كثر الحديث حول الانتخابات التي يعد انتشارها من أهم تطورات النظام السياسي الغربي الحديث. وقد انتشر هذا المفهوم مع مفاهيم أخرى من العالم الغربي إلى دول أخرى خارجه.
وتعني الانتخابات الإجراء الرسمي لاختيار شخص ما لوظيفة رسمية، أو قبول أو رفض مقترح أو قرار سياسي ما عن طريق التصويت، فهي هنا وسيلة من وسائل اتخاذ القرارات السياسية.. و قد تزامن انتشار ممارسة الانتخابات للتعيين في المناصب الرسمية مع ظهور الحكومات ذات التمثيل الشعبي في أوروبا وأمريكا الشمالية في القرن السابع عشر.. ويعني ذلك أن يختار الناخب أحد الأشخاص، أو أحد الخيارات، أو المقترحات المتاحة له فيما يتعلق بالأمور العامة للبلاد. و يعد وجود الخيارات سواء في المرشحين أو في القرارات ضرورة من ضرورات الانتخابات و بدونها لا يمكن تسمية إجراء ما إجراء انتخابي حقيقي، فلا تستقيم الانتخابات بوجود مرشح واحد.
وينظر الكثير من المؤيدين للانتخابات من المشرعين، وعلى وجه الخصوص في البلدان الغربية الليبرالية، إلى الانتخابات بصفة عامة وبكافة أشكالها على أنها تلبية لحق من حقوق الإنسان التي وردت في ميثاق حقوق الإنسان وهو “حق الإنسان وحريته في المشاركة في إدارة شئون المجتمع الذي يعيش فيه”.
ولذلك ينظر للانتخابات على أنها قضية سياسية يقيم بموجبها أداء الحكومات السياسي وتمارس الرقابة عليها. فالهدف الأساسي من الانتخابات هو الوصول إلى المشاركة السياسية التي تفضي للاستقرار السياسي والاجتماعي ولتهيئة ظروف ملائمة للنمو والتقدم، والقضاء على الاستفراد بالسلطة والحد من القرارات الفردية العشوائية التي لا يوافق عليها المجتمع.
وتعد الانتخابات أيضاً ضرورة للتمهيد لانتقال بعض المجتمعات من الأطوار البدائية لتشكيل المجتمعات إلى طور المجتمع المؤسساتي المدني، فهي، على سبيل المثال، تعد مدخلاً لتحول المجتمعات ذات الطابع القبلي العشائري الى طور مدني أكثر تنظيما وأكثر وعياً. كما أنه ينظر للانتخابات على أنها شرط من شروط ضمان استقرار الأنظمة والقوانين التي تشكل عاملاً أساسياً في تطمين أصحاب رؤوس المال وجلب الاستثمارات إلى منطقة ما.
للأسف إننا في مجتمع أكثر تفكيره بدائي ينطلق من منطلقات بدائية على أساس العشيرة والعائلة والافخاذ وغيرها من المسميات التي تنتمي للعصر الجاهلي ما قبل الإسلام.
"إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ۚ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَىٰ" [سورة النجم 23] لذا لا تستقيم الأمور إلا بمجتمع راق ومثقف ينطلق على أساس المصلحة العامة التي تصب في مصلحة الجميع ، وينتخب الأصلح على أساس النزاهة والشفافية والقدرة على الإدارة لما ينفع الناس لا على أساس القرب العائلي والعشائري، بل انتخاب الشخص المناسب في المكان المناسب الذي يعمل على تطوير مجتمعنا وإخراجه من براثن التخلف والعصبية.
فالغالب الاعم أن مجتمعاتنا تصوت ولا تنتخب لإنها لا تفكر بالنتائج من هنا نرى انعدام التطور في مجتمعاتنا.
لذا أتوجه إليكم أيها الأحبة من القلب إلى القلب أن نفكر قبل الإقدام على التصويت فإن الله تعالى قال في كتابه العزيز.
( وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السعير )