قتل الجيش التركي، يوم الثلاثاء، 32 عنصراً من تنظيم "داعش"، بعد هجوم استهدف إحدى دباباته قرب قاعدة تركية شمال العراق، في حين استدعت أنقرة "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتّحدة، لتكثيف عملياته ضد التنظيم المتطرف على حدودها مع سوريا، بالتزامن مع تعرّض بلدة كيليس التركية الحدودية لقصف صاروخي لليوم الثاني على التوالي.
وذكرت وكالة "الأناضول" التركية، أنّ القوات التركية دمّرت أولاً مبنى يستخدمه الإرهابيون، ما أسفر عن مقتل عشرة منهم، ثم قتلت 22 آخرين كانوا يلوذون بالفرار.
وأضافت أنّ القوات التركية، ردّت على إطلاق قذيفة مضادّة للدبابات استهدفت مدرعة لها متمركزة بالقرب من ثكنة عسكرية تركية في بعشيقة، شمال العراق، غير البعيدة من مدينة الموصل التي يسيطر عليها الإرهابيون.
وقالت وكالة الأنباء "دوغان"، إنّ طاقم الدبابة التي استهدفت سالم، وكان محمياً بالهيكل المصفح للآلية، وردّ على القذيفة التي أطلقها مقاتلو تنظيم "داعش".
وقد دُمر المبنى الذي كان المهاجمون داخله بعد قصفه، ما أدّى إلى مقتل عشرة من عناصر التنظيم.
وأضافت الوكالة، أنّ مجموعة من الأشخاص الذين كانوا يحاولون الفرار في سبع سيارات، وعلى أربع دراجات نارية، استهدفوا وقتل 22 منهم.
استعانة بالتّحالف
وفي سياق متّصل، أشار مسؤولون أتراك، اليوم الثلاثاء، إلى أنّ أنقرة ربما تدعو "التحالف الدولي" إلى اتخاذ خطوات أقوى في قتال "داعش" على حدودها مع سوريا.
وأشار مسؤول أمني تركي، إلى أنّ القوات التركية ردّت بقصف منطقة خاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" في سوريا اليوم، بعد أن سقطت ثلاثة صواريخ على كيليس. ولم يسفر الهجوم عن سقوط قتلى.
وأوضح رئيس البلدية حسن كارا لوكالة "رويترز"، أنّ ثلاثة أشخاص أصيبوا بجروح طفيفة في الهجوم وإن أحدهم سوري الجنسية.
وقال مسؤول أمني رفيع المستوى، إنّ "الإرهابيين الذين نفذوا هذه الهجمات متحركون. يتجهون إلى الحدود على دراجات نارية ويطلقون الصواريخ من هناك. ليس من السهل ضرب أهداف متحركة".
وأضاف: "يتم استدعاء التحالف للتدخل ويقصف هذه الأهداف من وقت لآخر. من الآن فصاعداً يمكن أن يطلب من التحالف ضرب هذه الأهداف المتحركة بشكل وقائي. هذا أمر نفكر فيه".
وأشار مسؤول في الجيش التركي، إلى أنّ جزءاً من المشكلة بالنسبة لتركيا يتمثل في صعوبة استخدام المدفعية ضد خصوم متحركين.
وقال المسؤول إنّه "من الصعوبة بمكان ضرب هدف متحركة (بمدفع) هاوتزر".
وكان وزير الدّفاع التركي قد أكد، الأسبوع الماضي، أنّ الجيش قصف منذ كانون الثاني الماضي، 146 هدفاً لتنظيم "داعش" على الجانب الآخر من الحدود من كيليس، مضيفاً أنّ ما يقدر بنحو 362 مسلحاً قتلوا وجرح 123.
وقال مسؤول رفيع المستوى في الحكومة التركية إنّه "من الآن فصاعداً، نريد أن ندمرهم استباقياً من دون انتظار قواعد الاشتباك".
ويتوقع أن يزور رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إقليم غازي عنتاب، جنوب شرقي تركيا والمتاخم للحدود السورية، في مطلع الأسبوع المقبل.
وقال المسؤول الحكومي إن من غير المتوقع أن يزور المسؤولون الثلاثة بلدة كيليس.
وقتل أربعة أشخاص، أمس الإثنين، حين سقطت خمسة صواريخ على البلدة وأصاب أحدها سكناً للمعلمين.
وتخوض تركيا، باعتبارها عضواً في "التحالف الدولي"، معارك ضد الجماعة المتشددة في سوريا والعراق.
وتواجه تركيا، عدداً من التهديدات الأمنية، فهي تحارب تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، في إطار "التحالف" إلى جانب المسلحين الأكراد في جنوبها الشرقي، حيث انهارت هدنة استمرت عامين ونصف العام في تموز الماضي، ما أثار أسوأ موجة من أعمال العنف منذ التسعينيات من القرن الماضي.
(رويترز، أ ف ب، الأناضول)