انها الزيارة الاولى في تاريخ الجمهورية اللبنانية لرئيس دولة في ظل غياب رئيس الجمهورية، وقد أصر الرئيس الفرنسي على المحطة اللبنانية في جولته على دول المنطقة لاستطلاع الاوضاع اللبنانية، وبالتحديد ملف النازحين السوريين وتداعياته على الداخل اللبناني والدول الاوروبية، وحض المسؤولين على تقديم التسهيلات للنازحين بعد ان بدأ هذا الملف يشكّل قلقاً ليس للبنان فقط ولا للاردن ولا لتركيا ولا للدول التي تأوي النازحين بل لكل القارة الاوروبية، خصوصاً في ظل تزايد الخطر الارهابي، ولذلك أعلن هولاء عن تقديم 50 مليون يورو مساعدة للدولة اللبنانية من اجل مساعدة النازحين، على أن تقدم فرنسا 100 مليون يورو خلال ثلاث السنوات المقبلة. وكما كشف انه سيعقد في 27 ايار اجتماعاً للدول المانحة من اجل تقديم المساعدات للبنان لتخفيف اعباء النازحين، خصوصاً ان هذا الملف بات مشكلة ليس للبنان ولا للدول التي تأوي النازحين بل لقارة اوروبا وللعالم في ظل تزايد الخطر الارهابي.
الرئيس هولاند في لبنان للمرة الثانية بعد زيارة خاطفة في تشرين الثاني 2012 والتقى خلالها الرئيس ميشال سليمان حيث تبين بعد لقاءاته المسؤولين انه لا يحمل اي مبادرة على الصعيد الرئاسي او اي تصور للحل، لكنه حضّ النواب اللبنانيين على انتخاب رئيس، وأن لديه كل الثقة بتحقيق هذا الأمر. كما ركز على مساعدة الجيش اللبناني، وقال ان وزير دفاعه جون ايف لوديان سيحدد مع وزير الدفاع اللبناني سمير مقبل القيمة المالية التي من الممكن ان توضع من اجل مساعدة لبنان. وأشارت معلومات الى ان القيمة المالية هي بحدود 25 مليون يورو.
زيارة الرئيس هولاند الى لبنان، رغم انها زيارة دعم معنوية، لكنها حركت الجمود اللبناني في كل الملفات وفتحت النقاش الجدي في الملف الرئاسي، وخصوصاً خلال اللقاءات الثنائية التي عقدها الرئيس هولاند مع القيادات اللبنانية في قصر الصنوبر.
اما على صعيد اللقاء مع حزب الله، فتشير معلومات مؤكدة الى ان حزب الله هو مَن الغى الموعد بعد ان كان مقررا ان يلتقي هولاند رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ومسؤول العلاقات الخارجية. الا ان هجوم هولاند على حزب الله قبل وصوله الى بيروت واتهامه بتعطيل الاستحقاق الرئاسي، ادى الى الغاء الموعد.
ـ اللقاء مع الرئيس بري ـ
وعن اللقاء بين الرئيسين هولاند وبري، أشارت معلومات الى «ان الرئيس هولاند لم يحمل اي شيء بالنسبة لرئاسة الجمهورية، وتناول الملف بشكل عمومي. لكن هولاند اكد للرئيس بري انه على اطلاع على مواقفه بشأن الاستحقاق الرئاسي داعيا اللبنانيين الى حسم امرهم في موضوع انتخاب الرئيس، فيما شرح بري للرئيس الفرنسي، ما قام به لانجاز الاستحقاق وتوجيهه الدعوات لعقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية.
كما شدد بري على الحل السياسي في سوريا الذي سيساهم بشكل حاسم في معالجة ازمة اللاجئين، واقترح بري الحل على طريقة حل الملف النووي في ايران دول الخمس +1»، وقد اهتم هولاند بهذا الطرح وتجاوب مع هذه الفكرة.
كما ركز بري على موضوع الجيش والحرب الشرسة الذي يخوضها ضد الارهاب وطلب من هولاند ضرورة تقديم الدعم للجيش.
واشارت المعلومات ايضا الى «ان اجواء اللقاء كانت جيدة وكان هناك ارتياح من قبل هولاند لشروحات الرئيس بري، وتحديداً في موضوع الحل في سوريا على طريقة 5 + 1».
لكن اللافت ان الرئيس هولاند مازح الرئيس بري عبر تقديم التهنئة بحل ملف النفايات والتخلص من هذه الازمة.
كما شدد بري على دور الامم المتحدة في موضوع الحدود البحرية بين لبنان والعدو الاسرائيلي، وقال لهولاند كما ساهمت الامم المتحدة في موضوع الحدود البرية، فعلى الامم المتحدة تأدية دور في الحدود البحرية، كما تطرق الرئيس بري الى موضوع الخروقات الاسرائيلية والاوضاع الاقتصادية والنظام المصرفي اللبناني.
وحرص هولاند في ختام الجلسة على التأكيد للرئيس بري على الاجتماع به مرة ثانية في فرنسا، علماً ان الدعوة مفتوحة لرئيس المجلس لزيارة فرنسا.
ـ اللقاء مع الرئيس سلام ـ
اما اللقاء مع الرئيس سلام، فكان مشابها للقاء عين التينة مع اشادة لافتة من هولاند بدور الرئيس تمام سلام وصبره. وتطرق اللقاء بشكل معمق الى ملف النازحين. وشرح سلام الصعوبات التي يعانيها لبنان، ورد هولاند بالتأكيد على تقديم المساعدة لكي يستطيع لبنان الصمود اقتصادياً. كما تم التطرق الى الاوضاع الامنية والتهديدات الارهابية ودور الجيش اللبناني في التصدي للارهاب. واكد هولاند حرص فرنسا والمجتمع الدولي على استقرار لبنان وسلمه الاهلي. وتم التشديد المتبادل على انجاز الاستحقاق الرئاسي في اسرع وقت، لكن هذا الملف تم استعراضه بشكل سريع مع الرئيس سلام وبشكل معمق مع بري ودور المجلس النيابي، في هذا الملف.
ـ لقاءات قصر الصنوبر ـ
وليلاً، أقام الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عشاء على شرف القيادات اللبنانية (القوى الحية) كما جاء في بيان السفارة الفرنسية. ورغم انه تم ابعاد وسائل الاعلام وتأكيد المكتب الاعلامي في السفارة الفرنسية انه سيتولى توزيع الخبر، فانه علم ان الرئيس الفرنسي التقى وزير الخارجية جبران باسيل لمدة 15 دقيقة، كما التقى رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع.
كما التقى هولاند في مقر اقامته في قصر الصنوبر النائب سليمان فرنجية والتقى ايضا النائب وليد جنبلاط وعقيلته ونجله تيمور. وعلم ان النقاشات تركزت بشكل اساسي على موضوع الملف الرئاسي والتعقيدات التي تمنع انتخاب رئيس للجمهورية.