قالت مصادر مطلعة على جهود وإنضاج لائحة المرشحين الـ24 للمجلس البلدي في العاصمة بيروت، أن صورتها باتت شبه مكتملة وأنها قد تعلن الأسبوع الطالع.
وأوضحت المصادر أن الاتصالات التي يجريها زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري، وعدد من نواب العاصمة مع القوى السياسية والفاعليات العائلية، أدت الى إزالة عقبات أمام إنجاز اللائحة التي سيتوزّع أعضاؤها مناصفة بين المسلمين والمسيحيين موزّعين على كل المذاهب.
وذكرت المصادر أن اللائحة برئاسة المرشح الذي أعلن عنه الحريري الأسبوع الماضي، المهندس جمال عيتاني، ستضمّ إيلي أندريا كنائب للرئيس، بعدما حسم أمر التوافق على اسمه، خصوصاً أنه يحظى بدعم مطران بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة، وأن هناك حرصاً على رعاية المرجعيات الروحية المسيحية لتسمية عدد من المرشحين المسيحيين الـ12 في المجلس البلدي.
وأكدت المصادر لـ «الحياة»، أن اللائحة ستضم الى مرشحي تيار «المستقبل»، مرشحين مسيحيين ممن سمتهم القوى السياسية التي لها وجود وازن في بيروت، بدءاً بالوزير ميشال فرعون، مروراً بحزبي الطاشناق والهنشاق الأرمنيين، والكتائب، انتهاء بـ «التيار الوطني الحر» و «القوات اللبنانية».
وأشارت المصادر الى أن اكتمال عقد اللائحة ينتظر تسمية ممثلي «التيار الحر» و «القوات» اللذين يتواصل معهما فرعون وينتظر حصوله على جواب منهما في اليومين المقبلين. وهي تضمّ بين المرشحين المسلمين إضافة الى من سماهم «المستقبل»، «الجماعة الإسلامية»، جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، «حزب الحوار» الذي يرأسه فؤاد مخزومي، الحزب التقدمي الاشتراكي، ومرشحاً عن حركة «أمل»، فيما انسحب بعد ظهر أمس، المرشح عماد بيضون الذي يمثل العائلة الشيعية المتجذرة في العاصمة، والذي هو من أقطاب الجمعية العاملية الخيرية العريقة.. وقالت المصادر أن اللائحة لن تضمّ مرشحاً عن «حزب الله».
وكان الحريري شدّد على وحدة صف أبناء العاصمة بيروت، وحضّهم على «التكاتف لمواجهة التحديات التي تواجه بيروت والوطن عموماً»، منبهاً الى أن «هناك محاولات متواصلة لزرع الشقاق والفتنة واختراق الصفوف، ومواجهتها تتم بوحدة الصف والالتفاف حول مشروع الدولة وإكمال مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الوطنية، للنهوض بلبنان والحفاظ على صيغة العيش المشترك بين كل اللبنانيين».
وأكد الحريري أمام وفد موسّع يمثّل الأحزاب والجمعيات والعائلات الكردية والماردينلية العربية زاره في منزله، أنه «مهما طال التعطيل وتعقدت الأمور، فإنه سيتم في النهاية انتخاب رئيس للجمهورية».
وشكر الوفد للحريري اختياره المرشح الكردي عدنان عميرات، على لائحة بيروت. وهذه المرة الأولى التي تحصل فيها خطوة كهذه. وخلال اللقاء الذي شارك فيه المرشح عيتاني، لفت الحريري الى «أن الانتخابات البلدية ستُجرى في مواعيدها المحددة، هناك محاولات لإحداث بلبلة بين الناس، لكن كل هذه المحاولات ستبوء بالفشل».
وخاطب الوفد قائلاً: «نحن وإياكم سنكمل المسيرة على رغم كل التحديات، وحرصنا على أن تمثل اللائحة التي سنشكلها كل المكونات، ومن ضمنها الأكراد الذين يمثلون شريحة مهمة من شرائح العاصمة». وأضاف: «كما وقفتم معنا في الصعوبات، خصوصاً خلال استشهاد والدي الرئيس رفيق الحريري، وفي العديد من الأوقات الصعبة، سنبقى إلى جانبكم».
