علمت «الحياة» من مصادر عراقية موثوق فيها أن اتصالات داخلية وإقليمية ودولية مكثفة أفضت إلى تفاهم على بقاء رئيس البرلمان سليم الجبوري في منصبه، ومنحه فرصة لعقد جلسة بحضور جميع النواب، بمن فيهم المعتصمون، يقدم خلالها رئيس الحكومة حيدر العبادي تشكيلة جديدة. وتظاهر المئات من أنصار الزعيم الديني مقتدى الصدر، واعتصم بعضهم أمام عدد من الوزارات، مطالبين باستقالة الوزراء. (راجع ص 2).
وأجرى الجبوري اتصالات مع عدد من النواب المعتصمين في البرلمان، وأكد لهم أنه «لا يتمسك بمنصبه بقدر رغبته في معالجة الأزمة بناءً على القانون لقطع الطريق أمام اندلاع فوضى سياسية قد تزيد الوضع تعقيداً».
وقالت مصادر نيابية لـ «الحياة» إن «اتصالات ولقاءات مكثفة، داخلية وإقليمية ودولية، تمت خلال الساعات الماضية، أفضت إلى الإتفاق على بقاء الجبوري في منصبه ومنحه فرصة لعقد جلسة برلمانية بحضور جميع النواب بمن فيهم المعتصمون تتم خلالها مناقشة كل القضايا من دون تحفظ». وأضافت أن عدداً من النواب غادروا حركة المعتصمين، بينهم عشرة من «تحالف القوى الوطنية» السنية الذي ينتمي إليه الجبوري، وتراجع نواب كتلة «الأحرار» (التابعة للصدر) عن موقفهم بعد خلافات بينهم وبين كتلة «الدعوة» التابعة لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
وأوضحت أن الجبوري «أجرى اتصالات مع بعض قادة الكتل من النواب المعتصمين أكد خلالها أنه غير متمسك بمنصبه، بل يسعى إلى تصحيح الأمور وفق القانون والتوافق، لقطع الطريق أمام انهيار المؤسسة التشريعية وحصول فوضى سياسية قد تفتح المشهد على المزيد من التعقيد». وزادت أن «الاتفاق يتضمن أيضا تقديم العبادي حكومة جديدة إلى البرلمان خلال أيام، على أن يدعو رئيس الجمهورية فؤاد معصوم خلال ساعات إلى اجتماع موسع لوضع اللمسات الأخيرة على هذه التسوية».
وبعد يومين على إعلان الولايات المتحدة رفضها إقالة الجبوري، أكدت إيران أيضا تحفظها عما حدث (إقالة رئيس البرلمان)، وأعلن مكتب رئيس ائتلاف «متحدون» أسامة النجيفي في بيان أمس، أن طهران اعتبرت «ما حصل تعقيداً للمشهد السياسي لا يراعي الدستور»، وأوضح أنه بحث مع سفير الجمهورية الإسلامية في بغداد حسن دنائي فر في «الملفات ذات الاهتمام المشترك».
ونقل البيان عن السفير تأكيده «حق ودور المكونات العراقية في المشاركة الفاعلة»، واعتبر «ما حصل في مجلس النواب تعقيداً للمشهد لم يراعِ الوضع الدستوري».
وجددت الولايات المتحدة وقوفها إلى جانب الجبوري، وقال سفيرها في بغداد ستيورات جونز خلال مؤتمر خاص بالنازحين عقد في بغداد أمس: «أحيي رئيس البرلمان سليم الجبوري والمواطنين الذين يساهمون في شكل كبير في معركة الأنبار لإعادة النازحين طوعاً». وأعرب الجبوري، خلال المؤتمر ذاته، عن أمله في «تقديم التشكيلة الوزارية سريعاً لعرضها على البرلمان».
وجدد زعيم منظمة «بدر» هادي العامري تحفظه عن طريقة إقالة الجبوري، وأكد في بيان أمس «عدم القبول بأي شكل من الأشكال أن يتم فرض رئيس برلمان على الجميع من جماعة أو جهة».