يبدأ الجهاز الفني لمنتخب لبنان لكرة القدم بقيادة المونتينيجري ميودراج رادولوفيتش قريباً مرحلة جديدة من برنامج الإعداد، بانتظار ما ستفسر عنه قرعة الدور التالي من تصفيات كأس آسيا "الإمارات 2019".
ويعتبر رادولوفيتش أن حصيلة عمله خلال 11 شهراً أمضاها على رأس المنتخب، أفضت إلى أمور إيجابية عدة رغم الفترة القصيرة، لاسيما وأن العمل في كرة القدم أمر تراكمي.
وكان رادولوفيتش حضر إلى لبنان مطلع أيار الماضي والموسم المحلي في نهايته، لذا يبدي إرتياحه لما تحقق ما يجعل بنظره الإعداد على الطريق الصحيحة.
وقال المدرب: "أنا راضٍ على النتائج باستثناء خسارتنا أمام كوريا الجنوبية وتعادلنا مع ميانمار في صيدا، علماً أن أموراً كثيرة أدت إلى ذلك".
وشدد على أنه المسؤول عن النتائج "لكن يجب الأخذ في الإعتبار عوامل أخرى مؤثرة، كما أننا ظُلمنا في قرارات تحكيمية على أرضنا وخارجها، وإذا تطرّقت إليها لا يعني أنني أبرر بعض عروضنا ونتائجنا".
وأشاد رادولوفيتش بأداء المنتخب وتحديداً أمام الكويت وكوريا الجنوبية على أرضيهما. وتابع: "جئنا في المركز الثاني ضمن مجموعتنا، وهو دافع بحد ذاته للتأهّل إلى بطولة كبيرة مثل نهائيات كأس آسيا".
وحيّا رادولوفيتش القائدين رضا عنتر ويوسف محمد اللذين أعلنا إعتزالهما دولياً، مقدّراً تضحياتهما ودورهما القيادي على مدى سنوات. واعتبر أن المنتخب سيخسر جهودهما دون شك وتأثيرهما الميداني نظراً لشخصيتهما المميزة وما يتمتعان به من خبرة، معوّلاً في المرحلة المقبلة على وجوه أخرى يمكنها أن تضطلع بدور قيادي.
وذكّر رادولوفيتش بأن الجهاز الفني اعتمد منذ أشهر سياسة الإحلال والتبديل التدريجي، وقال "في ضوئها سننتقي عناصر مؤهلة لدعم صفوف المنتخب الأول الذي سينخرط في معسّكرات وسيخوض مباريات تباعاً، وأقربها لقاؤه نظيره القيرغيزستاني في بيشكيك الخميس 2 حزيران المقبل، "كما نتطلّع لترتيب مباراة دولية أخرى قبل 6 حزيران"، أي ضمن فترة "أيام الفيفا"، مؤكّداً أن مثل هذه المباريات مفيدة فنياً وتحسّن التصنيف.
وأضاف أنه يتابع على خط موازٍ مباريات الدوري والكأس ويراقب اللاعبين، ويقيّم أداءهم، وتابع بقوله "لكن لا ننسى أن تألّق بعضهم لا يعني قدرتهم على خوض لقاءات دولية بالوتيرة عينها، ما يتطلّب إعداداً أكثر وتطويراً للمنافسات المحلية".
ودعا رادولوفيتش الراغبين في صالح كرة القدم اللبنانية إلى التعاون في سبيل هدف واحد هو الجهوز الدائم والإرتقاء في المستوى وبلوغ مرحلة متقدّمة في استحقاقات مقبلة، "استناداً إلى إعداد جيد وملاعب صالحة ومباريات دولية وتجهيزات ملائمة وظروف سفر مناسبة".
وأكد رئيس لجنة المنتخبات مازن قبيسي أن هناك عناية خاصة تولى لفرق الناشئين والشباب كونها خزان المستقبل، وذلك في إطار الرؤية الجديدة للعمل في هذا الإطار، ومن أجل التحضير السليم للاستحقاقات المقبلة.
وذكّر قبيسي بأن إتحاد اللعبة ترّجم ميدانياً هذا التوجّه فأوكل إلى الجهاز الفني للمنتخب الأول بقيادة رادولوفيتش الإشراف على المنتخب الأولمبي كي يكون مصدر إمداد للمنتخب الأول بالعناصر الشابة القادرة على إكمال المسيرة، وقد تعززت خبرتها وزاد احتكاكها. كما أن العمل في سياق موحّد يفيد المنتخبين معاً ويسهّل عملية الإحلال والتبديل.
من جهته، شدد مدير المنتخب فؤاد بلهوان على ضرورة العمل بجدية منذ الآن للمرحلة المقبلة رغم الفترة الزمنية البعيدة التي تفصلنا عنها، وأن نحسن الإستفادة من التجربة الماضية.
وتمنّى بلهوان التوفيق لعنتر ومحمد في مسيرتهما المقبلة، علماً أن المنتخب سيتأثر من دون شك بغيابهما كونهما عنصرين أساسيين محوريين، آملاً بأن تُستثمر خبرتهما في المنتخبات الوطنية لاحقاً.