يدخل الحزب الشيوعي في مرحلة جديدة تغاير المرحلة الممتدّة من المؤتمر التاسع (2003) إلى يومنا هذا. إذ في الساعة الخامسة من مساء اليوم، تلتئم اللجنة المركزية المنتخبة أخيراً لانتخاب النقابي حنا غريب أميناً عاماً... بالتزكية

 

تنعقد اللجنة المركزية الجديدة للحزب الشيوعي اليوم لانتخاب أمين عام جديد للحزب خلفاً للدكتور خالد حدادة الذي أبلغ «الأخبار» عدم نيته للترشّح. وبالتالي، يرجَّح أن يفوز النقابي حنا غريب بمنصب الأمين العام بالتزكية.

وبحسب النظام الداخلي للحزب، ستدعى اللجنة المركزية، خلال فترة 10 أيام إلى أسبوعين، لانتخاب أعضاء المكتب السياسي الجديد، على أن يكون الأمين العام المنتخب قد وضع النقاط الرئيسية لخطة عمله، وبالتالي التصوّر المقبل لعمل المكتب السياسي، ما يسهّل اختيار الأعضاء الجدد. وبعدها يصار إلى توزيع المهمات على الفريق المختار.
وأكد حدادة عدم ترشحه من جديد إلى الأمانة العامة، «فأنا أحترم نتائج التصويت». وقال: «بالنسبة إليّ، فإن الأهم خروج الحزب من المؤتمر موحَّداً». وأضاف: «حنا غريب رفيق نضال منذ أيام الجامعة اللبنانية، وعندي معرفة وثقة كاملة به، وسأدفع إلى تزكيته». وأكد: «لست مرشحاً لمنصب الأمين العام، ولا لأي منصب قيادي آخر. فليأخذ الشباب مكانهم وسنكون داعمين لهم. الحزب وقضية التغيير في البلد هما الأساس. مبروك للبلد الذي يحتاج اليوم للحزب الشيوعي». وختم حدادة: «خُلقت مناضلاً وأعود مناضلاً».
غريب سيقود الحزب لثلاث سنوات في ولاية تنتهي في نيسان 2019 مع انعقاد المؤتمر الثاني عشر للحزب الأقدم في لبنان، والذي يواجه أزمات مختلفة منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، إذ شهد انشقاقات أبرزها «اليسار الديموقراطي» بقيادة القياديين نديم عبد الصمد وإلياس عطا الله. كذلك خرج من صفوفه مئات الكوادر الذين يبرزون اليوم في مؤسسات عامة وخاصة، وتسعى القيادة الجديدة للحزب إلى إعادة استقطابهم.


حدادة: لست مرشحاً
لمنصب الأمين العام ولا لأي منصب قيادي آخر

 


وكان المؤتمر الحادي عشر للحزب قد أنهى أعماله ليل أول من أمس بانتخاب اللجنة المركزية الجديدة، ففازت لائحة المعارضة بقيادة غريب بغالبية 47 مقعداً مقابل 13 للقيادة القديمة. وأظهرت الانتخابات خسارة عناصر قيادية بارزة في فريق القيادة القديمة، أبرزهم نديم علاء الدين، علي سلمان، عبد فتوني، رجا سعد الدين، إبراهيم الحاج، كاسترو عبد الله، نضال الشرتوني، مفيد قطيش، ربيع ديركي، رضا سعد. بينما دخلت القيادة الجديدة عناصر شابة، أبرزهم: غسان ديبة، أدهم السيد، عربي العنداري، عمر ديب، رائد عطايا، يانا السمراني، جنى نخال، باسل سابا، منذر يحيى، أيمن ضاهر، جمال بدران وأيمن مروة.
أما أبرز الغائبين عن المؤتمر ونتائجه، فكان الأمين العام الأسبق فاروق دحروج ونائبه سعد الله مزرعاني، وما يعرف بمجموعة «علاء المولى». وبعض هؤلاء فصلوا من الحزب في فترات سابقة بسبب خلافات تنظيمية.
وكانت المرحلة التي شهدت تحضيرات للمؤتمر الذي تأجل موعده أكثر من مرة، قد شهدت خلافات بين المجموعات البارزة فيه، على خلفيات تنظيمية وإدارية، أكثر منها سياسية.
بالنسبة إلى المجموعة القيادية الجديدة، فهي تتميز أولاً بشخصية النقابي غريب الذي يحظى باحترام غالبية الشيوعيين في لبنان وتقديرهم. فإلى تاريخه النضالي الواسع، وحضوره على الصعيد العام، يعوّل كثيرون على ديناميته ونشاطه ونزعته النقدية التي ستميّز عمل القيادة الجديدة من دون الذهاب نحو خيارات سياسية مختلفة، بل تحويل الحزب «من حزب يعمل بردة الفعل ويلزم ملفات العمل إلى حزب مؤسسات».
وتعتبر القيادة الجديدة (المفترضة) أنها أمام تحديات كبيرة، أبرزها إعادة حضور الحزب في كل الساحات والميادين السياسية والنقابية، ورفع مستوى النشاط على كافة المستويات، والانخراط أكثر في القضايا الوطنية، وإلغاء ما يطلق عليه بعضهم «المساحة الرمادية التي عطلت دور الحزب». أما على الصعيد التنظيمي، فإن التحدي الأبرز هو تنشيط عمل القطاعات لإعادة جذب الشيوعيين المنقطعين عن العمل الحزبي منذ فترة طويلة، وخلق مساحات حوار وتفاعل مع المجموعات اليسارية في لبنان والعالم العربي، وتقديم خطاب يهدف إلى استقطاب تيار جديد من الشيوعيين.