تجاوز الهجوم السعودي على حزب الله كل الخطوط وبات حزب الله المقاوم لاسرائىل والارهاب العدو الاول للسعودية دون اي سبب مقنع، لهذا الهجوم غير المسبوق وباتت السياسة السعودية مكرسة فقط ضد حزب الله والتي بدأت منذ اشهر مع قرارات مجلس التعاون الخليجي ووصف اعمال حزب الله بالارهابية الى مؤتمر مجموعة الدول الاسلامية الى زيارة الملك سلمان الى مصر الى منظمة دول التعاون الاسلامي في تركيا امس الى محاولات سعودية لاصدار قرار من مجلس الامن بتصنيف حزب الله ارهابيا وهذه المحاولة الاخيرة فشلت ولم يتم النقاش فيها بشكل جدي من الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن وربما تكون البصمات السعودية واضحة في منع السفارة الفرنسية من توجيه الدعوة لحزب الله للقاء الرئىس الفرنسي فرنسوا هولاند هذا بالاضافة الى التسريبات عن المحكمة الدولية وتحقيقاتها وامكانية طلب قيادات في حزب الله حيث نفت هذه المعلومات المحكمة الدولية عبر احد مسؤوليها. ويبدو ان الحرب السعودية على حزب الله مفتوحة وليست مبررة حتى ان السعودية ألغت اللقاء مع الرئيس سلام في قمة اسطنبول لان لبنان تحفظ على القرار دون اي مراعاة لاوضاعه الداخلية.
ورغم الاجراءات السعودية فان دولا عربية رفضت ان تجاري الرياض في هجومها واكبر دولة اسلامية وهي اندونيسيا رفضت القرار السعودي في قمة التقارب الاسلامي بتوصيف حزب الله ارهابيا كما ان منظمات شعبية عربية واسلامية ودولية اعلنت تأييدها لحزب الله وجاء التأييد البارز من الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع وبالتالي فان هذا الهجوم السعودي لن يصل الى نتيجة. علماً ان اسرائىل هي وحدها المستفيدة، من هذا الهجوم وهي من «هلل» لهذه القرارات ولوقف بث قناة المنار عن عربسات ونايل سات، وبالتالي الهجوم ليس له اي مفاعيل الا توتير الاجواء الداخلية وتحديدا في لبنان. لكن حزب الله يردّ في مجالسه على الاستقرار الداخلي ودعم الحكومة ومؤسسات الدولة والابتعاد عن التشنجات الداخلية رغم الكم الهائل من التسريبات ضد الحزب وقيادته، لكن في ظل هذا الخلاف فإنه من المستحيل الوصول الى حلول للملفات المعقدة وسيبقى الستاتيكو على حاله خلال الفترة القادمة وفي ظل هذه الاجواء تأتي زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى لبنان على مدار يومين حيث سيركز خلال لقاءاته مع المسؤولين والقادة السياسيين على الموضوع الرئاسي، كما سيزور البقاع مستطلعاً أوضاع اللاجئىن السوريين وظروفهم، لكن المحطة اللافتة للرئيس الفرنسي ستكون مساء اليوم في السفارة الفرنسية عبر لقاءاته مع رؤساء الاحزاب السياسية والكتل النيابية، فيما اعلنت العلاقات الاعلامية في حزب الله في بيان «انه لم يحدد اي موعد بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وحزب الله وليس هناك اي لقاء خلال زيارته للبنان، واستغربت مصادر سياسية هذا الموقف الفرنسي من عدم توجيه الدعوة لحزب الله لحضور احتفال السفارة الفرنسية خصوصا ان هولاند سيلتقي رؤساء الاحزاب السياسية والكتل النيابية وحزب الله مكون سياسي اساسي داخليا واقليميا والسفير الفرنسي زار مؤخرا رئىس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وبالتالي التواصل قائم، ولذلك فإن خطوة عدم توجيه الدعوة لحزب الله غير مفهومة وغير مبررة الا اذا كانت هناك جهات لبنانية داخلية او عربية وراء القرار الفرنسي.
علما ان الرئيس الفرنسي سيستمع من الكتل السياسية عن تصوراتهم للملف الرئاسي والاوضاع الداخلية اللبنانية كما سيلتقي الرئيس الفرنسي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.
واشارت مصادر سياسية الى ان الرئىس الفرنسي لا يحمل اي مبادرة او اي تصور لانجاز الاستحقاق الرئاسي، وسيؤكد على ضرورة انجازه وسيحمل اللبنانيين مسؤولياتهم، فيما العنوان الاساسي سيكون ملف اللاجئىن السوريين واوضاعهم للاطلاع على ظروف اقاماتهم خصوصا ان فرنسا والاتحاد الاوروبي يسعيان لابقاء النازحين في مناطق تواجدهم وعدم الانتقال الى اوروبا.
وسيرافق زيارة الرئيس الفرنسي اجراءات امنية مشددة وسيتم قطع العديد من الطرقات وتحديدا بين المطار ومجلس النواب وبرج المر، كما سيتم منع وقوف السيارات على جوانب الطرقات منذ مساء أمس كما سيتخذ اجراءات حول قصر الصنوبر وستتولى المكافحة في الجيش اللبناني تأمين الحماية للوفد الفرنسي.

