تشهد الساحة السورية تصعيدا عسكريا لافتا خاصة على جبهتي حلب وحمص، ما يشي بأن الهدنة التي تم الاتفاق بشأنها دوليا باتت فعليا في مهب الريح، رغم محاولات القوى الدولية التخفيف من هول الأمر عبر إشاعة أن ما يحدث مجرد خروقات.
وتدور في محافظة حلب اشتباكات على جبهات عدة، إذ يخوض الجيش السوري معارك ضد جبهة النصرة والفصائل المقاتلة المتحالفة معها في ريف حلب الشمالي والجنوبي.
كما تدور معارك بين تنظيم الدولة الإسلامية والجيش في ريف حلب الجنوبي الشرقي، وأخرى بين التنظيم المتطرف والفصائل المقاتلة قرب الحدود التركية في أقصى ريف حلب الشمالي.
وتمكن المرصد السوري من توثيق “مقتل 50 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها خلال قصف واشتباكات وكمائن في منطقة العيس في ريف حلب الجنوبي، فضلا عن 61 مقاتلا على الأقل من الفصائل الإسلامية المقاتلة وجبهة النصرة”.
كذلك قتل “20 مقاتلا على الأقل من الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة النصرة خلال القصف والمعارك في محيط مخيم حندرات ومزارع الملاح في ريف حلب الشمالي بالإضافة إلى 14 عنصرا من قوات النظام والمسلحين المتحالفين معها”.
ووفق المرصد فقد قتل أكثر من مئتي عنصر من الجيش السوري ومن النصرة ومقاتلين في الفصائل المعارضة خلال المعارك العنيفة التي تدور في المحافظة الاستراتيجية منذ بداية الأسبوع الحالي.
وجبهة النصرة (فرع القاعدة في سوريا) رغم أنها مستثناة من الهدنة التي تمت باتفاق أميركي روسي، إلا أن تحالفاتها مع بعض الفصائل المقاتلة، فضلا عن انتشار عناصرها بالمناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، تجعل الوضع ضبابيا.
ولا تنحصر المعارك في حلب، حيث أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وطبيب في مدينة حمص أن الجيش السوري كثف، الجمعة، غاراته على مواقع تسيطر عليها قوات المعارضة شمال المدينة لليوم الثاني على التوالي، مما أجبر السلطات على إلغاء صلاة الجمعة للمرة الأولى خلال نصف عام.
وذكر المرصد أن مدينة الرستن في شمال حمص تعرضت لعدة غارات كما تعرضت للقصف أيضا عدة بلدات وقرى قريبة.
وعلى ضوء هذه التطورات الخطيرة بات هناك قناعة بأن الوضع يعود مجددا إلى النقطة الصفر، وأنه رغم الإشارات الإيجابية التي قدمتها المعارضة السورية في المحادثات الجارية حاليا في جنيف والتي التحق بها وفد النظام بقيادة أحد صقوره بشار الجعفري، لن تأت بأي اختراق حقيقي.
ويبدو أن المسؤولين الأميركيين ورغم تصريحاتهم المحتشمة، على قناعة بأنه لا مفر من السير في الخطة “ب” والتي تعني تسليح المعارضة المعتدلة بأسلحة نوعية.
وقد تواترت تسريبات في وسائل إعلام أميركية على أن واشنطن قد حسمت أمرها تجاه هذا الخيار، حتى أن بعض هذه التسريبات تحدث عن وصول صواريخ حرارية لبعض فصائل المعارضة عن طريق ميناء العقبة الأردني، وهو ما يفتح أبواب سوريا أمام سيناريوهات سوداوية خاصة أن الروس أعلنوا بدورهم أن لديهم أيضا بديلا في حال فشلت العملية السياسية الحالية.
(العرب)