سعد الحريري «لائحة التوافق» من بيت الوسط، والتي يرأسها المهندس جمال عيتاني، والتي تضم 24 مرشحاً لعضوية بلدية بيروت الممتازة مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، بعدما تمكنت الاتصالات من تذليل أخر العقد، لا سيما التي واجهت المرشحين المسيحيين بين أحزاب ونواب ورجال دين.
وعبر الرئيس سعد الحريري بقوة عن هذا التوجه لدى استقباله العائلات البيروتية، حيث أكّد امامها رفضه مطالبة البعض بلوائح طائفية أو مذهبية صرفة، معتبراً ان اجراء الانتخابات هو الرد على محاولات تعطيل الحياة السياسية في البلاد، مؤكداً ان الانتخابات ستجري في موعدها للنهوض ببيروت وسائر المدن.
وبصرف النظر عن مآل اللوائح الأخرى التي تطمح إلى خوض الانتخابات، في ظل إرباك يواجهها يتعلق بالترشيحات والتحالفات والدعم السياسي (عددها 4) (راجع ص 5)، فإن حدثاً نادراً قد يكون الأوّل من نوعه، منذ انتهاء الحرب وإعادة بناء الدولة، في ضوء دستور الطائف، وقع امام حرم الجامعة الأميركية في بيروت أمس، بين طلاب من حزب الكتائب ومناصري الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يتهم أحد الأفراد المنتمين إليه بأنه اغتال الرئيس بشير الجميل بعد أقل من أسبوعين على انتخابه في العام 1982 وقبل ان يتسلم مهامه الدستورية.
فقد تحول «يوم بشير الجميل» في الجامعة إلى اشتباك بالايدي بين الطرفين وفور رؤية طلاب الكتائب يحملون صوراً لقائد «القوات اللبنانية» الراحل، تجمع القوميون واطلقوا عبارات مسيئة له، مما اثار حفيظة طلاب الكتائب الذين انتفضوا في وجه الإساءة.
وعلى الفور حضرت قوى الامن الداخلي وطوقت الاشكال وفصلت بين الطرفين، الا ان القوميين اعتصموا امام مبنى الجامعة وقطعوا شارع بلس امام السيّارات والمارة، رافعين اعلام الحزب والمقاومة الوطنية، مشيدين بمؤسس «القومي»، عارضين صور الجميل مع الإسرائيليين قبل الاقدام على حرقها.
وتوقفت أوساط سياسية امام هذا الاشكال، ليس بحجمه، بل بتوقيته وخلفياته السياسية والتاريخية، وإعادة ايقاظ صورة المواجهات والتظاهرات والتظاهرات المضادة بين أحزاب اليمين واليسار عشية الحرب الأهلية عام 1975.
وقالت هذه الأوساط ان هذا الحادث ايقظ ذاكرة اللبنانيين التي عايشت الحرب، معربة عن مخاوفها من ان يترك هذا الحادث ذيولاً تؤثر على الأجواء الديمقراطية للانتخابات البلدية والاختيارية.
«تخريجة» برّي
على ان المشهد غير الصحي على الأرض، في أكثر من محافظة ومنطقة، واجهه أمس، قرار من الرئيس نبيه برّي بعدم الدعوة إلى جلسة تشريعية «بتخريجة نظامية» تقضي بافساح المجال امام اللجان المشتركة لدراسة 17 مشروع واقتراح قانون يتعلق بقانون الانتخاب المطلوب اقراره لاجراء الانتخابات على أساسه، على ان تنتهي دراسة اللجان إلى مشروع أو اثنين يمكن وضعهما على جلسة لإقرار القانون، من ضمن جلسات تشريع الضرورة.
وجد الرئيس برّي متسعاً من الوقت، مؤثراً التفاهم على التصادم، والإجماع على التوافق، وحتى لا تشعر الأحزاب المسيحية انها مستهدفة.
وعبر الرئيس برّي عن حيثية قراره بأن «هذا الموقف ليس تراجعاً عن قناعاتي، بل هو احترام لكم وحرصاً على لبنان.. فقانون الانتخاب كما البلد بحاجة إلى توافق».
ليس سبب ارجاء دعوة مكتب المجلس للاجتماع يرتبط بالنصاب، ولا بتغيير قناعاته بان للمجلس الحق بالتشريع في كل حين، بل لأن هناك متسعاً من الوقت، وليس نبيه برّي من يزايد عليه ميثاقياً، لكنه استدرك «عندما أجد ان هناك خطراً على البلد سأفعل مثلما فعلت في 2015» (أي عقد جلسة تشريعية بمشاركة كل الاطراف).
ومع هذه النتيجة، سحبت الذرائع لاجواء سياسية متوترة.
وساهم في تعزيز أجواء الاسترخاء السياسي ما أعلنه الرئيس سعد الحريري انه لم يسمع ولن يسير باقتراح سنتين رئاسة للعماد ميشال عون، أولاً لأنه يحتاج إلى تعديل دستوري، وثانياً لأن الحل الدستوري يكون بالنزول إلى مجلس النواب وانتخاب رئيس لمدة ست سنوات.
