طمأن الرئيس الأميركي باراك أوباما، في ختام القمة الأميركية - الخليجية، دول الخليج العربية إلى أن الولايات المتحدة ستردع أي عدوان عليها. لكنه لم يذهب إلى حد اعتبار طهران "تهديداً مشتركاً" بل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، على رغم اقراره باستمرار وجود "مخاوف حقيقية" من الجمهورية الإسلامية. إلى أن البيان الختامي للقمة حمل النبض الخليجي وعَكس تشدداً حيال طهران، مكرساً استمرار الهواجس الخليجية من التمدد الإيراني في سوريا واليمن والبحرين.

وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قد اختتم القمة، معتبراً أنها "ستسهم في تعزيز التشاور والتعاون بين دول المجلس والولايات المتحدة"، مشيداً بالمحادثات "البناءة" وما تم التوصل إليه، مؤكداً الحرص على "تطوير العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين دولنا والولايات المتحدة خدمة لمصالحنا المشتركة وللأمن والسلام في المنطقة والعالم".
وندّد البيان المشترك للقمة بدعم إيران لـ"الجماعات الإرهابية في سوريا واليمن والبحرين". وأعلن إجراء مناورات عسكرية مشتركة في آذار 2017. ورحب بجهود العراق لتخفيف الاحتقان الطائفي وإجراء مصالحة بين مكونات الشعب العراقي.
واشترط لعودة العلاقات مع إيران وقف ممارساتها وتدخلاتها في المنطقة. وكشف أن واشنطن عرضت إجراءات إضافية لدرء خطر الصواريخ الإيرانية. وأبرز ضرورة التيقظ لمساعي إيران الرامية إلى زعزعة المنطقة، ووجوب تقوية قدرة دول الخليج على مواجهة الأخطار الداخلية والخارجية، وتأكيد اتفاقات الدفاع المشترك ضد أي خطر، وزيادة تبادل المعلومات عن الأخطار الإيرانية في المنطقة.
وعن الأزمة السورية جدّد البيان دعم الشعب السوري وتنفيذ القرارات الدولية والترحيب بخطط واشنطن لعقد قمة خاصة بقضية اللاجئين في أيلول.

 

أوباما
وقال أوباما في ختام القمة بقصر الدرعية في الرياض: "نحن متحدون في قتالنا لتدمير تنظيم الدولة الإسلامية الذي يمثل تهديداً بالنسبة إلينا جميعاً". وأضاف: "نظراً إلى استمرار التهديدات في المنطقة، ستواصل الولايات المتحدة العمل على زيادة تعاونها العسكري مع شركائنا في دول مجلس التعاون الخليجي، بما يشمل مساعدتهم على تطوير قدرتهم للدفاع عن أنفسهم. وأكدتُ مجدداً سياسة الولايات المتحدة التي تقضي باستخدام كل عناصر قوتنا لتأمين مصالحنا الأساسية في منطقة الخليج ولردع أي عدوان خارجي على حلفائنا وشركائنا ومواجهته".
وفي ما يتعلق بإيران قال إنه "حتى مع الاتفاق النووي، ندرك جماعياً أنه لا يزال يساورنا القلق من التصرف الايراني"، بما ينطوي عليه من نشاطات "مزعزعة للاستقرار" تقوم بها الجمهورية الإسلامية. وحض زعماء الخليج على التواصل مع القوى "الأكثر عقلانية" في ايران، من أجل "عدم المشاركة في تصعيد الحروب بالوكالة في المنطقة"، مشدداً على أنه "لا مصلحة لأي من دولنا في النزاع مع إيران".
وفي موضوع سوريا تحدّث أوباما عن اتفاق وقف الأعمال العدائية المُعلن في شباط، مشيراً إلى "ضغوط هائلة" تواجهه بسبب "تواصل الخروقات" من النظام السوري. وفي ملف اليمن، اكتفى بدعوة أطراف النزاع إلى التزام وقف النار. وعن العراق قال إن على الولايات المتحدة ودول الخليج الانتظار لرؤية ما إذا كان هذا البلد سيحل أزمته السياسية قبل تعهد تقديم مساعدات اقتصادية، محذراً من أن الشلل يُبطئ جهود مكافحة "داعش".
كذلك لم يغفل أوباما العوامل الاقتصادية في ظل انخفاض أسعار النفط، معلناً "حواراً اقتصادياً على مستوى عال، مع التركيز على التأقلم مع أسعار النفط المنخفضة، وتعزيز علاقاتنا الاقتصادية ودعم الإصلاحات في دول مجلس التعاون الخليجي وقيام اقتصاد يحترم حقوق الإنسان".
وأقر ببعض الفتور الذي اعترى العلاقات، بالقول إنه "ما ينطبق على الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ينطبق على جميع حلفائنا وأصدقائنا، وهو أن خلافات قد تحصل في أي لحظة".
وعشية القمة الأميركية - الخليجية، عقد أوباما لقاء الأربعاء دام ساعتين مع العاهل السعودي، وقال عنه مستشار الرئيس الأميركي بن رودس إنه "كان بناء وصريحاً"، و"أعتقد أن الاثنين اتفقا على أنه من الجيد أنه سنحت هذه الفرصة لتنقية الأجواء".