عندما تتحدث عن عبد المنعم يوسف رئيس هيئة أوجيرو يعني تتحدث عن تيار المستقبل، تتحدث عن سعد الحريري، تتحدث عن فؤاد السنيورة، وذلك نظرا للعلاقة التي تربط الرجل بآل الحريري والمستقبل والسنيورة منذ سنوات طويلة، وكان والبيت والتيار والسنيورة صمام الأمان حول عبد المنعم يوسف، هذا فيما مضى. أما اليوم ومع انكشاف فصول فضيحة الإنترنت غير الشرعي، ظهر اسم عبد المنعم يوسف كبطل لهذه الفضيحة الكبيرة التي ينفض الجميع منها يديه، وخصوصا الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل .
وكلما اتسع التحقيق في هذه القضية كلما ظهر إسم عبد المنعم يوسف أكثر حتى طرد من اللجنة النيابية المكلفة بحث الملف، كونه متهما أساسيا وهذا ما أدلى به وزير الصحة وائل أبو فاعور .
وتتوالى الأحداث فصولا وتتضح معالم الفضيحة أكثر فأكثر فينفض الجميع يديه من عبد المنعم يوسف ما رفع أكثر من علامة استفهام، هل رفع الغطاء السياسي عن يوسف؟ ما هو موقف الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل؟ ما هو موقف الرئيس فؤاد السنيورة ؟
يقول متابعون أن ورقة عبد المنعم يوسف سقطت من قاموس الحريري ولم تعد تلك الورقة الصالحة للإستهلاك، وبالتالي فقد أصبح عبد المنعم يوسف وبالا على الحريري يجب التخلص منه، ولذلك فإن الحريري غضّ النظر بشكل كامل عن قضية يوسف خلال الحملة التي تعرض لها، وتركه وحيدا وبعيدا عن تيار المستقبل، حتى شهدت الأيام الماضية إنقطاعا كاملا للعلاقة بين يوسف ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، الأمر الذي يؤشر إلى التخلي الكامل عن عبد المنعم يوسف كمتورط في فضيحة الإنترنت غير الشرعي .
وتتحدث مصادر متابعة أن يوسف بات يشكل عبئا كبيرا على الرئيس الحريري وهو إضافة إلى ذلك فإنه يشكل عامل استفزاز لحلفاء الحريري وعلى رأسهم رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ، وقد وصل الأمر إلى خيار التخلص منه ورفع الغطاء السياسي عنه بشكل كامل .
وفي هذا السياق يتوقف مراقبون عند موقف الرئيس السنيورة الذي تمايز به عن موقف الحريري حيث يصر السنيورة على البقاء الى جانب يوسف كضحية ويرفض حتى الآن المساس به على خلفية ترك الأمور إلى القضاء باعتباره الجهة الوحيدة التي تقرر مصير يوسف.
وبالمحصلة فإن ورقة عبد المنعم يوسف سقطت وكانت الفضيحة أكبر من أن يحملها الرئيس الحريري، وستكشف الأيام لاحقا خطورة هذه الفضيحة وتداعياتها التي قد تصيب رؤوسا كبيرة غير عبد المنعم يوسف أو يكون هو الذي يفتدي كل المتورطين .