وهذا الموقف يتفق مع ما أعلنه الرئيس برّي في مؤتمره الصحفي لجهة رفضه اقتراح السنتين.
اما بكركي فقالت عبر مكتبها الإعلامي ان وثيقة الصفحتين التي كشف عنها الوزير السابق وئام وهّاب، وقال أن البطريرك الماروني بشارة الراعي سلمها للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لدى زيارته إلى بيروت، مختلفة عن وثيقة البطريرك، نافياً صحة وثيقة وهّاب، الأمر الذي أراح النائب ميشال عون، وطوى صفحة من السجال بين الرابية وبكركي ولو إلى حين.
والسؤال: ما الذي طرأ حتى أقدم الرئيس برّي على إرجاء الجلسة التشريعية التي كانت مقررة في الأسبوع الأوّل من أيار المقبل، من دون أن يُحدّد موعداً احتمالياً لجلسة تشريع الضرورة الملحّة؟
وفقاً لمعلومات «اللواء» أن اتصالات جرت في نهاية الأسبوع بين الرابية وحارة حريك وعين التينة، بحثاً عن مخرج، بحيث أن لا تعقد جلسة تشريعية بغياب «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» على الأقل.
وإزاء عدم التوصل إلى تفاهم حول هذا الموضوع، ونظراً إلى أن لا إلحاحية تتسبب بشرخ وطني وتفرض عقد الجلسة، فيما المطلوب إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في أجواء مريحة، والحفاظ على الاستقرار السياسي وطاولتي الحوار التي ترعاهما عين التينة وعدم إفقاد الرئيس برّي صفة الراعي التوافقي، وهمزة الوصل بين كل الكتل والأطراف، مع دخول فريقي 8 و14 آذار «في حالة موت سريري» بتعبير الرئيس برّي، لجأ رئيس المجلس إلى هذا التدبير.
وأضافت المعلومات أن الرهان على إجراء الانتخابات الرئاسية عاد إلى الواجهة، وإن كانت الحلول للرئاسة الأولى غير جاهزة بعد، في ضوء عودة التجاذب الكبير، على خلفية انهيار الهدنة السورية وتجدد العمليات القتالية والانتحارية في سوريا والعراق.
ترحيب مسيحي
وفي رأي عضو تكتل «الاصلاح والتغيير» سليم سلهب لـ«اللواء» أن الرئيس برّي أوجد المخرج اللائق لعدم عقد جلسة تغيب عنها الميثاقية، وأن الاختبار الحقيقي يكون باللجان المشتركة لمعرفة ما إذا كان في الإمكان التوصل إلى قانون انتخاب تجمع عليه الكتل النيابية بعد خلط الأوراق وسقوط تكتلي 8 و14 آذار.
ورأى عضو كتلة «القوات» النائب فادي كرم أن مخرج برّي فتح الباب لنقاش أوسع حول قانون الانتخاب داخل اللجان المشتركة وخارجها.
ولاحظ عضو كتلة الكتائب النائب فادي الهبر أن الرئيس برّي لم يشأ مخالفة الميثاقية، معتبراً أن الحل الوحيد في انتخاب رئيس جديد للجمهورية يفتح الباب أمام التشريع وتأليف حكومة جديدة.
مكتب الحريري
في هذا الوقت، سفّه المكتب الإعلامي للرئيس الحريري ما أوردته جريدة «السفير» نقلاً عن صحف فرنسية من أن أفراداً من شبكة متهمة بتبييض أموال مخدرات عصابات كولومبية لصالح حزب الله، وأنهم سلّموا أموالاً إلى المحامي بشارة طربيه باعتباره محامي الرئيس الحريري، وأن طربيه أبلغهم أن الأموال ستسلم إلى الرئيس الحريري، واصفاً مزاعم الشبكة بأن لا أساس لها من الصحة، وأن طربيه ليس محامياً للرئيس الحريري ولا تربطه به لا علاقة شخصية ولا مهنية، وأن هذا الأسلوب للنيل السياسي الرخيص من الشرفاء هو لحرف الأنظار عن الحقيقة وحقيقة من يشغل هؤلاء.
واستأثرت الرؤية التي قدمها ولي ولي عهد المملكة العربية السعودية وزير الدفاع الأمير محمّد بن سلمان بعنوان: «السعودية 2030» باهتمام لبناني واسع، لجهة الاطمئنان إلى استقرار الأوضاع في المملكة، وهو الأمر الذي يهم اللبنانيين، باعتباره يُشكّل اطمئناناً إلى مصيرهم ووضعهم في المملكة ودول الخليج.
ووصف الرئيس الحريري في سلسلة تغريدات له عبر «تويتر» الشخصية القيادية التي أظهرها الأمير محمّد بن سلمان في مقاربته الملفات الصعبة بأنها قيمة مضافة لصدقية الرؤية وأهميتها للنجاح في مواجهة التحديات، مقدّماً التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بهذا الإنجاز.
