علمت «الحياة» أن قمة الرياض بين الرئيس باراك أوباما وزعماء دول مجلس التعاون الخليجي الخميس، ستبحث تفصيلاً في تطورات الوضع في اليمن وجهود البناء على وقف إطلاق النار، للإعداد لمرحلة ما بعد الحرب. وقال مسؤولون أميركيون سابقون لـ «الحياة»، إن القمة وهي الثانية من نوعها، سترسخ إطاراً استراتيجياً وأمنياً وتحالفاً بين الجانبين يستمر في فترة ما بعد انتهاء ولاية أوباما في البيت الأبيض. وقالت مصادر ديبلوماسية لـ«الحياة»، إن دول مجلس التعاون الخليجي أعدت اقتراحات للقمة، وسيركز جزء كبير منها على اليمن. وأوضحت أن جهود إعادة الإعمار في اليمن ضمن البنود التي يريد مجلس التعاون ضمان مناقشتها، كي يكون عبء إعادة الإعمار دولياً وليس محصوراً بدول الخليج. وتتطلع الإدارة الأميركية إلى البناء على محادثات السلام بين اليمنيين للوصول إلى حل سياسي يعيد تركيز جهود مجلس التعاون على الحرب ضد «داعش» التي تراها واشنطن أكثر إلحاحاً. غير أن ملف اليمن سيكون حاضراً في الالتزامات الأمنية من حماية الحدود البحرية وإنشاء قوة لمكافحة الإرهاب قي القمة. ومنذ قمة كامب ديفيد في أيار (مايو) الماضي، تم تأسيس لجان عمل مشتركة مختصة بالشؤون الدفاعية والأمنية التي انبثقت عن القمة. وستُسرع قمة الرياض في تطبيق التزامات كامب ديفيد، خصوصاً في أمور الدرع الباليستي والأمن البحري. واستوجب هذا الأمر زيارة لوزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إلى السعودية غداً تسبق وصول أوباما.
وأوضح نائب رئيس معهد الخليج العربي في واشنطن السفير الأميركي السابق ستيفن ساش لـ «الحياة» أن القمة «ستبحث في قضايا جوهرية على رغم التباعد الشخصي مع أوباما». وتوقع أن يوضح الرئيس الأميركي بداية لزعماء الخليج «ما قصده في بعض آرائه المثيرة للجدل حول إيران لمجلة «أتلانتيك»، قبل الخوض في الأمور الجوهرية. وقال ساش إن «أفق العلاقة بين دول الخليج والولايات المتحدة متين جداً وواسع النطاق ويشمل مصالح أمنية وتجارية ضخمة بين الطرفين». ورأى مدير قسم الشرق الأوسط في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية جون ألترمان، أن «المصالح المشتركة ستتغلب على أي خلافات ثانوية بين المجتمعين» وقال إن «الطرفين بحاجة أحدهما للآخر، وغياب العشق لا يعني غياب المصالح». وتوقع الخبيران أن يحتل الملف الإيراني جانباً مهماً من القمة، خصوصاً مع فشل الاتفاق النووي في كبح تدخلات إيران الإقليمية. وقال ساش إن «المشكلة ليست في الاتفاق النووي حصراً بل بما كان متوقعاً منه، أي وقف العمليات التخريبية الإيرانية، وهذا ما لم يحصل».
وأشار ألترمان إلى أن الامتحان الأول للقمة يتمثل بكيفية تعاطي أوباما مع التهديد الإيراني لدول الخليج وحجم هذا التهديد بنظر الولايات المتحدة. واعتبر أن الفرق بين أوباما ودوّل الخليج أن الرئيس الأميركي يقدم «خيارات لإيران بين العزلة الدولية أو الانخراط». وترى دول الخليج أطماعاً تاريخية لطهران في دول المنطقة». ويغادر أوباما واشنطن ليل الثلثاء إلى الرياض، حيث سيعقد قمة ثنائية مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الأربعاء وبانتظار القمة الموسعة مع زعماء مجلس التعاون في اليوم التالي.
وفي الإمارات (أ ف ب) قال وزير الدفاع الأميركي، أن الولايات المتحدة تراقب تنفيذ إيران لبنود الاتفاق النووي، وتأمل في أن تلتزم وقف النشاطات العدائية «التي تثير قلق شركاء الولايات المتحدة وأصدقائها في الخليج». وأكد كارتر وهو يخاطب القوات الأميركية، أن «وجودهم جزء من منظومة الردع للنفوذ الإيراني». ووصل كارتر إلى أبوظبي أمس، في مستهل جولة خليجية يختتمها الخميس بحضور قمة الرياض.