تحدث الخلافات على طول الطريق في حياتنا، بين الغرباء وبين الزملاء وحتى مع أقرب الناس منا، الزوج أو الحبيب الأخت أو الصديقة أو الأهل.
والصلح دائماً سيد الأحكام، والسعي إلى الاعتذار عما سلف هو الخطوة الصحيحة والإنسانية التي يجب أن نعتمدها في حياتنا، لكن كثيرين منا يظلون عالقين في العناد وصعوبة الاعتراف بالخطأ وبأننا أسأنا التصرف فعلاً.
ولكن لا مفر، إذا أردنا استمرار الحب والرضى والتراضي والود، فالاعتذار ضرورة حقيقية. والاعتذار المؤثر فعلاً ليس أن يقول الواحد منا للآخر: أنا آسف. وينتظر منه أن يحتضنه. الاعتذار المؤثر والذي يكون فعلاً من القلب ويصل إلى القلب لا بد أن يحتوي على ستة أمور وضعها علماء النفس والسلوك.
وهذه الأمور هي:
- التعبير عن الندم وأن الزمن لو يعود إلى الخلف فإنك لن تكون ستقوم بما قمت به ولن تفعل ما فعلت ولن تقول ما قلت.
- شرح كيف تفهم أنك مخطئ حقاً وأين وقع هذا الخطأ وكيف. لا يكفي أن تقول أنا أخطأت في حقك، عليك أن تشرح للطرف المقابل ولنفسك ماهو الخطأ فعلاً وأن تشعر الآخر بأنك تدرك حجم الجرح الذي سبتته.
- الاعتراف بالسمؤولية التامة، كثيرون يقدمون الاعتذار، ثم يضيفون جملة: لكنك أيضا شاركت وساهمت، لكنني كنت أرد على تصرفاتك.. حسناً هذه اللحظة ليست لتبرئة نفسك أو التخفيف عليها، إنها لحظة الشخص الآخر تماماً.
- إعلان صادق وحقيقي أنك لن تقوم بالأمر نفسه مرة أخرى، وستفكر مئة مرة قبل أن تقول الكلام نفسه أو تفعل أمور مشابهة تؤذي الآخر. فإذا كان الخلاف مع الزوج على العلاقة المضطربة بعائلته والمشاكل معهم، فعليك التعبير عن رغبتك في تحسين هذه العلاقة والعمل فعلا على ذلك.
- عرض المصالحة وتسوية الأمر وتركه خلف هذه العلاقة كشيء لا بد من تجاوزه ونسيانه والمضي قدما في العلاقة وفتح صفحة جديدة.
- طلب السماح، بعد عرض كل ما سبق من ندم وتوبة ومحبة تأتي مرحلة طلب السماح، هل تسامحني؟ هل تستطيع أن تتجاوز عن هذا الخطأ الفظيع؟ هل تعتقد أن بإمكانك نسيان ما حدث؟
(أنا زهرة)