مع عودة رئيس الحكومة تمام سلام من نيويورك، حيث شارك في التوقيع على اتفاقية باريس للتغير المناخي، تستأنف الحركة السياسة نشاطها مع الجلسة المرتقبة لمجلس الوزراء الاربعاء المقبل بديلا من الخميس الذي يصادف بدء اسبوع الآلام لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي. ولا تتوقع مصادر وزارية أن تشهد الجلسة أية حماوة مع إستبعاد طرح الملف الخلافي المتعلق بأزمة جهاز أمن الدولة، بعدما تُرك أمر معالجته لعناية رئيس الحكومة، وأعطي مهلة كافية للعودة الى المجلس بإقتراحات الحلول التي يجدها مناسبة في ضوء ما سيتوصل اليه في حصيلة مشاوراته وإتصالاته.

اما جدول الاعمال، فيستكمل البحث ببنود مؤجلة من الجلسة السابقة، بالاضافة إلى بعض بنود إدارية ومالية.
لكن المجلس سيتناول إنطلاقا من عرض سيقدمه وزير الزراعة أكرم شهيب ما آل إليه ملف النفايات، فضلا عما بلغته المعالجات الجارية في شأن الازمة المستجدة والناجمة عن نفوق طيور نتيجة إصابتها بفيروس "إتش 5".
وفي هذا السياق، طمأن شهيب أنه تمت السيطرة على البقعة التي إنتشر فيها الفيروس، في منطقة النبي شيت وكشف لـ"النهار" ان المنطقة خاضعة للمراقبة لمدة 72 ساعة للتأكد من خلوها من المرض. وقال انه تم إتلاف ونفوق نحو 85 الف طير، مشيرا الى انه سيعرض الموضوع على مجلس الوزراء من أجل التعويض على اصحاب المزارع المتضررين، فيما أحيل أصحاب المزارع الذين تبين بعد إجراء التحقيقات أنهم المسؤولين عن الطيور النافقة والمرمية في مناطق عميق والبربارة، علما انه الفحوصات المخبرية بينت خلو هذه الطيور من الانفلونزا المعدية.
وأمل شهيب أن يتم قفل هذا الموضوع بعد طرحه على مجلس الوزراء الاربعاء.
اما فيما يتعلق بملف النفايات، وبعد تفشي روائحها بشكل غير محتمل ومضر في العاصمة، فكشف شهيب أن إنجاز رفع النفايات من بيروت بات مسألة ايام قليلة بعدما تم رفع نحو 500 الف طن، مشيرا الى ان الكميات كانت اكثر من المتوقع بسبب تشبعها بالمياه والتربة نتيجة إمتزاجها بهما على مدى الاشهر الماضية.
وأمل شهيب ان تجهز المناقصات وإستدراج العروض قبل التاسع من ايار المقبل موعد بدء العمل بالاعمال الهندسية لكاسر الموج في ثلاث مناطق من اجل إنشاء خلايا الطمر الصحي.
سياسيا، لم تخل عطلة نهاية الاسبوع من الحركة الانتخابية مع بدء الحملات الانتخابية والاستعدادات الجارية لتشكيل اللوائح.
وفيما لا تزال التسوية في شأن المجلس البلدي لمدينة بيروت غير ناجزة، بعد فشل الاعلان عن لائحة توافقية امس وفي ظل ما يتردد عن إتجاه لدى عدد من العائلات البيروتية لتأليف لائحة في وجه اللائحة التوافقية التي يجري العمل عليها برعاية الرئيس سعد الحريري برئاسة المهندس جمال عيتاني، لم يخلص اجتماع نواب طرابلس الى الاعلان اسم المرشح التوافقي لرئاسة مجلس بلدية المدينة، لكن مصادر المجتمعين اكدت للنهار ان الاتجاه نحو التوافق لا يزال قويا والاكثر ترجيحا نحو اسم المرشح عمر الحلاب الذي يحظى برضى وموافقة فاعليات المدينة. واشارت إلى استمرار المشاورات من اجل بلورة الافكار حيال تشكيلة المجلس خصوصا ان التفاهم جرى على ان يترك لرئيس اللائحة اختيار الاعضاء شرط الا يكونوا من المجلس البلدي السابق.
وليس بعيدا من الأجواء الانتخابية، برزت الجولة التي قام بها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في طرابلس، حيث زار الرئيس نجيب ميقاتي والنائب محمد الصفدي ووزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس. وفي محاضرة ألقاها في جامعة الجنان تحت عنوان "لبناننا لا طوائفنا، وطائفتنا لا طائفيتنا"، أكد باسيل "أننا عندما دعمنا المقاومة دعمناها بوجه إسرائيل وليس بوجه أي طائفة اخرى او ضد السنة والدروز ولم نتخذ يوما موقفا مارونيا شيعيا ضد الآخر بل مع لبنان"، مشيرا الى "أننا دفعنا الغالي ثمن تفاهمنا مع "حزب الله"، و"رغم تفاعلنا الصادق مع السنة بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري تمّ إقصاؤنا". ولفت الى ان "لدى المسيحي اليوم شعور بالغبن، وصفعة وطنية له الاستهزاء بهذا الشعور، فأقمنا التفاهم مع القوات لنرفع الصوت وليسمع الشريك المسلم وجع المسيحيين ويبادر بالتطمين بالفعل وليس بالكلام"، مؤكدا ان "المس بالشراكة والتوازن والمساواة من الأخطار التي تهدد لبنان".
وما لبث ان رد الوزير اللواء أشرف ريفي على باسيل واصفا مواقفه بانها تشكل "استخفافاً بأهل المدينة، وباللبنانيين الذين لم تنس ذاكرتهم، الاحداث التي عاشها لبنان منذ اغتيال الحريري عام 2005 والى اليوم"، مذكرا باسيل ب" دعم العماد ميشال عون لحزب الله في 7 ايار، واصفا ما جرى بأنه عودة للقطار الى السكة، كل ذلك لتوظيف جرائم 7 ايار، بهدف وضع قطار الطموح الرئاسي على سكة مجبولة بدماء اللبنانيين".و قال:"يعرف باسيل أن طرابلس التي يزورها اليوم، تتعرض لمحاولات دائمة لزرع ما يسمى بسرايا المقاومة التي يسعى حليفه حزب الله الى تعميمها كأداة لنشر سلاح الفوضى والفتنة.
اضاف البيان: اما عن كلام باسيل عن "تفاعله بعطف" مع المكون السني بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فنقول له ان السنة في لبنان لا يحتاجون العطف، بل هم موجودون ومستمرون في في قلب مشروع لبنان أولاً الذي استشهد من اجله الرئيس رفيق الحريري، هم اقوياء في انتسابهم لمشروع الدولة، وليس بالاستقواء بسلاح ميليشياوي لتحقيق المكاسب الشخصية الزائلة".