من أين لك هذا ؟
سؤال مشروع ومفتوح بوجه كل لبناني يعيش بثراء فاحش أو ما هو أدنى منه أو أعلى منه طالما أنه لم يرث ثروات قارون ولم يمتهن تجارة يمكن أن تضعه في لائحة الأغنياء والميسورين وطالما أن ملف الثراء المشروع أو الغير مشروع كبير جداً نستطيع فتح ملف صغير لكل المتسولين و "المعتاشين" على حساب قضاياهم الوطنية والقومية والاسلامية والملفت أن القاسم المشترك بين قيادات العمل السياسي في لبنان أن أغلبهم من المنتمين والمنتسبين والطالعين من الأكواخ والبيئات الاجتماعية الفقيرة وقد حسّنت السياسة من أوضاعهم وظروفهم وجعلتهم من أصحاب الرساميل الكبيرة وخاصة أولئك الذين التقطهم باكراً مغنطيس الاشتراكية وجعل منهم برجوازيون يُحسب لهم ألف حساب في الصفقات التجارية .
لن نعود بأدراج الملفات الى الوراء طالما أن الماضي والحاضر سيّان وهما من التابعين لعملة واحدة ولحقبة نضالية واحدة ولشعارات متشابهة رغم الاختلاف في عمليات صرف العملة الوطنية على الدولار الأميركي .
لا داعي لتبيان حاجة العاملين في السياسة وخاصة الأحزاب والشخصيات الى المال لأنه مفتاح أيّ عمل أو جهد مبذول فكيف وهناك من يملك قدرات تحتاج الى امكانيّات مالية ضخمة بحيث أن هناك خدمات وموظفون وادارات ومستلزمات كثيرة وكبيرة بحجم احتياجات دولة . ومن المعروف أن الشبكات السياسية الحالية في لبنان والمنقسمة بين فريقين 8 و14 آذار مدعومة بالكامل من قبل ايران والعربية السعودية ولا أحد من الفريقين ينكر دعم الدولتين لهما وطبعاً كل بحسب حاجته ولكل حسب قدرته على حسب ما جاء في التعاليم الماركسية .
لفتنا ونحن نتابع اللقاء المُعدّ مع الوزير السابق وئام وهّاب من قبل قناة الجديد حجم القصر الذي يتسع لأكثر من عائلة اضافة الى تصميمه وكلفة بنائه وهو يعتبر نفسه أحد أركان المقاومة والممانعة ولا علم لنا أن أحداً من قيادات المقاومة قد بذخ هذا البذخ على حياة فانية باعتبار أن قيادات المقاومة قد ألزمت نفسها بضرورة العيش تحت السقف الاجتماعي للمجاهدين المنحدرين من الأكواخ وبيوت التنك وبالتالي لا يكون مقنعاً كثيراً من بنى قصراً لا يملكه الشهداء عند ربهم ولا معنى للتغني بمزاياهم وهو لا يجاريهم في أبسط سلوك ممكن .
كما أن " الوزير " قد كشف عن بناء مستشفى ونحن نعلم كما الجميع بأن كلفة بناء مستشفى تتجاوز امكانيّات الأفراد ومع ذلك نحن نشجع عليها طالما أنها لخدمة الناس. لقد دفعنا في الجنوب ما لم يدفعه أحد على الاطلاق وفي الجزء الأخير منه كان بالارتباط الوثيق مع الجمهورية الاسلامية والتي أسهمت تنموياً في بناء مستشفى الشيخ راغب حرب بدعم مالي كبير من الميسورين الجنوبين ومع ذلك نعتبرها مساهمة ايرانية في حين أن أغلب أعمال التنمية في الجنوب هي من قبل الدولة اللبنانية وبسعي مباشر من الرئيس نبيه بري فاذا كان هناك أموال في الخمس أو الزكاة تُدفع لمن يساهمون بألسنتهم فقط عن طريق المواقف المدفوعة سلفاً كما هو حال التجمعات السياسية والدينية المصطفة طائفياً أو سياسياً والتي تُظهر لحن القول في التأييد الذي لا يقدم ولا يؤخر شيئًا في الحسابات الداخلية والخارجية لأنها مجرد استعراضات لأشخاص فارغة من أيّ محمول قوّة تُذكر .
فهو نوع من الغبن الذي سيدفع بالكثيرين الى السؤال المسؤول عن تضحيات ضخمة مقابل تضحيات صفر لأناس كانوا فقراء وأغنتهم ايران كونهم من طوائف أخرى ويصفقون لسياساتها فقط دون أن يضربوا بسيفها ودون أن يسهموا بنقطة دم من لبنان الى اليمن باعتبار أن ذلك من مسؤوليتنا نحن لا من مسؤوليتهم لأنهم يمتهنون أدوار أخرى لا طاقة لنا بها .
لقد سمعت من الكثيرين ممن حضروا لقاء وئام وهّاب مع الجديد سخطاً كبيراً على ايران اذا ما كانت المموّل الرئيس ومن باب النُكتة والطُرفة قالوا بأنهم على استعداد لتغيير انتماءاتهم الطائفية لعلّ وعسى تنظر اليهم ايران بنظرة "التومان" كما تنظر الى المتعلقين بحبال المقاومة والممانعة من غير الشيعة .