لاح بصيص أمل حول إمكانية حضور وفد الحوثيين وجماعة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الى الكويت للمشاركة في «مشاورات السلام اليمنية» التي كان يُفترض أن تنطلق أول من أمس برعاية الأمم المتحدة، مع دخول البيت الأبيض على خط الاتصالات مع إيران لإقناعها بالضغط على الحوثيين للحضور الى الكويت، وتركيز وزير الخارجية جون كيري على هذا الموضوع مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في لقائهما مساء أمس. فيما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بالتزامن، ببدء المفاوضات اليمنية «من دون مزيد من التأخير».

هذه الضغوط الأميركية التي انطلقت أمس بعيداً عن الأضواء، كما كشفت مصادر ديبلوماسية دولية هنا في الكويت لـ»المستقبل»، لم تستهدف الضغط على إيران للإفراج عن الملف اليمني وحسب، وإنما أيضاً من أجل تحرير الملف السوري من قبضة عراقيل النظام الذي عطّل مفاوضات جنيف السورية بالتزامن مع تعطيل مشاورات السلام اليمنية في الكويت.

وربما هذه هي الرسالة التي سيختار القادة الخليجيون، حسب المصادر إبلاغها الى ضيفهم الأميركي الرئيس باراك أوباما خلال لقائه معهم غداً الخميس في الرياض: هذه هي إيران التي وقّعت إدارتكم اتفاقاً نووياً معها تعطّل كل مسارات التسوية في المنطقة الواحد تلوَ الآخر.

وفي حال نجاح الاتصالات الأميركية توقّعت المصادر أن يكون موعد قدوم وفد الحوثي صالح الى الكويت الجمعة أو السبت المقبلين لإطلاق المفاوضات، فيما أبلغت أوساط وفد الحكومة اليمنية «المستقبل» أن انتظاره هنا «لن يكون الى ما لا نهاية»، وأنه ينتظر نتائج الاتصالات التي يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة «لنبني على الشيء مقتضاه: إما البقاء وإما الرحيل».

الى ذلك (رويترز) قال مندوبون إن مبعوث الأمم المتحدة لليمن سعى أمس الى إقناع جماعة الحوثي بإرسال ممثلين عنها الى الكويت. 

وقال مستشار لوفد الأمم المتحدة في الكويت إن الحوثيين اتسموا «بالإيجابية الشديدة» حتى يومين وإنهم اتفقوا مع مبعوث الأمم المتحدة ولد الشيخ أحمد على كل شيء تقريباً.

وقال المستشار الذي طلب عدم نشر اسمه لـ«رويترز»: «تغير موقفهم تماماً منذ ذلك الحين وسبّب ذلك صدمة (لولد الشيخ أحمد)».