وعشية جلسة مجلس الوزراء، غداً، وعلى الرغم من ارجاء الجلسة التشريعية، تمسكت هيئة التنسيق باضرابها اليوم، للمطالبة بإقرار سلسلة الرتب والرواتب، فيما أعلن اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة ان أبواب المدارس ستبقى مفتوحة.
الاخبار :
يدخل الحزب الشيوعي في مرحلة جديدة تغاير المرحلة الممتدّة من المؤتمر التاسع (2003) إلى يومنا هذا. إذ في الساعة الخامسة من مساء اليوم، تلتئم اللجنة المركزية المنتخبة أخيراً لانتخاب النقابي حنا غريب أميناً عاماً... بالتزكية
تنعقد اللجنة المركزية الجديدة للحزب الشيوعي اليوم لانتخاب أمين عام جديد للحزب خلفاً للدكتور خالد حدادة الذي أبلغ «الأخبار» عدم نيته للترشّح. وبالتالي، يرجَّح أن يفوز النقابي حنا غريب بمنصب الأمين العام بالتزكية.
وبحسب النظام الداخلي للحزب، ستدعى اللجنة المركزية، خلال فترة 10 أيام إلى أسبوعين، لانتخاب أعضاء المكتب السياسي الجديد، على أن يكون الأمين العام المنتخب قد وضع النقاط الرئيسية لخطة عمله، وبالتالي التصوّر المقبل لعمل المكتب السياسي، ما يسهّل اختيار الأعضاء الجدد. وبعدها يصار إلى توزيع المهمات على الفريق المختار.
وأكد حدادة عدم ترشحه من جديد إلى الأمانة العامة، «فأنا أحترم نتائج التصويت». وقال: «بالنسبة إليّ، فإن الأهم خروج الحزب من المؤتمر موحَّداً». وأضاف: «حنا غريب رفيق نضال منذ أيام الجامعة اللبنانية، وعندي معرفة وثقة كاملة به، وسأدفع إلى تزكيته». وأكد: «لست مرشحاً لمنصب الأمين العام، ولا لأي منصب قيادي آخر. فليأخذ الشباب مكانهم وسنكون داعمين لهم. الحزب وقضية التغيير في البلد هما الأساس. مبروك للبلد الذي يحتاج اليوم للحزب الشيوعي». وختم حدادة: «خُلقت مناضلاً وأعود مناضلاً».
غريب سيقود الحزب لثلاث سنوات في ولاية تنتهي في نيسان 2019 مع انعقاد المؤتمر الثاني عشر للحزب الأقدم في لبنان، والذي يواجه أزمات مختلفة منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، إذ شهد انشقاقات أبرزها «اليسار الديموقراطي» بقيادة القياديين نديم عبد الصمد وإلياس عطا الله. كذلك خرج من صفوفه مئات الكوادر الذين يبرزون اليوم في مؤسسات عامة وخاصة، وتسعى القيادة الجديدة للحزب إلى إعادة استقطابهم.
وكان المؤتمر الحادي عشر للحزب قد أنهى أعماله ليل أول من أمس بانتخاب اللجنة المركزية الجديدة، ففازت لائحة المعارضة بقيادة غريب بغالبية 47 مقعداً مقابل 13 للقيادة القديمة. وأظهرت الانتخابات خسارة عناصر قيادية بارزة في فريق القيادة القديمة، أبرزهم نديم علاء الدين، علي سلمان، عبد فتوني، رجا سعد الدين، إبراهيم الحاج، كاسترو عبد الله، نضال الشرتوني، مفيد قطيش، ربيع ديركي، رضا سعد. بينما دخلت القيادة الجديدة عناصر شابة، أبرزهم: غسان ديبة، أدهم السيد، عربي العنداري، عمر ديب، رائد عطايا، يانا السمراني، جنى نخال، باسل سابا، منذر يحيى، أيمن ضاهر، جمال بدران وأيمن مروة.
أما أبرز الغائبين عن المؤتمر ونتائجه، فكان الأمين العام الأسبق فاروق دحروج ونائبه سعد الله مزرعاني، وما يعرف بمجموعة «علاء المولى». وبعض هؤلاء فصلوا من الحزب في فترات سابقة بسبب خلافات تنظيمية.
وكانت المرحلة التي شهدت تحضيرات للمؤتمر الذي تأجل موعده أكثر من مرة، قد شهدت خلافات بين المجموعات البارزة فيه، على خلفيات تنظيمية وإدارية، أكثر منها سياسية.
بالنسبة إلى المجموعة القيادية الجديدة، فهي تتميز أولاً بشخصية النقابي غريب الذي يحظى باحترام غالبية الشيوعيين في لبنان وتقديرهم. فإلى تاريخه النضالي الواسع، وحضوره على الصعيد العام، يعوّل كثيرون على ديناميته ونشاطه ونزعته النقدية التي ستميّز عمل القيادة الجديدة من دون الذهاب نحو خيارات سياسية مختلفة، بل تحويل الحزب «من حزب يعمل بردة الفعل ويلزم ملفات العمل إلى حزب مؤسسات».