ـ منظمة التعاون الاسلامي وتحفظ لبنان ـ

أما على صعيد اجتماع منظمة التعاون الاسلامي، فقد تبنى البيان الختامي الفقرات التي اضافتها السعودية ضد ايران وحزب الله وقد تحفظ لبنان على الفقرة التي خصصت لادانة اعمال حزب الله الارهابية في سوريا واليمن والبحرين والكويت التي تزعزع استقرار الدول الاعضاء فيما تضمن البيان ترحيبا بالحوار بين الاطراف السياسية اللبنانية وثمن تضحيات الجيش والقوات الامنية ضد الارهاب، ورحب بترشيح لبنان لفيرا خوري لمنصب امين عام الاونيسكو. لكن المؤتمر عمق هوة الخلاف الايراني - السعودي والذي سيترك تداعياته على المنطقة وتمثل ذلك بخروج الرئيس حسن روحاني من الجلسة الختامية.

ـ لا جديد رئاسيا ولا نصاب في جلسة 18 نيسان ـ

واستبعدت مصادر وزارية ان تؤدي زيارة هولاند الى اي حلحلة في الملف الرئاسي وبالتالي لا نصاب رئاسيا في جلسة 18 نيسان والستاتيكو القائم سيبقى على حاله حيث يسعى الرئىس الحريري الى تكثيف اتصالاته مع تيار المرده للنزول الى الجلسة فيما النائب سليمان فرنجية مصر على موقفه بأنه لن ينزل الى الجلسة بدون حزب الله وبالتالي فإن لا نصاب رئاسيا كما ان كتلتي الوفاء للمقاومة والاصلاح والتغيير لم يشاركا بالجلسة، وسيحدد الرئيس بري موعدا جديدا اما المحطة اللافتة فستكون جلسة الحوار الوطني في 20 نيسان. وسيناقش فيها مختلف الملفات الحساسة بدءا من قانون الانتخابات وتفعيل عمل مجلس النواب.
وتؤكد المصادر المتابعة للملف ان الرئيس نبيه بري سيدعو الى جلسة تشريعية وكل ما يثار من اعتراضات حول ميثاقيتها، تؤكد المصادر ان الميثاقية موجودة بحضور النائب سليمان فرنجية والنواب المستقلين المسيحيين.

ـ جهاز امن الدولة ولا حلول ـ

وما ان يغادر هولاند مساء الاحد، حتى تعود الخلافات نهار الاثنين مع اجتماع مجلس الوزراء في ظل عدم الوصول الى تفاهم حول الجهاز وعمله نتيجة تفاقم الخلاف بين رئىس الجهاز اللواء جورج قرعه ونائبه العميد محمد الطفيلي الذي يحال الى التقاعد بعد شهرين.
ودعا وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الى انتظار الامور حتى ذلك الحين فيما الوزراء المسيحيون يؤكدون ان حقوق الكاثوليك مهضومة ولن يتراجعوا.
ورأت مصادر وزارية ان الاجتماعات السابقة لم تفض الى التوافق على اي نقطة في موضوع امن الدولة ولا توافق على الحل في الوقت الحاضر.
اما الوزراء المسيحيون فلن يتراجعوا عن مواقفهم فيما توقفت مصادر سياسية عند التسريبات في هذا الملف حول تغيير مدير الجهاز واشارت هذه المصادر الى ان القيادات الكنسية المسيحية ابلغت معظم المسؤولين رفضها لأي مس بمدير الجهاز وصلاحياته وان احالته الى التقاعد ستتم بعد سنة و3 اشهر ويجب ان يستمر في مركزه حتى احالته الى التقاعد ودعت المصادر الى ضرورة الابتعاد عن القشور والعمل على تفعيل هذا الجهاز.

ـ الانتخابات البلديات ـ

اما على صعيد الانتخابات البلدية فقد انطلقت الماكنات الانتخابية للقوى السياسية. واعلن حزب الله عن انطلاق ماكنته الانتخابية البلدية في كل المناطق وحدد المعاون السياسي للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الحاج حسين خليل خطوط العمل واهمها التحالف مع حركة امل بلديا.
واولى بوادر المعارك البلدية بدأت في زحلة عاصمة الكاثوليك في لبنان وستشهد المدينة ام المعارك بين 3 لوائح ستؤدي الى تبدل التحالفات وتطرق رئىس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الى معركة زحلة.
واكد ان الاحزاب لا تريد الغاء البيوت السياسية فهذا غير منطقي لان الاحزاب لا تريد الغاء احد.
واشارت معلومات الى ان الانتخابات في زحلة ستزيد من حدة الانقسام بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية في ظل دعم الرئيس الحريري للسيدة ميريام سكاف ولائحتها في مواجهة تحالف التيار والقوات والكتائب ودعمهم للائحة اسعد زغيب.
فيما اعلن النائب نقولا فتوش عن تشكيل لائحة ثالثة برئاسة شقيقه وقد بدأت الحماوة الانتخابية.
كما ان الرئيس الحريري سيتحالف مع الوزير السابق عبد الرحيم مراد في القرى السنية وفي القرى المختلطة مع شخصيات مستقلة في مواجهة التيار والقوات لكنه لن يقف ضد الوفاق في القرى التي تعمل على ذلك.
هذه الاجواء تؤكد ان زحلة ذاهبة الى معركة كسر عظم.