وجه النائب نعمة الله ابي نصر، رسالة الى رئيس فرنسا فرنسوا هولاند، وجاء فيها: "باسم الاتحاد الديموقراطي المسيحي اللبناني أرحب بكم، سيدي الرئيس، في بلاد الأرز".
زيارتكم الى لبنان في هذه الأوقات الصعبة للغاية هي شاهد على استحالة إنكار صداقة فرنسا الألفية وتضامنها مع بلدنا. تصلون الى لبنان في ظل أزمة تواجه مؤسسات البلاد والفساد وعدم الكفاءة والعنف. الانتخابات الرئاسية معطلة والحكومة والبرلمان تعيقهما التناقضات الدستورية. دولة لم يطبق فيها اتفاق الطائف بشكل صحيح وتحتوي على العديد من العيوب الدستورية حيث لم تحترم الشراكة بين المكونات الاجتماعية. لست أدري، سيدي الرئيس، إن كانت جهودكم المخلصة وعلى الرغم من تصميمكم ستؤدي الى مساعدة لبنان على ايجاد الحلول.
أضاف: "اسمحوا لي بأن أذكركم أنه منذ العام 1920 شكل الموارنة المهندسين الرئيسيين للديموقراطية والحرية وكانوا أشرس المدافعين عن "العيش المشترك" على الرغم من كل التضحيات والحروب التي عصفت بهم وتحملهم الأمم الكبيرة والصغيرة عدم المبالية - أو حتى المتواطئة. فحاولوا ونجحوا في بناء مجتمع يختلف عن جيرانها من النواحي الفكرية والثقافية والاقتصادية والأخلاقية، الا أن الجشع والحقد والمصالح الدولية والإقليمية هدمت هذه القيم التي دافع عنها الموارنة بشراسة لأكثر من قرن. اننا على يقين تام بأن لا خيار للبشرية بأسرها سوى "العيش المشترك"، وكان الموارنة أول من فهم ذلك بين الدول، وبناء مجتمع جعل من لبنان بلد الرسالة كما وصفه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني".
وتابع ابي نصر: "أود أيضا أن أذكركم بالخطر الحقيقي الذي يواجهه بلدنا على صعيد تدفق اللاجئين السوريين بهذه الأرقام الكبيرة، فتهدد هذه الظاهرة التوازن الديموغرافي الهش، والتنوع والحرية الجماعية والفردية، وهو بلاء على الأصعدة الإنسانية والاقتصادية والأمنية اذ تكمن في داخله الخلايا الإرهابية، ويشكل نصف مليون لاجئ فلسطيني ومليون ونصف المليون نازح سوري 50 بالمئة من سكان لبنان، ويرتكز لبنان على التوازن الاجتماعي الهش وتشكل ظاهرة الهجرة الضخمة هذه خطر تدمير توازنه الاجتماعي والمذهبي".
واردف: "أود أيضا أن أشير إلى أن جميع الهيئات الدولية تزعم أن 35 في المئة من النازحين سيبقون على الأرجح بشكل دائم في البلد المضيف. في العام 2015 سجلنا 70000 حالة ولادة سورية على أرضنا بالمقارنة مع 40000 حالة لبنانية للفترة نفسها. 25 في المئة من اللبنانيين عاطلون عن العمل ويحتل مكانهم اللاجئين.
وهذا ما يشجع هجرة شبابنا، وللحصول على صورة واضحة عن أهمية هذه الظاهرة تخيلوا غزو فرنسا فجأة وبوحشية من قبل نحو 25 أو 30 مليون لاجئ، تمثل الآثار المترتبة على هجرة السوريين قنبلة موقوتة تقع مسؤوليتها الأخلاقية والسياسية على كل البلدان الاقليمية والغربية التي تشارك في الصراع الدامي في الشرق الأوسط. اننا نعلم أن فرنسا هي بلد حقوق الإنسان والحرية والعدالة والمساواة والقيم الإنسانية. هذه القيم التي نتقاسمها معكم".
وقال: "لقد تأثرنا جدا خلال الهجمات التي شنت ضد فرنسا وبلجيكا، ونحن ندينها بأشد العبارات. واللبنانيون هم جميعا إنسانيون بلا حدود ورحبوا باللاجئين بكرم عظيم. لكن التهديدات والمخاطر التي نواجهها من إرهاب وانهيار اختلالات ديموغرافية تتطلب منا النظر في القرارات الصعبة. ويبدو لنا من المهم تزويد الجيش اللبناني بالأسلحة لمحاربته الإرهاب والنظر بجدية في عودة اللاجئين السوريين إلى مناطق سوريا الآمنة الواقعة بعيدا عن القتال الى حين تمكنهم من العودة الى قراهم ومدنهم، وتركيز كل الجهود الرامية الى ايجاد حل سياسي سلمي في سوريا والمنطقة بأسرها، والجهود من أجل اقامة دولة فلسطينية لعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى دولتهم".
واشار ابي نصر، الى "أن التدابير المقترحة ليست مفيدة للبنان فقط بل قد تكون هناك حاجة إليها أيضا لمواجهة الإرهاب وأمن فرنسا وأوروبا".
ابي نصر في رسالة الى هولاند: لتزويد جيشنا بالأسلحة كي يواجه الإرهاب
ابي نصر في رسالة الى هولاند: لتزويد جيشنا بالأسلحة كي يواجه...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
214
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro