ما كنت لأقارب بين مجزرة قانا ومجازر النظام السوري لولا أنّ لحزب الله اللبناني دور ورأي في كلا الحالتين، وما كنت لأذكر مجازر النظام السوري لولا أنّ عدد الأطفال التي قٌتلت تفوق عدد أطفال مجزرة قانا.
فمن مجزرة داريا إلى مجزرة جديدة الفضل مرورا بمجزرة نهر حلب والقبيرة والغوطة وصولا إلى مجزرة داريا التي راح ضحيتها حوالي 400 إلى 500 شهيد والتي تشبه بأحداثها مجزرة قانا التي حصلت في 18 نيسان 1996 وراح ضحيتها ما يفوق الـ100 شهيد ، هناك فارق واحد فقط هو أن في الأولى ، قام النظام الإرهابي بمحاصرة وقصفمسجد “سليمان الديراني”بعدما اتخذه شعبه ملجأ لهم أما في مجزرة قانا قام العدو الإسرائيلي بقصف مركز القيادة "الفيجية" التابعة لقوات "اليونيفيل" بعد لجوء المدنيين الأبرياء، من نساء وأطفال اليها، ظناً منهم أن "الأمم المتحدة ستحميهم من وحشية إسرائيل".
فمنذ عشرون عامًا برّر العدو الإسرائيلي ما قام به في قانا بالقول " أن للإسرائيليين الحق في الدفاع عن أنفسهم" ، فكيف يبرر حزب الله دعمه للجماعات الإرهابية التي ارتكبت مجازر بفظاعة مجزرة قانا بحق الأطفال والأبرياء وهو من يجدّد في كل سنة الحزن على شهداء قانا بخطاباته السياسية التي لا تغني عن الحق بشيء.
فالعدو دافع عن نفسه بوجه إرادة العيش، وكذلك حزب الله فهو يدافع اليوم كما فعل منذ حوالي الـ4 سنوات عن النظام السوري الإرهابي بوجه دموع الأطفال الذين وجدوا في أشلاء إخوانهم أنسًا لهم وحنانا أكثر من نظام ارتدى تاج الزعامة وما زال.
ولأنّ النظام يدّعي عندما يقصف الاطفال والمدنيين أنّه يقاتل الإرهابيين ويقصف مخازن الأسلحة وأوكار اختباء المسلحين فبالطبع هذا ما سيكون عليه تبرير حزب الله.
فبين ادعاءات التبرير التي يعتمدها حزب الله في الدفاع عن النفس وعن الطاغية وبين ادعاءات العدو الاسرائيلي لا فرق، فما قولهم إلا إيجاز لقتل المزيد والمزيد من المدنيين العزّل والأبرياء.
فيا "حزب الله" في ذكرى قانا التي تدينوها، لا تشاركوا النظام في قتل الأطفال ولا تقلقوا الأحلام فجرح قانا يتجدّد مع كل قصف لأطفال سوريا ومع كل صرخة ألم يطلقها طفل قُتل بالبرميل المتفجّر، فهلّا توقّفتم عن تلويث أياديكم بدم السوريين الأبرياء لترقد روح أطفال قانا بسلام؟