في زيارة العمل التي يقوم بها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى لبنان والتي تستمر الى مساء اليوم، بدا ان هاجس انتقال اللاجئين الى اوروبا هو المحرك لمعظم الحكومات في الاتحاد الاوروبي،. ومنهم فرنسا التي وعد رئيسها بمساعدات للبنان بقيمة مئة وخمسين مليون اورو تتوزع على ثلاث سنوات من اجل المساعدة في استيعاب اللاجئين. وقد حاول الرئيس الفرنسي طمأنة من التقاهم بان لا توطين للسوريين في لبنان بل في بلد ثالث في تصريح لافت لم يأخذ في الاعتبار القرارات الدولية التي نصت على عودة هؤلاء وان كانت طوعية.
لكن الاكثر بروزا في الزيارة فهو غياب رئيس الجمهورية عن استقبال نظيره الفرنسي بسبب الشغور المستمر منذ نحو سنتين في الموقع الاول والوحيد الذي يشغله مسيحي في العالم العربي. هذا الغياب حول الزيارة من زيارة دولة الى زيارة عمل، وهو الامر الذي جعلها من دون استقبال رسمي، كما حمل رئيس مجلس النواب نبيه بري الى تعويض الغياب المسيحي بضمه الى اجتماعه بالرئيس الفرنسي نائبي رئيس المجلس فريد مكاري ورئيس الحكومة سمير مقبل.
رئاسيا، لم يحمل الرئيس الفرنسي معه اي مبادرة رئاسية رغم بعض التوقعات التي سبقت الزيارة وان كان بحث الملف الرئاسي في مجمل محطاته، وصرح بانه يتكل على اللبنانيين في دفع اي مبادرة داخلية لملء الشغور الرئاسي متمنيا عودة قريبة الى لبنان ولقيا الرئيس الجديد.
واثر مغادرة هولاند مساء اليوم بعد زيارته مخيما للاجئين السوريين في البقاع، يستعيد لبنان نشاطه السياسي منذ صباح غد بجلسة عادية لمجلس الوزراء يبحث في خلالها ملف المديرية العامة لأمن الدولة . ولهذه الغاية عقد اجتماع مساء امس بين الرئيس تمام سلام والوزير ميشال فرعون للبحث في الحلول المطروحة لعرضها على الوزراء. وتعقد جولة جديدة من الحوار الوطني الاربعاء المقبل يأمل الرئيس بري في ان تشكل مدخلا الى اعادة فتح ابواب مجلس النواب امام التشريع.