وصف نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، كلام قائد الثورة الإسلامية آية الله الخامنئي الأخير عن حزب الله بأنه "كلام النور"، وأكد أن السعودية هي جزء من محور أميركا و"إسرائيل" والإرهاب التكفيري، وهي خزان مالي ضروري لمشاريع أميركا في المنطقة، معلنًا أن هذا المحور له مشاريعه في المنطقة التي تجلت بالاحتلال الصهيوني لفلسطين والغزو الأميركي لأفغانستان وانتشار "داعش"، والتكفيريين في سوريا والعراق، والأعمال الإجرامية المختلفة التي حصلت في الاعتداء الصهيوني على لبنان في تموز 2006، وفي اعتداء السعودية على اليمن، وهكذا نحن أمام مشروع معاد للبنان في المنطقة واستقلالها وخصوصيتها.

  اضاف في حديث الى وكالة "ايرنا" الايرانية: "من هنا نحن كحزب الله مستمرون وعزيمتنا قوية ولن تؤثر فينا تلك البيانات الفارغة من المحتوى والأثر". واكد انه "إلى الآن لا يوجد أية اتصالات بين حزب الله والسعودية، ولم يرسلوا إلينا أي أحد لمناقشة ملف العلاقة بيننا وبينهم، وهم يتخذون الخطوات التصعيدية، اعتقادًا منهم أنها تنفع بالحد من حركتنا، وبالتأثير على مواقفنا، لكننا مستمرون ولن نتأثر بكل هذه الضغوطات، والسؤال المطروح الآن هل تتعظ السعودية وتقف عند حد وتفكر بالحل أم لا؟ بحسب الظاهر حتى الآن هم غارقون في حقدهم وفي الاستمرار في عدوانهم في الأماكن المختلفة ومنها اليمن على وجه التحديد، حيث يقصفون المدنيين ويقتلون الأطفال ويدمرون المساجد والمدارس والأسواق من دون رحمة، لأنهم فشلوا في عملهم، لا أعتقد أنه في القريب المنظور سيكون هناك حركة سعودية تراجعية أو محاولة فتح قنوات مع الأطراف المعادية لها".

  وأوضح الشيخ قاسم أن "سبب عدم استجابة السعودية للحوار له علاقة بنظرة السعودية إلى نتائج الحوار مع إيران، هم يعتقدون أنهم بمجرد أن جلسوا على طاولة واحدة مع إيران يعني أن إيران أصبح لها مشروعية في داخل المنطقة وتستطيع أن تزيد من نفوذها، أما إذا بقيت العلاقة متوترة والتباعد قائم فهذا يعني أن السعودية ستستخدم نفوذها لتمنع القوى المختلفة من التواصل مع إيران، أو لتضع حدًا لزيادة نفوذ إيران في المنطقة".

  وعما يحكى عن تسوية أزمات المنطقة، ونصيب لبنان منها، قال الشيخ قاسم: "لم يحن وقت زمن التسويات حتى الآن، ويبدو أن الأمور تتطلب بعض الوقت، أقله أشهرًا إلى الأمام وقد يتجاوز الأمر أكثر من سنة، ريثما تتبلور الأمور الموضوعية لبعض الحلول والتسويات، إلى الآن يرى أصحاب المشروع المعادي أنهم بحاجة إلى تعديل موازين القوى على الأرض، وأنهم غير مستعدين للاعتراف بمحدوديتهم وضعفهم وعجزهم، لأن أي حل سيأخذ بعين الاعتبار النتائج الموجودة في سوريا وهي لمصلحة الدولة السورية والمقاومة أكثر مما هي لمصلحة الطرف الآخر. بناء عليه لا يوجد شيء حاضر في لبنان في هذه المرحلة".

  وعن تقييمه لأزمة الرئاسة اللبنانية، أوضح الشيخ قاسم أن "هذه الأزمة هي أزمة محلية أولاً وإقليمية ثانيًا، وبالتالي ما زالت الطروحات والمواقف كما هي ولم تتغير، ولا يوجد تعديل إقليمي يستدعي إعادة نظر، ولا يوجد قدرة داخلية عند بعض الأطراف لاتخاذ القرارات، لذلك أزمة الرئاسة طويلة". اضاف "كل الأطراف وصلوا إلى مرحلة الطريق المسدود ويفكرون ببعض الحلول التي يمكن أن تفتح ثغرة، لكنهم يريدون الحلول أن تكون في إطار ما يفكرون به، وليس في إطار ما يعالج أصل المشكلة، وعندما طرح حزب الله دعم ترشيح العماد عون كان ذلك نظرًا لموقعية الجنرال عون في الساحة المسيحية والساحة اللبنانية عمومًا والتأييد الواسع الموجود له على المستوى الشعبي وخاصة عند المسيحيين، ما يجعل اختيار العماد عون اختيارًا منطقيًا واختيارًا لشخص يستطيع أن يقوم بالتزامات ويطمئن الأطراف المختلفة على رؤية واضحة، لكن "المستقبل" ومن معه لا يريدون الجنرال عون"، مؤكدًا أن "أي طرح آخر هو في الواقع إسقاط مشروع طرح العماد عون، وهذا لا يمكن أن نقبل به في هذه المرحلة التي يستمر فيها العماد عون في الترشح".

  وعمّا إذا كان يرى إمكانية لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قبل حلول الـ24 من أيار المقبل، قال الشيخ قاسم: "لا نعلم متى تتغير بعض الظروف لمصلحة تغيير بعض المواقف لانتخاب الرئيس، لكن يبدو أننا أمام أزمة مستمر لفترة من الوقت".