واعتبر رئيس حزب «الولاء الكردي» محمد عميرات، أن «تخصيص مقعد في اللائحة المرتقبة لتمثيل الأكراد، يعبّر عن مدى التجاوب مع المطالب المزمنة للأكراد».
وكان الحريري شدّد مساء أول من أمس، على أن انتخاب رئيس للجمهورية «سيشكّل مفصلاً مهماً في إعادة انتظام مسيرة الدولة». وقال أمام زواره من عائلات بيروتية: «إذا تأمّن النصاب سأنزل إلى المجلس النيابي وأنتخب رئيساً، وحتى إذا فاز العماد ميشال عون سأكون أول المهنئين وأقول له: مبروك يا جنرال، فوصول أي شخص إلى سدة الرئاسة أفضل من الفراغ».
وجدّد التزامه بتحالفاته «على رغم بعض التفاوت في الآراء السياسية»، داعياً الى «التصويت للائحة التي سنشكّلها»، مؤكداً السعي «الى التوافق مع كل الأحزاب في بيروت، للتوصّل إلى اللائحة الأفضل التي تضم كل مكونات المجتمع البيروتي».
صيدا
وفي صيدا، وفي إطار الاجتماعات التشاورية مع العائلات والقطاعات والهيئات الصيداوية حول الاستحقاق البلدي في المدينة، التقى رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري، عائلة الحريري وأنسباءها من آل حجازي وآل الشريف، وجرى حوار ونقاش حول شؤون المدينة ومشاريعها.
وشددت الحريري على ضرورة تمكين صيدا «من مواجهة الاستحقاقات بالتمسك بثوابتها في الاستقرار وعدم الانجرار الى الاحتقان والتصادم وبالحفاظ على التنوع فيها». وأشارت إلى أن «كل ما سيتبلور اللقاءات سيكون محور ورش عمل تشارك فيها القطاعات لكتابة برنامج عمل بلدي ينطلق من إرضاء الناس وبشراكة حقيقية معهم».
ونوه السنيورة بنجاح المجلس البلدي الحالي برئاسة محمد السعودي لا سيما على الصعيد البيئي، وشدد على «دور الشباب في حمل قضايا المدينة ومشاريعها».
إقليم الخروب
وعُقد في مركز «الجماعة الإسلامية» في بيروت، لقاء ضمّ رئيس المكتب السياسي للجماعة أسعد هرموش والأمين العام لـ «تيار المستقبل» أحمد الحريري وأمين السر العام في الحزب «التقدمي الاشتراكي» ظافر ناصر، وتركز البحث على الانتخابات البلدية في إقليم الخروب. واتفق المجتمعون على «إجراء المزيد من المشاورات لصَوغ تفاهمات ترضي أهالي المنطقة وتكون منطلقاً لخدمتها وإنمائها».
وكان نـــائـــب «الجماعــة الإسلامية» عماد الحوت رأى أن «لا جدية في مسألة إجراء الاستحقاق البلدي، بدليل أن أياً من القوى السياسية لم تجهز ماكينتها الانتخابية بعد، لكن في الوقت ذاته أي طرف لن يقول علناً إنه لا يريد إجراء الانتخابات البلدية». وقال لـ «صوت لبنان» إن «الجماعة الإسلامية تعتبر هذه الانتخابات ملفاً إنمائياً يرتكز على توافق العائلات بعيداً من العوامل السياسية، لتجنيب المدن الكبرى معارك سياسية»، مضيفاً: «أجبرنا على خوض معركة سياسية في صيدا ضمن أطر التنافس الديموقراطي لكن سنبقي على احترام رغبات العائلات».
إلى ذلك، طلب رئيس «التيار الوطني الحرّ» الوزير جبران باسيل من الذين يتعاطون الانتخابات البلدية والاختيارية ترشيحاً أو بحثاً بشأنها «عدم استعمال شعارات «التيار» على أي مادة إعلانية انتخابية وعدم نشر لوائح أو أسماء مرشحة باسم التيار أو الإعلان عن دعم لوائح انتخابية من دون الحصول على الموافقة المحلية المطلوبة من الهيئات المعنية في التيار والموافقة السياسية من رئاسة التيار».
وقدمت أمس، رنا منصور ياسين طلب ترشيحها لعضوية المجلس البلدي في بلدة القصيبة، وهي أول امرأة في قضاء النبطية تترشح رسمياً لخوض الانتخابات البلدية.